تغيّرت الأحوال في فرنسا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 23 نيسان/أبريل المقبل، على أن تكون جولة الاعادة في 7 أيار/مايو 2017. وبعد أن تصدر مرشح “يمين الوسط” الفرنسي فرانسوا فيون استطلاعات الرأي على مدى أشهر، تبدّل المشهد بالكامل خلال الاسابيع القليلة الماضية.
تراجع فيون تحت ضغط الاعلام والشارع في فرنسا، الذي استفاد من التسريبات التي تحدّثت عن استغلال منصبه السابق كرئيس للوزراء في عهد نيكولا ساركوزي لتوظيف زوجته وولديه في وظائف وهمية، استفادوا من خلالها بأكثر من مليون يورو، ومنذ ذلك الحين بدأ تراجع فيون أمام منافسيه وزير الاقتصاد السابق إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، ووصلت الأمور الى انسحاب العديد من الذين كانوا الى جانبه خلال الفترة الماضية، ابرزهم الوزير السابق بورنو لومير الذي استقال من منصبه كمستشار للعلاقات الخارجية لفيون، واستقالة الناطق الرسمي الوحيد باسمه تيري سولير.
وعلى الرغم من كل هذه الضغوط، يرفض مرشح اليمين الفرنسي سحب ترشيحه، وهذا ما أكّده خلال تجمّع انتخابي نُظِّم يوم الاحد في ساحة “تروكاديرو” قرب برج إيفل وسط العاصمة باريس. وقال فيون ان من واجبه الدفاع عن نفسه وعن زوجته، لكنه شدد على ان الاهم هو الدفاع عن البلاد. ولكن رغم كلّ ذلك، فإن هذا التجمع الشعبي يعتبر السلاح الاخير الذي استعمله مرشح اليمين لإظهار قدرته على الصمود حتى موعد الانتخابات، وفي هذا الإطار كتبت صحيفة لوموند “محسوبة على وسط يسار” أن فيون “يراهن على الشارع لإنقاذ ترشحه”، في حين يعبر البعض عن خشيته من انحراف مرشح اليمين إلى التشكيك في القضاء. ولكن استطلاعات الرأي وعدد كبير من النقاد والمحللين السياسيين يرجحون خروجه من الدورة الأولى، على ان يتأهل ماكارون ولوبان الى الجولة الفاصلة، وأشار استطلاع لمعهد “إيفوب” نشر الأحد إلى إن 71 بالمئة من الفرنسيين لا يرغبون في أن يستمر فيون في السباق الرئاسي. وما يرجح نجاح هذه الفرضية أيضا هو سحب نحو 260 مسؤولا منتخبا دعمهم لفيون تحت تأثير القلق، إزاء تراجع مرشح اليمين الذي باتت الاستطلاعات تشير إلى خروجه من الجولة الأولى.
اليسار لا يستفيد .. عجز عن رص الصفوف
التطوّرات المتسارعة قبل أقل من 50 يوم على موعد الانتخاب، لن تصب هذه المرة في مصلحة اليسار كما كانت العادة في المرات السابقة، فمرشح اليسار “بونوا هامون” الفائز بترشيح “الحزب الاشتراكي” أمام زميله مانويل فالس، عجز عن لم الشمل ورص الصفوف، وفشل بالوقت ذاته في الحصول على دعم الصقور في حزبه. كما أنه افتقد لدعم الرئيس فرانسوا هولاند، والذي جرته شعبتيه المتدنية إلى الاعتذار عن الترشح لولاية ثانية.
ويبدو المستفيد الاكبر من تخبط “يمين الوسط” وعجز اليسار عن لم صفوفه، هو وزير الاقتصاد السابق المرشح للسباق الرئاسي ايمانويل ماكارون، ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، الذين باتا قريبين بحسب الاستطلاعات من الوصول الى المرحلة النهائية من الانتخابات الرئاسية، بانتظار ما تخفيه الايام القليلة المقبلة قبل موعد الاقتراع من مفاجئات.
المصدر: موقع المنار + فرانس 24 + وكالات