اعتبر سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: أن السياسات العدائية التي يعتمدها الرئيس الأميركي الجديد ضد المهاجرين المسلمين وضد بعض الدول العربية والإسلامية وفي مقدمها إيران تكشف عن الوجه الحقيقي للولايات المتحدة الأميركية , الوجه العنصري المعادي للإسلام والمسلمين.
ولفت: الى أن الجامع بين الأشخاص الذين جعلهم ترامب في فريق عمله هو تعصبهم وكراهيتهم للمسلمين, وموقفهم المعادي لإيران, إضافة لعلاقاتهم المتينة مع اللوبي الصهيوني واليمين المسيحي فضلا عن ان عددا كبيرا منهم هم من اليهود, مشيراً الى أن الإجراءات التي اعتمدها ترامب خلال الأسبوع الأول من عهده منسجمة مع شخصيته ومع توجهاته الأساسية ومع وعوده الإنتخابية, كما أنها تتلائم مع توجهات فريق عمله..
ورأى: أنه بالرغم من أن ترامب اتخذ قرارات عديدة أثار فيها غضب العديد من الدول الغربية وأوروبا إلا أن القرار الأكثر إثارة للرأي العام المسلم كان قراره بمنع دخول رعايا سبع دول مسلمة لمدة ثلاثة أشهر الى أمريكا مستثنياً السعودية ودول الخليج وباكستان وأفغانستان التي هي من أكثر الدول التي ارتبطت اسماؤها بالإرهاب التكفيري وتنظيم القاعدة وإخواته.
وأكد: أن السعودية هي مصدر الإرهاب وراعيته الأساسية في هذه المنطقة, واستثناؤها يكشف عن زيف الإدعاءات الأميركية وعدم جديتها بمواجهة الإرهاب.
نص الخطبة
نبارك لكم ولكل المسلمين والمؤمنين ذكرى ولادة بطلة كربلاء عقيلة بني هاشم السيدة زينب الكبرى بنت علي(ع) التي تصادف في الخامس من شهر جمادى الأولى.
ورد عن يحيى المازني:” كنت في جوار أمير المؤمنين في المدينة مدة مديدة ، وبالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته ، فلا والله ما رأيت لها شخصاً ولا سمعت لها صوتاً ، وكانت إذا أرادت الخروج لزيارة جدّها رسول الله(ص) تخرج ليلاً والحسن عن يمينها والحسين عن شمالها وأمير المؤمنين (ع) أمامها ، فإذا قربت من القبر الشريف سبقها أمير المؤمنين ( ع ), فأخمد ضوء القناديل ، فسأله الحسن (ع) مرة عن ذلك, فقال (ع) : أخشى أن ينظر أحد إلى شخص أختك زينب “.
من أهم خصائص السيدة زينب(ع) أنها المرأة التي حصنت نفسها وشخصها بالايمان والتقوى العفاف والطهر والستر وعدم الاختلاط بالرجال..وهو ما ينبغي أن تلتزم به المرأة المؤمنة الشريفة بل كل امرأة عاقلة محافظة تخاف على عفتها وشرفها وكرامتها.
اليوم الاختلاط أصبح رائجاً في مجتمعنا, حيث يكثر التعاطي المباشر بين الرجال والنساء في مجتمعنا بلا ضوابط في كثير من الأحيان. ونحن لا نقول بان الاختلاط محرم بذاته وأنه لا يجوز أن يجتمع الرجال والنساء عندما تقتضي الضرورة ذلك من أجل تسيير بعض الأمور, فهناك نوع من الاختلاط طبيعي يحتاجه البشر لتسيير شؤونهم, فيؤدي الى اجتماع الرجال والنساء في مكان واحد والى التعاطي المباشر بين الطرفين والحديث بشكل مباشر في الطريق أو المحال التجارية أو في الأسواق او في أماكن العمل, أو في العيادات وفي المستشقيات وغيرها, والاختلاط يحصل حتى في أماكن العبادة كالحجّ والزيارة وفي المساجد أحيانا وكذلك يحصل في الاحتفالات والمسيرات وغيرها.
هذه المظاهر وان كانت من مصاديق الاختلاط الا ان ذلك لا يعني انها حرام، لانه ليس كل اختلاط حرام , الاختلاط المحرم هو الاختلاط الذي لا ينفكّ عن لزوم الوقوع في الحرام، أو ما يصل إلى أن يصير خلوة بين الرجل والمرأة الأجنبيّين بحيث لا يتمكّن الغير من الدخول عليهما, فمع الخوف من الوقوع في الحرام يجب أن يتركا المكان، ولا يشترط في الحرام الوقوع في الفاحشة لا سمح الله بل يكفي
لتحريمه وقوع النظر المحرّم, وفي الرواية عن الإمام عليّ عليه السلام: “لا يخلو بامرأة رجل، فما من رجل خلا بامرأة إلّا كان الشيطان ثالثهما”.
وإذا أردنا ان بحث في سرّ تحريم هذا النوع من الاختلاط سنجد أنّ ذلك يرجع إلى ما في نفوسنا نحن البشر فنحن نميل نحو الشهوات ونضعف أمام المغريات، والاختلاط قد يشكّل أرضيّة شديدة لتحريك الشهوات وقد يشكّل نحواً من الاستدراج فالانزلاق في مهاوي الانحراف.. فالتحريم للاختلاط في أحد وجوهه هو إجراء وقائيّ لحماية الفرد ولحماية المجتمع, ومنع المنحرفين ومن في قلوبهم مرض وميل للانحراف من تحقيق نزواتهم وشهواتهم وغرائزهم بطريقة غير شرعية, فقد علّل الله تعالى أمره لنساء النبيّ (صلى الله عليه وآله) بعدم الخضوع بالقول , بقوله تعالى: ﴿فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾ .
أما الاختلاط الذي يحصل عند الضرورة أو بشكل تلقائي وطبيعي كالاختلاط الذي يحصل في الأسواق والأماكن العامة او في المناسبات المختلفة كالاختلاط الذي يحصل في الإحتفالات وغيرها هو جائز طالما يقتصر على مقدار الحاجة والضرورة, ولكن مثل هذا النوع من الاختلاط يجب ان نراعي فيه الآداب والضوابط والأحكام التي افترضها الله على الرجل وعلى المرأة من أجل ضمان عدم الانزلاق إلى التصرفات المحرّمة، من هذه الآداب والضوابط المتعلقة بالاختلاط المباح:
1- غض النظر: فقد أمرنا الله تعالى بغضّ النظر حيث قال: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾, ومعنى الغضّ في اللغة الخفض والنقصان بمعنى أن لا يطلق الإنسان العنان للنظر بالتحديق والتركيز والتمعّن، والأمر بغضّ البصر ليس موجهاً للرجال فقط وإنّما أيضاً للنساء.
2- عدم تزيين الظاهر: وعدم التبرّج والتزيّن لما هو مكشوف من الجسد, أي عدم تزيين الوجه والكفين, وكذلك عدم إظهار ما خفي من الزينة مثل الاساور والعقود والحلق والخلخال, فقد نهى الله عن أن تضرب المرأة برجلها الأرض ليعلم ما خفي من زينتها حتّى وإن لم يُر. والزينة قد تكون للعين كما هو المعروف بالتبرّج وقد يكون للسمع كرنين الخلخال، وقد يكون للأنف وحاسّة الشمّ كما في مسألة العطور والطيب, فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): “… ونهى أن تتزيّن لغير زوجها فإن فعلت كان حقّاً على الله أن يحرقها بالنّار”
وعن جابر بن يزيد قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهما السلام يقول: “ولا يجوز لها أن تتطيّب إذا خرجت من بيتها”
3- الميوعة في الكلام: وهو المعبّر عنه في لسان القرآن بالخضوع بالقول حيث قال تعالى: ﴿يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا﴾
والخضوع بالقول قد يكون في الصوت وقد يكون في المضمون وإن لم يكن فيه ليونة وميوعة في ظاهره. فعلى المؤمنات أن يكون حديثهنّ بشكل متّزن لا يتسبّب بافتتان المستمع، وكذلك عليهنّ أن لا يدخلن في أحاديث مع الأجنبيّ من الرجال بأمور حسّاسة تثير ذوي النفوس المريضة. ومن ذلك ما نسمع عنه وما نراه من الأحاديث والنكات الإباحيّة والمزاح الخارج عن حدود الذوق والأدب والخادش للعفّة، حيث إنّ بعض النساء قد يسمحن لأنفسهنّ بالدخول في هكذا أجواء لتظهر للآخرين أنّها “مهضومة” وخفيفة الظلّ، وربّما متحرّرة وغير تقليديّة بينما في الواقع فإنّ هذا يضرّ بصورتها أمام النّاس ليظهرها غير رصينة وغير محترمة وقد يغري ذوي النفوس المريضة بالتجرّؤ على ما هو أبعد وأعظم وأخطر.
عن رسول الله(صلى الله عليه وآله): “من فاكه امرأة حبسه الله بكلّ كلمة في الدنيا ألف عام”.
4- عدم اللمس والمصافحة: وهذان الأمران محرّمان بشكل أكيد فقد ورد في حرمة ذلك على الرجال قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “من صافح امرأة حراماً جاء يوم القيامة مغلولاً ثمّ يؤمر به إلى النّار”، ومن حرمته على النساء جاء عن الإمام الباقر عليه السلام: “ولا يجوز للمرأة أن تصافح غير ذي محرم إلّا من وراء ثوبها”.
5- تنظيم وضبط المجالس: ونقصد فيه هو أن لا نقيم مجالس في بيوتنا وأنديتنا في مناسباتنا وأفراحنا وأتراحنا مختلطة وان لا نختلط عند اقامة الولائم والسهرات البيتيّة، بحيث يجلس الرجال والنساء والذكور والإناث بطريقة مختلطة بل لا بدّ من الفصل، ومع الضرورة علينا أن ننظّم طريقة الجلوس بحيث تضمن الحفاظ على الاحتشام والعفاف بحيث لا يلزم منها النظر المحرّم أو إتاحة إطلاق العنان للنظر المتبادل وغير ذلك.
الاختلاط اصبح من الابتلاءات الكبيرة في مجتمعنا الذي راجت فيه المجالس والقعدات التي يدخل فيها الرجال على النساء والنساء على الرجال من دون وجود ضرورة تقتضي ذلك، فيجلسون ويسهرون ويتحادثون, والادهى انه مع انتشار شرب
الاركيلة باتت تعقد جلسات الاركيلة بين الشباب والفتيات وبين الرجال والنساء بطريقة مبتذلة وبما يؤدي الى كسر الحواجز ورفع القيود, اليوم وصل الأمر إلى درجة أنه اصبح فيه الاختلاط والتعاطي المباشر بين الجنسين امرا طبيعيا وهو الأصل والقاعدة، وأمّا الفصل في المجالس فهو الاستثناء, وربّما البعض يصف من يدعو لعدم الاختلاط بالتحجّر والرجعيّة والتزمّت وما إلى ذلك من أوصاف.
هذا ليس صحيحا فهذه المجالس لا تليق بالمؤمنين والمؤمنات وهي بالتدريج ترفع الحواجز وتكسر القيود وتؤدي الى ما لا تحمد عقباه.
اليوم ابتلينا بابتلاء جديد هو وسائل الاتصال الحديثة التي يستخدمها البعض بصورة سلبيّة، فالتواصل بين رجل وامرأة أجنبيّين والكلام عن أمور حسّاسة تثير الشهوات وتخرب البيوت وتخدش الحياء, وكذلك تبادل النكات ذات الطابع المبتذل والإباحيّ, والحديث بالخصوصيّات الجنسيّة هو من الاختلاط المحرم , فلنتقي الله ولنذكّر أنفسنا دائماً بالرقابة الإلهيّة ولنسأل أنفسنا هل نستطيع أن نبرّر لله أوّلاً هذه التصرّفات لننجو من المسائلة والمعاتبة وربّما المعاقبة.
6- رعاية الحجاب التامّ: وقد ذكر تعالى ذلك بقوله: ﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾, في إشارة واضحة إلى رعاية كون الحجاب يراعي ستر ما حرم كشفه، وفي هذا الزمن ثمّة ألبسة يُدّعى بأنّها حجاب ويا للأسف ليست من الحجاب في شيء، ولو كانت ساترة للبشرة إلّا أنّها تحكي ما سترته ليتحوّل ما سمّوه حجاباً ليستر الجسد وزينته إلى زينة بنفسه من حيث الشكل واللون.
وأختم بهذه الرواية قال أبو بصير: كنت أقرئ امرأة كنت أعلّمها القرآن فمازحتها بشيء، فقدمت على أبي جعفر عليه السلام فقال لي: “أي شيء قلت للمرأة؟” فغطيّت وجهي فقال عليه السلام: “لا تعودنّ إليها”.
نحن بحاجة الى اعادة النظر في سلوكنا وعاداتنا وتصرفاتنا , وبحاجة الى تحصين انفسنا وأسرنا ومجتمعنا حتى نستطيع مواجهة التحديات الاخلاقية والسلوكية التي بات بفرضا الواقع ويفرضها أعدائنا.
السياسات العدائية التي يعتمدها الرئيس الأميركي الجديد ضد المهاجرين المسلمين وضد بعض الدول العربية والإسلامية وفي مقدمها إيران تكشف عن الوجه الحقيقي للولايات المتحدة الأميركية , الوجه العنصري المعادي للإسلام والمسلمين.
فهذا الرجل المغرور والمعتد بنفسه لا يخفي عداءه للإسلام والمسلمين, وفريق عمله الذي يعتمد عليه هو بالعموم من الجنرالات العسكريين ومن أصحاب المؤسسات
والشركات العملاقة العاملة في مجال النفط والسلاح والإتصالات , والجامع بين هؤلاء تعصبهم وكراهيتهم للمسلمين وموقفهم المعادي لإيران إضافة لعلاقاتهم المتينة مع اللوبي الصهيوني واليمين المسيحي فضلا عن ان عددا كبيرا منهم هم من اليهود.
لذلك الإجراءات التي اعتمدها ترامب خلال الأسبوع الأول من عهده منسجمة مع شخصيته ومع توجهاته الأساسية ومع وعوده الإنتخابية كما أنها تتلائم مع توجهات فريق عمله..
وبالرغم من أنه اتخذ قرارات عديدة أثار فيها غضب العديد من الدول الغربية وأوروبا إلا أن القرار الأكثر إثارة للرأي العام المسلم كان قراره بمنع دخول رعايا سبع دول مسلمة لمدة ثلاثة أشهر الى أمريكا هي: العراق وإيران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن.
والافت أنه استثنى السعودية ودول الخليج وباكستان وأفغانستان التي هي من أكثر الدول التي ارتبطت اسماؤها بالإرهاب التكفيري وتنظيم القاعدة وإخواته.
بل أن السعودية هي مصدر الإرهاب وراعيته الأساسية في هذه المنطقة, واستثناؤها يكشف عن زيف الإدعاءات الأميركية وعدم جديته بمواجهة الإرهاب.
اداء هذا الرئيس في الايام الأولى لحكمه كشف عن وجود شارع معترض ورافض له وعن رأي عام منقسم حوله, والإنقسام حوله ليس على أساس سياسي فقط وإنما على أسس دينية واثنية وثقافية.
وبذلك تهشمت الصورة التي كان يعمل على تلميعها الروؤساء السابقون لامريكا صورة الحلم الاميركي وأمريكا ارض الإعلام وكشف ترامب عن الصورة الحقيقية لبلاده, صورة من يغض نظره عن الارهاب الحقيقي ومن يدعم الارهاب ويعمل على تدمير وتفتيت هذه المنطقة.
والحمد لله رب العالمين
المصدر: خاص