بسم الله الرحمن الرحيم
تحيّة العروبة والوطن والتحرير
إذا كنت تقرأ هنا فهذا يعني أنّي قد مت، وقد صعدت الروح الى خالقها، وأدعو الله أن الاقيه بقلب سليم مقبل غير مدبر، بإخلاص دون ذرة رياء.
لكم من الصعب أن تكتب وصيّتك ومنذ سنين انقضت وأنا أتأمل كل وصايا الشهداء التي كتبوها، ولطالما حدثتني تلك الوصايا، مختصرة سريعة مختزلة فاقدة البلاغة ولا تشفي غليلنا في البحث عن أسئلة الشهادة. وأنا الآن أسير الى حتفي راضيا مقتنعا وجدت أجوبتي، يا ويلي ما أحمقني، وهل هناك ابلغ وأفصح من فعل الشهيد. وكان من المفروض أن أكتب هذا قبل شهور طويلة، الا أنّ ما أقعدني عن هذا هو أن هذا سؤالكم أنتم الأحياء. فلماذا أجيب أنا عنكم، فلتبحثوا انتم، أمّا نحن أهل القبور فلا نبحث إلا عن رحمة الله.
المصدر: موقع المنار