أوضح رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، أن استراتيجية قواته تقوم على الدفاع عن المصالح الوطنية والمضي قُدماً نحو الآفاق المرسومة، مؤكداً أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تسعى إلى الحرب، لكنها لا تقبل الاستبداد والبلطجة، وستقف ضدهما.
وفي معرض تكريمه لذكرى الإمام الراحل وشهداء الدفاع المقدس وشهداء الأمن والمقاومة، وخاصة شهداء محور المقاومة، من بينهم السيد حسن نصر الله، وإسماعيل هنية، ويحيى السنوار، وشهداء غزة ولبنان واليمن، هنّأ اللواء باقري القيادة العامة للقوات المسلحة وعناصرها والمقر المركزي لخاتم الأنبياء (ص)، بحلول عيد النوروز وعيد الفطر السعيد، معرباً عن أمله في أن يكون هذا العام مليئاً بالخير والبركات، وعام ظهور الإمام المهدي (عج)، وعام انتصار جبهة الحق.
وفي تأكيده على شعار العام الإيراني الجديد، الذي حدده الإمام السيد علي الخامنئي بعنوان “الاستثمار من أجل الإنتاج”، رأى اللواء باقري أنه ينبغي للقطاعات الاقتصادية في القوات المسلحة، وخاصة وزارة الدفاع والمؤسسات التعاونية للقوات المسلحة، أن تتخذ خطوات لتحقيق هدف هذا الشعار من خلال تخطيط مفصّل ومنتظم، وبأقصى قدر من التنسيق والتفاعل والتعاون مع الحكومة.
وأشار إلى أن المتطلبات الأساسية للاستثمار من أجل الإنتاج تتمثل في الدفاع القوي عن البلاد، وتحقيق الأمن المستقر، وضمان الاستقرار الداخلي، والسلام، وبث الأمل في نفوس المستثمرين. موضحاً أن مسؤولية الدفاع الثقيلة في البلاد تقع على عاتق القوات المسلحة، التي يجب أن توجّه كل جهودها واقتدارها نحو تحقيق الردع والدفاع الفعال، وتوفير الأمن والاستقرار والسلام، بما يضمن أمن الاستثمار للمستثمرين المحليين والأجانب.
وفي إشارته إلى تنفيذ عمليتي “الوعد الصادق (1)” و”(2)”، قال اللواء باقري: “في المواجهة العسكرية مع الكيان الصهيوني، وضمن تنفيذ عمليات الوعد الصادق (1) و(2)، اختبرنا قدراتنا ونقاط القوة والضعف لدينا ولدى العدو، وتمكّنا من إصلاح بعض المشكلات بدقة وفي أقصر وقت ممكن. واليوم، أقول بكل حزم، وبالاستناد إلى معلومات دقيقة، إن قدرات دفاعنا الجوي، ومستوى الإنتاج، والصواريخ، والطائرات المسيّرة، وصواريخ الكروز، لا يمكن مقارنتها بما كانت عليه خلال عملية الوعد الصادق (2) وهجمات العدو الإسرائيلي في 26 تشرين الأول/أكتوبر 2024”.
كما أدان اللواء باقري الصمت المخزي وازدواجية المعايير لدى ما يُسمّى بالمؤسسات الدولية لحقوق الإنسان، تجاه جرائم الكيان الصهيوني وعمليات القتل الوحشي التي تطال الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ في غزة، قائلاً: “إن الحقد وإبادة الأبرياء، وتدمير منازلهم في غزة ولبنان على يد الصهاينة بعد عملية طوفان الأقصى، جرت بدعم واضح من الإدارة الأمريكية والدول الأوروبية، وفي ظل صمت مخزٍ وازدواجية معايير لدى المؤسسات الدولية لحقوق الإنسان”.
ووصف رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، الرئيس الأمريكي بـ”البلطجي والنرجسي”، موضحاً أن العالم اليوم يشهد، إلى جانب أعداء إيران، وجود ترامب أيضاً في خلافات مع أصدقائه وحلفائه. وأضاف: “كتب ترامب مؤخراً رسالة إلى قائد الثورة الإسلامية، وتلقّى الرد المناسب، وفقاً لتدابير سماحة القائد وأوامره”.
وتابع اللواء باقري: “ردّ قائد الثورة الإسلامية استند إلى أننا لسنا من يبادر بالحرب، لكننا سنرد على أي تهديد بكل قوتنا. كما أكّد سماحته أننا نريد السلام في المنطقة، وأننا فيما يتعلق بالقضية النووية، لا نسعى إلى امتلاك الأسلحة النووية، بل نسعى إلى تلبية احتياجات شعبنا في مجال الطاقة النووية”.
وأضاف في السياق نفسه: “إجراءات قائد الثورة الإسلامية كانت مبنية أيضاً على فرضية أننا لن نتفاوض بشكل مباشر، لكن لا مانع من المفاوضات غير المباشرة. لقد كان ترامب الطرف الأكثر خيانة للأمانة وعدم التزام في المفاوضات السابقة، وبالتالي فإن الثقة فيه معدومة تماماً”.
وأكد، في السياق ذاته، أن جواب قائد الثورة الإسلامية كان معقولاً وحكيماً للغاية، حتى يدرك الشعب الإيراني وشعوب العالم أن استراتيجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقوم على الدفاع عن مصالحها الوطنية، والمضي قدماً نحو الآفاق المرسومة، وأنها لا تسعى للحرب، لكنها في الوقت نفسه لا تقبل بالاستبداد والبلطجة، وستقف ضدهما.
وختم اللواء باقري بالإشارة إلى أنه، وبناءً على الدروس المستفادة من العام الماضي وتحليل نقاط القوة والضعف، جرت صياغة خطط القوات المسلحة للعام الجديد بعناية. وبناءً على توصيات قائد الثورة الإسلامية، فإن القوات المسلحة الإيرانية ملتزمة بمضاعفة سرعة تعزيز تقدمها واقتدارها.
واختتم رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، مؤكداً أن رد إيران على أي اعتداء على سيادة وأمن ومصالح الجمهورية الإسلامية سيكون ساحقاً ولا يمكن ترميمه.
المصدر: وكالة ارنا