في أجواء عيد المقاومة والتحرير ويوم الفصام العالمي، رعى وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين حفل افتتاح قسم العيادات الخارجية في مستشفى الشفاء التخصصي في دوحة عرمون، حيث قام بجولة على القسم بعد قص الشريط، وعاين عيادات القسم، وهي الطب النفسي، العلاج النفسي، والتغذية.
وفي كلمة له خلال حفل الافتتاح، قال ناصر الدين: “في ذكرى 25 أيار لا يسعنا إلا أن نفكر بالأبطال الذين بذلوا المهج والغالي والنفيس على أرض الجنوب، الذي سيعود بسواعد الأبطال كما كان، بل أجمل وأفضل”.
وأضاف: “سنعود إلى كل القرى”، مردفًا: “على الدولة والجميع تحرير ما تبقى من الأراضي المحتلة، وإن شاء الله سنلتقي في 25 أيار القادم ونحن نحتفل بالجنوب”.
وتابع: “من دواعي سروري أن أشارككم اليوم في هذا الحدث الصحي المهم المتمثل بافتتاح قسم العيادات الخارجية في مستشفى الشفاء”، مؤكدًا أنّ هذا الصرح يثبت يومًا بعد يوم التزامه الصادق في تقديم خدمة صحية إنسانية شاملة متكاملة.
ناصر الدين رأى أن افتتاح هذا القسم لا يُعد مجرد توسعة للبنية التحتية، إنما استثمار في كرامة الإنسان، وحقه في الوصول إلى رعاية صحية مستدامة تلبي الحاجات النفسية والجسدية على حد سواء.
وفي هذا السياق، تابع: “لا بد من التأكيد أن الصحة النفسية اليوم أصبحت في طليعة الأولويات العالمية وبات يُعترف بها على نطاق واسع كعنصر أساسي في الأولويات”، مشيرًا في هذا الصدد إلى أنّ العالم بأسره يعي أنّ الإضرابات النفسية ليست ضعفًا بل هي أمراض تحتاج إلى تشخيص وعلاج ورعاية متسمرة كما هو الحال مع الأمراض العضوية.
وأكد ناصر الدين أنه التقى مدير عام منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس غيبريسوس في جنيف، مشيرًا إلى أن اللقاء تناول التأثيرات التي تلقيها الأزمات المتتالية في لبنان على كاهل النظام الصحي، ولا سيما ما تعرضت له البنى التحتية للقطاع الصحي نتيجة الحرب الأخيرة من تدمير وأضرار جسيمة، والحاجة إلى وضع أطر للتعاون لمرحلة ما بعد الحرب خصوصًا أنها تطرح الكثير من التحديات الصحية المتعلقة بالصحة النفسية التي تتطلب اهتمامًا خاصًا نتيجة الأزمات التي تلاحقت على اللبنانيين”، مشددًا على “مضي لبنان قدمًا في تنفيذ الإجراءات الإصلاحية المطلوبة للنظام الصحي وفق أولويات يتقدمها دعم مراكز الرعاية الصحية الأولية”.
وأوضح أن لدى وزارة الصحة طرحًا جديًا لعلاج الجرحى النفسيين، كجزء من إعادة إعمار الصحة والنفس، لأن إعادة الإعمار ليست بناءً بالحجر فقط، بل نفسيًا وصحيًا وماديًا أيضًا.
وقال “إننا على مستوى مسؤولية رسمية في وزارة الصحة، ونواصل العمل رغم الظروف الاقتصادية والضغوطات المتعددة لتأمين الرعاية النفسية لمحتاجيها من خلال برنامج دعم وتأهيل نفسي، ومن خلال تأمين الأدوية النفسية مجانًا أو بأسعار مقبولة مدعومة في مراكز الرعاية الأولية والمستشفيات الحكومية والخاصة”.
وختم: “نسعى لدمج خدمات الصحة النفسية ضمن برنامج الرعاية الصحية الأولية”.
المصدر: العهد