رفضت حكومة الاحتلال مقترح وقف إطلاق النار لمدة خمسة أعوام في قطاع غزة مقابل الإفراج عن جميع الأسرى لدى المقاومة، وقد اعتبرت أوساط مقربة من نتنياهو أن القبول بهذا الاقتراح سيشكل هزيمة إسرائيلية مدوية.
ورغم مناورات حكومة نتنياهو في البحث عن مخرج من حالة الجمود في قطاع غزة، إلا أن هذه الحكومة تصر على تعنّتها في التنصل من الاتفاق مع حركة حماس، الذي يقضي بضرورة الانتقال إلى المرحلة الثانية والبدء بمناقشة سبل وقف الحرب والانسحاب الكامل من القطاع. الموقف الصهيوني، الذي اعتاد المراوغة، لا يزال حتى الآن يرفض جميع الصيغ التي يطرحها الوسطاء، وقد تعامل بالطريقة ذاتها مع المقترح الجديد الذي يتحدث عن وقف كامل للحرب لمدة خمسة أعوام مقابل الإفراج الكامل عن جميع الأسرى الإسرائيليين في غزة.
وقال المسؤول السابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية رونين كوهين: “هذا الأمر يجسد ما كان يعلمه أغلبنا، أن حماس لن تستسلم، وهذا متعلق ببقائها؛ فهذه هي الأوراق الأخيرة التي تملكها، خصوصاً المختطفين الأحياء، لذا هي لن تستسلم ولن توافق على اتفاق إلا بضمانات طويلة الأمد، وهي تتحدث عن خمس سنوات. هذه السنوات الخمس ستكون لإعادة ترميم نفسها، والجيش دخل إلى قطاع غزة، وفي اللحظة التي توقّف فيها بدأت الخسائر تتزايد؛ فعندما تكون ثابتاً في مكانك، سيخرج قناص فلسطيني من هنا أو رامي (RPG) من هناك، وقد رأينا ذلك خلال هذا الأسبوع القاسي”.
وأضاف المسؤول السابق في الوحدة 504 بالاستخبارات العسكرية، ماركو مورينو: “المقترح المصري يتحدث عن وقف إطلاق النار لمدة خمسة أعوام، وهذا يُظهر أن الوسيط المصري يواجه ضائقة عميقة، لأنه يخشى جداً من مبادرة ترامب، لذا يحاول إيجاد حلول مختلفة تمنع تنفيذ الخطة. فماذا تعني خمسة أعوام؟ إنها تعني أن حماس ستبقى على حالها إذا استمرت الأمور على هذا النحو”.
وقد قوبل المقترح برفض رسمي إسرائيلي قاطع، اعتُبر أن القبول به يمثل استسلاماً أمام حماس، فيما لوّح الجيش مجدداً بتوسيع العملية البرية في قطاع غزة.
وقالت المراسلة السياسية للقناة 11 الإسرائيلية، غيلي كوهين: “أشار رئيس الحكومة نتنياهو بشكل واضح إلى أن إسرائيل ليست مستعدة للمضي في صفقة كاملة تُفضي إلى إنهاء الحرب، لأن ذلك – وفق وجهة نظره – سيكون اتفاق استسلام. وقد عبّر نتنياهو عن هذا الموقف بشكل صريح، وهو ما ترك صدًى لدى عائلات المختطفين، التي تساءلت: نحن لا نفهم ما هي (نَعَم) الإسرائيلية، ولا نسمع سوى أن إسرائيل غير مستعدة، لكننا لا نعلم ما الذي تنوي إسرائيل فعله لإطلاق سراح المختطفين الـ59 الذين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة”.
وأضاف المراسل العسكري للقناة نفسها، إيتاي بلومنتال: “الجيش الإسرائيلي يستعد لتوسيع كبير للعملية البرية في قطاع غزة، بما في ذلك تجنيد واسع لألوية الاحتياط، وكل ذلك يأتي في ظل الجمود في ملف تبادل الأسرى. ويجب القول إن رئيس الأركان، هرتسي هليفي، صادق على الخطط يوم الجمعة”.
وكشفت وسائل إعلام الاحتلال أن حكومة نتنياهو طلبت من الجيش البدء بتجهيز منطقة جديدة جنوبي قطاع غزة لنقل الفلسطينيين إليها، في إطار الاستعداد لشن عملية برية واسعة النطاق في القطاع.
المصدر: موقع المنار