اقتحم مئات المستوطنين باحات المسجد الأقصى اليوم الاثنين من جهة باب المغاربة وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته ورددوا شعارات استفزازية، وتزامن ذلك مع اقتحامات ليلية نفذها جيش الاحتلال لمدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة واستمرار عمليات التهجير القسري للفلسطينيين من مخيماتهم.
وذكر مصدر بوزارة الأوقاف الإسلامية أن 765 مستوطنا صهيونياً اقتحموا المسجد الأقصى اليوم بحماية من شرطة الاحتلال، في حين تم فرض إجراءات مشددة على الفلسطينيين في محيط الأقصى شملت حجز هوياتهم.
وذكرت مصادر أن أعدادا كبيرة من المستوطنين أدوا طقوسا تلمودية ورقصات استفزازية عند باب الأسباط في المسجد الأقصى. وترافق ذلك مع نشر قوات الاحتلال مزيدا من الحواجز على مداخل المسجد الأقصى لتأمين مرور المستوطنين والتضييق على حركة الفلسطينيين في البلدة القديمة.
وفي الإطار ذاته أفادت مصادر أن رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة قاد اقتحاما لمئات المستوطنين بحماية مشددة لموقع سبسطية الأثري، شمال غرب مدينة نابلس.
وذكرت مصادر أن مستوطنين جرفوا أراضي زراعية في منطقة الركيز بمسافر يطا جنوب الخليل بالضفة الغربية، كما أفادت مصادر كذلك أن جيش الاحتلال بدأ تجريف أراض لفلسطينيين في بلدة البرج جنوبي الخليل.
وفي الإطار ذاته انتشرت قوات الاحتلال بمنطقة برك سليمان الأثرية جنوب بيت لحم تمهيدا لاقتحام عشرات المستوطنين.
على الصعيد الميداني، شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة مداهمات وتفتيش واعتقالات في مدن وبلدات فلسطينية عدة، وأصابت 4 فلسطينيين في إطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المدمع على شبان حاولوا حاولوا التصدي لاقتحام مخيم الجلزون شمالي مدينة رام الله.
وذكرت مصادر طبية فلسطينية لوكالة الأناضول أن من بين المصابين إصابة بالرصاص الحي في البطن، واثنين في الأطراف نقلوا للعلاج في المستشفى.
ومنذ فجر اليوم، نفذ جيش الاحتلال مداهمات لعدد من المدن والبلدات في الضفة الغربية، واعتقل مواطنين بحسب الشهود، في حين أفادت مصادر أن الاحتلال اعتقل 13 فلسطينيا في مناطق بالضفة الغربية بينهم مصاب وأسير محرر.
وفي وقت لاحق اليوم ذكرت مصادر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت المستشفى الحكومي بمدينة جنين واعتقلت فلسطينيا.
هذا وأصيب عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق، مساء الأحد، خلال اقتحام قوات الاحتلال قرية قريوت، جنوب نابلس، وفي بلدة بيت فجار، جنوب بيت لحم. وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت قريوت، وسط إطلاق للرصاص، وقنابل الغاز السام، الأمر الذي أدى لاندلاع مواجهات، أسفرت عن إصابة عدد من المواطنين بالاختناق. وأفادت مصادر محلية بأن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت بلدة بيت فجار وتمركزت في المنطقة الغربية والمثلث، وأطلقت قنابل الصوت، والغاز السام تجاه المواطنين، ما تسبب بإصابات بالاختناق.
تهجير قسري
وكانت مصادر ذكرت أن قوات الاحتلال اقتحمت في وقت سابق مدينة طوباس شمالي الضفة، كما اقتحمت مخيم نور شمس بطولكرم وأجبرت عددا من سكان حي جبل النصف في المخيم على إخلاء منازلهم. وفي الإطار ذاته، أفادت اللجنة الشعبية في مخيم جنين للجزيرة أن العدو هجّر قسراً 3 آلاف و227 عائلة مكونة من نحو 20 ألف فلسطيني منذ بدء عملياتها العسكرية.
وأضافت اللجنة أن العدو نفذ عملية تدمير شاملة داخل المخيم شملت هدم ثلث مبانيه بشكل كلي مؤكدة أن النازحين يعيشون ظروفا صعبة، وأن كل يوم هو أسوأ عليهم من الذي قبله والتدخل الرسمي دون المستوى المطلوب.
كما اعتبرت اللجنة أن ما يجري في جنين هو تنفيذ لمشروع إسرائيلي يستهدف المخيمات بسبب رمزيتها، وقالت إن الاحتلال استغل حرب الإبادة لتنفيذ مشروعه الذي يستهدف المخيمات بسبب رمزيتها.
يُذكر أن العدوان العسكري على مدينة طولكرم يستمر لليوم الـ77 على التوالي، ولليوم الـ64 على مخيم نور شمس، وسط إطلاق نار كثيف، وانتشار واسع للآليات العسكرية وفرق المشاة. وتسببت هذه العمليات في نزوح قسري للأهالي، وتفاقم المعاناة الإنسانية في المنطقة. وفي جنين، تواصل قوات الاحتلال عملياتها العسكرية المكثفة، حيث تشير تقديرات بلدية جنين إلى أن نحو 600 منزل في المخيم قد تم هدمها منذ بداية العدوان قبل 83 يوماً، فيما أصبحت 3200 وحدة سكنية غير صالحة للسكن، في ظل ظروف مأساوية يعيشها السكان.
ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 947 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، واعتقال 16 الف و400 فلسطيني وفق معطيات فلسطينية رسمية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
محافظة القدس تدين اقتحام حاخامات وأعضاء بالكنيست للأقصى
من جهتها، قالت محافظة القدس إن اقتحام أعضاء بالكنيست وحاخامات للمسجد الأقصى “يعد استفزازا لمشاعر المسلمين وانتهاكا للقانون الدولي”. وحذرت من محاولات الاحتلال المتكررة فرض تقسيم زماني ومكاني في المسجد الأقصى المبارك.
أعضاء في “كنيست” الاحتلال وحاخامات مستوطنين يشاركون في اقتحامات المسجد الأقصى الواسعة في ثاني أيام “عيد الفصح العبري”. pic.twitter.com/5qB2ciKbIS
— Alhadath Newspaper|صحيفة الحدث الفلسطيني (@Alhadath_news1) April 14, 2025
كما أدانت محافظة المدينة الفلسطينية المقدسة فرض قوات الاحتلال قيودا وإغلاقات تهدف إلى تفريغ المسجد الأقصى من المصلين لصالح المقتحمين. وطالبت المجتمعَ الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية بالضغط على الاحتلال لوقف هذه الاعتداءات.
المصدر: مواقع إخبارية