صرّح مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون الأفريقية والعربية حسين جابري انصاري، أن الجماعات المسلحة في سوريا رفعت شعارات كبيرة لا يمكن تحقيقها، كما انها كلفت السوريين اثماناً باهضة طيلة السنوات السابقة، فضلاً عن ان وتيرة التحولات التي شهدتها سوريا في الآونة الأخيرة خاصة تحرير مدينة حلب برهنت على أن استمرار الوضع الحالي لا يخدم المسلحين. وخلال مقابلة بثها التلفزيون الكازاخي مساء الأربعاء، رأى جابري انصاري أن كافة الأطراف قد ملّت من الوضع الحالي واستمرار سفك الدماء، وكان من الطبيعي أن ترحب الحكومة السورية بالجهود الدولية من أجل انهاء الوضع الحالي.
وفيما أكد أن اوضاع سوريا لم تكن تخدم المسلحين، اشار الى ان مشاركة تركيا في مباحثات استانة جعلت المسلحين يصلون الى قناعة أن هذه المباحثات ستحقق جانبا من مصالحهم، وأعرب عن أمله بالتوصل الى اتفاق يرتكز على اساس العودة الى اصوات الشعب باعتباره الحكم الأساس في هذه المعادلة. وشدد على ضرورة تكثيف الجهود من اجل انهاء الأزمة السورية، معتبرا أن ايران وروسيا وتركيا الى جانب كازاخستان بذلت الجهود من أجل قطع الخطوة الأولى لحل الأزمة، “ولكن ينبغي تضافر الجهود في الوقت الراهن للتوصل الى انهاء الازمة في سوريا بشكل دائم”.
كما رأى ان ثلاثي ‘ايران وروسيا وتركيا’ يمتلك قدرة خاصة لحل الازمة السورية نابعة من امكانيات وطاقات الدول الثلاث هذه. وفي الرد على سؤال حول مكانة ايران في المفاوضات حول الازمة السورية في استانة وجنيف، قال انصاري “نحن بصفة دولة مؤثرة وذات نفوذ في منطقة غرب آسيا، نعتقد منذ البداية بانه لا حل عسكريا لهذه الازمة”. وحول الثورات التي شهدتها بعض الدول العربية، اشار الى تعدد وجهات النظر تجاه هذا الموضوع، ولفت الى وجود أسباب داخلية في وقوع هذه الاحداث الى جانب الدور الأجنبي فيها. من جهة ثانية، أشار انصاري الى أن احتلال فلسطين تسبب بايجاد أجواء أمنية في العالم العربي، أدت الى عدم التوازن بين السياسات الأمنية والتنموية، والى جانب ذلك فإن “مثلث الأزمة وهو أزمات (الهوية والشرعية والفشل) زاد من مشاكل العالم الاسلامي”، موضحاً أن هذا المثلث “من الأسباب الرئيسية والمحلية للازمات التي ظهرت، كما ان العامل الخارجي لعب دورا في تفاقم هذه المشاكل والأزمات”.
المصدر: وكالة فارس للانباء