شنّت القوات الأميركية، اليوم السبت، سلسلة غارات عدوانية على العاصمة صنعاء ومحافظة صعدة شمال اليمن. ففي صنعاء، أفادت مصادر يمنية بأن طائرات العدوان الأميركي استهدفت بعدة غارات مناطق متفرقة من العاصمة.
وأوضحت المصادر أن القصف طال مديريتي السبعين وبني الحارث، حيث استُهدف حيٌّ سكني غرب منطقة الروضة في مديرية بني الحارث، إضافة إلى قصف منزل قرب المستشفى اللبناني في حي 14 أكتوبر.
وفي محافظة صعدة، ذكرت المصادر أن طائرات العدوان الأميركي شنّت سلسلة غارات على مناطق متفرقة، حيث استهدفت مديرية كتاف بأربع غارات، ومحيط مدينة صعدة بثلاث غارات، كما نفذت ثلاث غارات أخرى على مديرية آل سالم.
ويأتي هذا التصعيد الأميركي في وقت تواصل فيه القوات المسلحة اليمنية تنفيذ ضرباتها النوعية ضد مصالح العدو الصهيوني وأهداف العدوان في البحر الأحمر وخليج عدن.
وزارة الخارجية اليمنية تحمل الولايات المتحدة مسؤولية التسرب النفطي في ميناء «رأس عيسى»
وفي سياق آخر، أكد وزير الخارجية اليمنية جمال عامر أن التسرب النفطي في البحر الأحمر نجم عن قصف الولايات المتحدة الأمريكية لميناء رأس عيسى، وحمَّلَ واشنطن المسؤولية الكاملة عن جميع التداعيات.
جاء ذلك في رسالة أرسلها الوزير إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لشهر أبريل 2025، والأمين العام للأمم المتحدة، والأمين العام للمنظمة البحرية الدولية، والمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تناولت جريمة الحرب المرتكبة جراء استهداف ميناء رأس عيسى.
وأوضحت الرسالة أن العدوان الأمريكي ألحق دمارًا كاملًا بالبنية التحتية المدنية للميناء، إلا أن الأخطر، وفقًا للرسالة، كان التسبب في كارثة بيئية بحرية تمثلت في تسرب كميات هائلة من المشتقات النفطية إلى المياه الإقليمية للبحر الأحمر والمناطق المجاورة.
ولفت الوزير إلى أن هذا التسرب يهدد بتدمير النظم الإيكولوجية البحرية الهشة، بما في ذلك الشعاب المرجانية ومناطق تكاثر الأسماك، ويقضي على التنوع البيولوجي الفريد للمنطقة، بالإضافة إلى تلويث السواحل وتدمير سبل عيش آلاف المواطنين الذين يعتمدون على البحر في حياتهم اليومية، لا سيما في قطاع الصيد.
وحمَّل عامر الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية الدولية الكاملة عن جريمة الحرب وما ترتب عليها من تداعيات كارثية، مؤكدًا أن هذا العدوان لا يشكّل انتهاكًا سافرًا لسيادة الجمهورية اليمنية وميثاق الأمم المتحدة فحسب، بل يمثل أيضًا خرقًا جسيمًا لمبادئ وقواعد القانون الدولي الإنساني والبيئي.
ودعا الوزير الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة، والأمين العام للمنظمة البحرية الدولية، والمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم باتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة، وأبرزها إدانة العدوان الأمريكي على ميناء رأس عيسى النفطي المدني، وتحديد حجم الأضرار البيئية والاقتصادية بدقة وموضوعية.
وفي ختام رسالته شدد وزير الخارجية على أن الجمهورية اليمنية، وهي تضع الكارثة الإنسانية والبيئية الناتجة عن التسرب النفطي أمام ضمير المجتمع الدولي، تؤكد على الضرورة الملحة لاستجابة دولية موحدة وقوية وفعالة، محذرًا من أن التقاعس عن مواجهة البلطجة الأمريكية والانتهاكات الصارخة للقانون الدولي سيقوض أسس النظام القانوني الدولي، ويهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي، ويتسبب في أضرار جسيمة لا يمكن إصلاحها بالبيئة البحرية المشتركة.
المصدر: المسيرة نت