للتكنولوجيا والتطور العلمي فضل كبير على حياة الكثير من الأشخاص المرضى، وذلك بعدما كانت عمليات زراعة الأعضاء بمثابة المهمة المستحيلة أو الخيال العلمي.
وفتحت عمليات زراعة الأعضاء آمالا جديدة لآلاف بل وملايين المرضى حول العالم الذين غالبا ما يفقدون الأمل في الحياة، بسبب إعاقتهم أو تشوه أحد أعضائهم.
وغالبا ما يحتاج الأشخاص الذين ولدوا بعيوب خلقية أو أولئك الذين تعرضوا لحوادث سير أو لأمراض غير قابلة للشفاء مثل السرطان أو الفشل الكبدي أو الفشل الكلوي، لعمليات زراعة أعضاء جديدة، من خلال استئصالها من متبرعين أو جثت الأموات.
وكانت لبنانية ثلاثينية استعادت العام الماضي بصرها بعد أن فقدته إثر مرضها بسرطان الدم لسنوات عدة. وأجريت لها جراحة في العين، تعد الأولى من نوعها في العالم، من خلال زرع خلايا جذعية من متبرع بالغ، وخلايا أخرى مأخوذة من المشيمة لمولود حديث في عين المريضة.
وفي خطوة أخرى، نجح أطباء بريطانيون في زراعة يدين لشخص فقد يديه نتيجة تعرضه لآلة معدنية حادة أثناء عمله، حيث تمكنوا من ربط العظام والأنسجة والأعصاب والأوتار والأوردة والجلد، حتى بات المريض قادرا على استخدام الأطراف المزروعة بشكل طبيعي.
كما باتت تجرى عمليات زراعة الوجه، حيث قال أطباء في مستشفى “روديبوغ” في نيويورك إنهم نجحوا، عام 2015، في زراعة وجه جديد لرجل إطفاء اسمه باتريك هارديسون (41 عاماً)، تعرض في 2001، أثناء مشاركته في عملية إنقاذ، لحروق كبيرة في الوجه.
وقام الأطباء باستبدال جميع الأنسجة الموجودة في وجه المريض بأخرى من وجه شخص متوفى، بالإضافة إلى زراعة أجزاء عديدة على وجهه مثل الأنف والأذنين والذقن والخدين، وذلك خلال 26 ساعة من العمل المتواصل.
ولا يتوقف الأمر هنا إذ يبدو أن القادم أعظم، حيث يتجه الجراح الإيطالي سيرجيو كانافيرو إلى إجراء أول عملية جراحية لزراعة رأس كامل في العالم، وسط آمال بأن تفتح الخطوة بابا أمام علاج حالات مرضية معقدة.
ويرتقب أن تجري العملية من خلال قطع الرأس وسحب النخاع الشوكي لمتبرع روسي في الحادية والثلاثين من عمره، يعاني مرضا جينيا نادرا وقاتلا، برأسه، ونقلهما إلى جسد توفي حديثا، ثم تحفيزهما فيه عن طريق النبضات الكهربائية بعد شهر من الغيبوبة.
المصدر: سكاي نيوز