مدارس المهدي تكرّم عوائل شهداء المدرسة.. فضل الله: ادفعوا العدوان قبل أن تُسقطوا عناصر القوة – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

مدارس المهدي تكرّم عوائل شهداء المدرسة.. فضل الله: ادفعوا العدوان قبل أن تُسقطوا عناصر القوة

برعاية مسؤول منطقة بيروت في حزب الله حسين فضل الله، أقامت المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم مدارس المهدي (ع) في الحدث وزقاق البلاط، حفل تكريم عوائل شهداء المدرسة من أولياء أمور وتلامذة، وذلك في قاعة الشهيد محمد باقر الصدر في مدرسة المهدي (ع) في الحدث، بحضور ممثلين عن مؤسسة الشهيد، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات التربوية والثقافية والاجتماعية والأدبية، عوائل الشهداء، الهيئة الإدارية والتعليمية في المدرستين، وحشد من الطلاب.

افتتح الحفل التكريمي بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، ثم كانت وقفة مع النشيدين الوطني اللبناني وحزب الله، وبعدها، أدّى أبناء وبنات الشهداء القسم لآبائهم بحفظ الدماء الطاهرة والزاكية وإكمال مسيرة الجهاد والمقاومة دفاعاً عن الأرض والوطن، ثم كانت رسالة من عدد من الطلاب باللغات الثلاث (الإنكليزية، الفرنسية، الفارسية) أكدوا فيها أن الشهداء قدموا أرواحهم لنعيش نحن بعزة وكرامة وأمان وحرية، وشكروا كل من قدم دمه من أجل الدفاع عن لبنان، وهذه التضحيات لا يمكن أن تُنسى، متوجهين لكل العائلات التي ضحت وحملت بقلوبها وجعاً بصمت بالقول، أنتم لستم لوحدكم، فنحن سنبقى إلى جانبكم.

شمعوني
ثم كانت كلمة لمدير مدرسة المهدي (ع) في الحدث الأستاذ هشام شمعوني قال فيها، تقديراً لمكانة الشهداء آباءً كانو أو أزواجاً أو أخوة أو أبناء، اجتمعنا بهم لنأخذ قبساً من صبرهم، ولننهل من حكايا شهدائنا دروساً وعبراً للجيل القادم، وللصغار حتى يكبروا.

 هشام شمعوني
هشام شمعوني

فضل الله
بدوره راعي الحفل مسؤول منطقة بيروت في حزب الله حسين فضل الله بارك للحاضرين في بداية كلمته ذكرى عيد المقاومة والتحرير الذي قدم نموذجاً حقيقياً لمآل الشعوب التي تقاوم وتنتفض على المحتل، وهو عيد من أكثر الأعياد رسوخاً في ضميرنا وتاريخنا وذاكرتنا، ولو تنكّر له البعض ممن يتعبّد منهج الهزيمة، ويسلك مسار التطويع القهري لصالح المحتل، وهو سيبقى عيداً للأحرار، وأرقاً لمن لا يستفز من الظلم وهدم الديار، وسيبقى ناراً تحرق الصهاينة ومن يتلوى لأوجاعهم، وسيبقى ذاكرة للدم الذي انتصر على السيف ذات أيار مجيد، وسيبقى ذاكرة للكيان المؤقت الذي وصفه سيد شهداء الأمة بأنه أهون من بيت العنكبوت.

حسين فضل الله
حسين فضل الله

وشدد فضل الله على أن تحرير أيار عام 2000 قدّم نموذجاً لكل الشعوب المقهورة أنها قادرة على أن تنتفض من بين الركام وأن تخرج إلى ساحات الانتصار الكبرى، متسائلاً، كيف يمكن لأمة أن تهزم وفيها طلاب شهداء، وفيها العامل والمعلم والمتعلم والعالم، وفيها مجتمع شاهد وشهيد، فهنيئاً لأسرة مدارس المهدي (ع) هذا الوسام الجديد تتقلده كأعرق مؤسسة خرّجت شهداء من الطلاب والأهل.

وفي الشأن السياسي أكد فضل الله أن الانتخابات البلدية أثبتت أننا نملك جمهوراً وتمثيلاً شعبياً كبيراً، أي أننا شركاء فيما يقوله ويريده اللبنانيون، وبالتالي، على البعض أن لا يحدثنا عن الخضوع الذي يعيشونه، لأننا نحدثهم عن العزة والكرامة التي يعيشها ويريدها شعبنا الذي وثق بنا بالأمس مرة جديدة.

وأشار فضل الله إلى أن ⁠البعض يتحدث عن السلاح والسلام وتصدير الثورة، وكأنه لم يسمع أن هناك جنوباً محتلاً وآلاماً وجراحاً وأسرى وأوجاعاً يعيشها شعبه، وكأنه يعيش هاجس إرضاء الخارج ليس إلاّ، مضيفاً، إننا نسمع عن القطار الذي ربما يفوتنا وعن المسار الذي يجب أن نلتحق به، وهم يقصدون قطار التطبيع والخضوع والانصياع، وفي لغتنا هو مسار الانهزام والخضوع وإعطاء الذليل وإقرار العبيد، ولن نمشي بهذه الخيارات، متسائلاً، هل يتصور هؤلاء أن بعد كل هذه التضحيات الكبيرة أن تسلم الأمة وتخضع، أو أن يسلم ويستسلم رجالها ونساؤها الذين يتضورون جوعاً وحصاراً وقتلاً في غزة، وهل سيعطون ويبايعون الظالم.

وأكد فضل الله أنه لن يهزنا إذ أباح العرب ذهبهم وربما شرفهم للأمريكي الذي يحضر إلى المنطقة لجباية الخراج، وفرض الأتاوات من أموال المسلمين لتُقتل بها شعوب عربية ومسلمة أخرى.

وتوجّه فضل الله إلى الحكومة اللبنانية بالقول، قبل أن تُسقطوا عناصر القوة، ادفعوا العدوان، وقبل أن تسلموا ما لديكم، اسلموا في دياركم واحموا أهلكم، وقبل أن تتفرغوا لطاعة السلطان ورضاه، أشغلوا أنفسكم بخدمة شعبكم ومن وليتم من أبناء بلدكم، وقبل أن تخضعوا لسيادة دول علينا، اخضعوا دول العدوان لتحترم سيادتكم، فلا تعيروا غطائكم عند ازدحام الصقيع، لأن وطنكم أولى بالحماية من مصالح الشيطان، كبيراً كان أو صغيراً.

وختم فضل الله مؤكداً أننا ثابتون ومتمسكون بقيمنا، نرفض الظلم، ونواجه الاستكبار، ونحمي المستضعفين، فلا ترهبنا كثرة المطبلين لقطار الإذلال المزعوم، وهو وصل أم لم يصل، فلن يجرف معه سوى ضعاف النفوس، ومن يتوسل رضا الطاغوت، وأما الشرفاء وهم كثرة، سيبقون الصخرة التي ستعيق هذا الركب الذي يريد أن تتنازل الأمة عن حقوقها.

وفي الختام، قدّمت الدروع التقديرية لأبناء وبنات وعوائل الشهداء.

المصدر: موقع المنار