خليل موسى – دمشق
صمود الدول في الحروب يأتي من التكامل بين مقومات الدولة الأساسية، وهذا ما يخلق آفاقاً أمام الدولة لتطوير علاقاتها مع الأصدقاء والحلفاء، ويقف الحليف بما لديه من طاقات وكوادر رسمية في مواقع صنع القرار .
وعلى هامش زيارات الخبراء والمحللين السياسيين إلى سورية، اجرى موقع قناة المنار لقاء خاص مع الديبلوماسي والضابط الروسي المتقاعد، الدكتور سيرغي يديغوف، ليصرح من باب خبرته في السياسة والعلاقات الدولية عن رأيه بما يجري بشأن الملف السوري.
تناول الدكتور سيرغي يديغوف موضوع صمود الشعب السوري من الناحية الإنسانية على أنه الصبر على كل الويلات، ولكن من باب خبرته الديبلوماسية، وتعاطيه مع القضايا بشكل سياسي، يؤكد أن الصمود هذا “إنما هو ولاء للدولة وللقيادة، وللوطن بشكل عام، من قبل المواطنين”.
كما أتى يديغوف إلى الحديث عن التعاون السياسي والعسكري بين كل من سورية وروسيا الاتحادية، مستشرفاً الجانب التاريخي منها، أي منذ أيام الاتحاد السوفييتي في منتصف خمسينيات القرن الماضي وصولاً للوقت الحالي، “حيث تطور التعاون العسكري وصولاً إلى جانب التطبيق العملي بشكل يومي”، كما وصفه الدكتور يديغوف، وهذا التعاون جاء من خلال عمل المستشارين الروس في الجيش العربي السوري ومن خلال مشاركة الطيران الروسي في العمليات الحربية بشكل مباشر خلال استهداف مواقع الإرهابيين، واعتبرها آفاقاً مشجعة ومشرقة، على اعتبار تطور الصداقة بين البلدين إلى تحالف تكلل في عهد كل من الرئيسين السوري بشار الاسد، والروسي فلاديمير بوتين، وهذا التحالف برأيه “يأتي في الدرجة الأولى ضد العدو الإرهابي الذي هو عدو للجميع”.
الديبلوماسي الروسي السابق، له نظرته الخاصة أيضا فيما يتعلق في الحديث عن مؤتمر جنيف، حيث وضع الدكتور سيرغي احتمال محاولة الولايات المتحدة الأمريكية في الذهاب إلى إملاء الشروط على الجانب الروسي، لكنه يرى روسيا الاتحادية أصلب من أن تقبل أيٍّ من الشروط بهذه الطريقة، و “لا يراهن على دونالد ترامب”، فمن الأكيد أن روسيا “ستسير فقط على نهجها المستقل وسياستها، على اعتبارها دولة عظمى”، ويراها دولة قادرة على رفض كل الشروط التي لا تخدم المؤتمر.
ويوضح أن هذه القراءة تأتي من حقيقة أن قرارات عديدة في السياسات الخارجية الأمريكية تتحد بقرار الرئيس الامريكي، ويجد د. يديغوف أن الرئيس ترامب رجل غير قابل للتنبؤ لأنه في الأساس “رجل أعمال”، وجديد في السياسة، وأنه يتعرض لنفوذ وضغوط أكثر من “لوبي”، وهنا يضيف بشأن جنيف احتمالات لمحاولات أمريكية لإنجاحه كمؤتمر بشأن سورية، على حساب ما جاء في أستنة الذي أدارته روسية.
سبعة عشر حرباً عبر التاريخ بين روسيا وتركية يتحدث عنها الديبلوماسي الروسي المتقاعد يديغوف، وهذا ما يجعل برأيه الشخصي على حد تعبيره أن علاقة بلاده مع الطرف التركي علاقة معقدة جداً تاريخياً، ورغم وجود نوع من التقارب والتطبيع في العلاقات بين البلدين، فلا يَعتقد أن الاتجاه واحد تماماً في سير السياسات، وخاصة ما يعنى بالشأن السوري.
إلى هذا كله، يبقى الحل في سورية بيد الشعب السوري وحده كما تراه القيادة السورية وتتفق معه الإدارة الروسية، ويؤكده الخبراء من خلال الأحداث والمجريات لسير الأمور في الحرب على سورية.
المصدر: موقع المنار