في الآونة الأخيرة، قام ستة علماء بالعيش لمدة سنة كاملة في عزلة على بركان “مونا لو”، كتجربة تحاكي عزلة رواد الفضاء في المستقبل عند العيش في المريخ، لكن التحدي الأكبر كان بالنسبة لهم ليس في الابتكار أو القدرة على التعايش بل في الملل!
لذلك بدأ العلماء في دراسة الملل عن كثب وقاموا بالكشف عن السبب وراء شعورنا بالملل.
قام جيمس دانكيرت، وهو أستاذ علم الأعصاب الإدراكي في جامعة واترلو في أونتاريو بدراسة سلوك الإنسان عندما يشعر بالملل.
في عام 2012، أشار بحث علمي أن الملل هو مزيج من نقص الإثارة العصبية وحالة من عدم الرضا والإحباط أو عدم الاهتمام، وهذا ما ينجم عن عدم وجود تحفيز. قال دانكيرت: “إن معظم الناس يتوافقون على أن الملل هو أمر غير سار، وغالباً ما يسعون إلى إيجاد طريقة لوضع حد لهذا الملل”.
قام تايلور أسيي، الأستاذ المساعد في التعليم التنموي، في جامعة ولاية سان ماركوس، بالتفريق بين الملل واليأس: ” الملل قد ينطوي على الشعور وكأنك عالق في حالة من الاستياء، لكنه لا ينطوي على الاعتقاد بأن النجاح هو أمر مستحيل أو أن الانخراط في النشاطات المُرضية هو بعيد المنال في المستقبل”. وعلى الرغم من أن الملل يشبه الاكتئاب، إلا أن الملل ينشأ عندما لا يوجد تحفيز من العالم الخارجي.
الجانب المشرق من الملل
قال دانكيرت، إن المفتاح لتجنب الملل، هو ضبط النفس، حيث أشار: “بالنسبة لأولئك الذين لديهم قدرة أعلى على ضبط النفس فهم أقل احتمالاً للتعرض للملل”.
أشارت بحوث تم إجراؤها مؤخراً إلى أن الملل يزيد من الإبداع. وقال دانكيرت: “وُجد في الدراسات أن الملل يميل إلى إلهام الإبداع فقط في الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من ضبط النفس”.
ما المهم في الملل؟
قال أسيي ودانكيرت، نحن بحاجة إلى معرفة المزيد عن الملل، وذلك لأن الملل ارتبط كثيراً مع النتائج السلبية، بما في ذلك تدني المستوى الأكاديمي، وارتفاع معدلات التسرب، وأخطاء العمل والاكتئاب والقلق.
المصدر: مواقع