عاد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، مساء الأربعاء، إلى القصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم، معلنًا “الخرطوم حرة” بعد طرد قوات “الدعم السريع” من المدينة.

ظهر البرهان، الذي يشغل أيضًا منصب قائد الجيش، في القصر الرئاسي وسط عشرات الجنود، قائلاً: “انتهى الأمر.. الخرطوم حرة”. ويُعد هذا أول هبوط لمروحية البرهان في الخرطوم منذ بداية الحرب قبل نحو عامين. وأعلن الجيش السوداني يوم الجمعة الماضي استعادة السيطرة على القصر الرئاسي، بينما اعتبرت قوات “الدعم السريع” أن احتمال فقدان القصر “لا يعني خسارة الحرب”.

وفي أعقاب سيطرة “الدعم السريع” على الخرطوم، اتخذت السلطات السودانية من مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر عاصمة مؤقتة.

وفي وقت سابق من الأربعاء، أعلنت منصة حكومة ولاية الخرطوم عبر صفحتها على “فيسبوك” أن “الخرطوم خالية من الأوباش المرتزقة” في إشارة إلى قوات “الدعم السريع”، وأضافت: “تبقى فقط الإعلان الرسمي”. كما أكدت أن اللجنة العليا للطوارئ وإدارة الأزمة في الولاية قد عقدت اجتماعًا برئاسة حاكم الولاية أحمد عثمان. وأوضحت اللجنة أن جميع الوزارات والهيئات الحكومية أصبحت خالية تمامًا من المليشيات المتمردة، كما تم استنفار الإمكانيات للاستجابة لمرحلة “التحرير الكبرى” التي تشهدها الولاية.

وفي إطار العملية العسكرية الواسعة، واصل الجيش السوداني تقدمه في الخرطوم، حيث استعاد السيطرة على المطار ومقرات أمنية وعسكرية وأحياء عدة شرق وجنوب العاصمة، للمرة الأولى منذ أبريل 2023. وقد فرض الجيش سيطرته على معظم مباني الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة وسط الخرطوم ومنطقة المقرن.

من ناحية أخرى، تسارعت وتيرة تراجع قوات “الدعم السريع” في ولايات عدة، مثل الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الأزرق، وفقًا لمراسل الأناضول.

وتستمر عملية الجيش السوداني للسيطرة على العاصمة التي استولى “الدعم السريع” على بعض مناطقها في بداية الحرب بين الطرفين في نيسان/أبريل 2023. وقد أعلن الجيش الأسبوع الجاري سيطرته على القصر الجمهوري ومنشآت حيوية أخرى، مثل المصرف المركزي ومقر المخابرات الوطنية.

ويُذكر أن قوات “الدعم السريع” تسيطر على جيوب غرب وجنوب مدينة أم درمان غربي الخرطوم، وأجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان، بالإضافة إلى أربع ولايات في إقليم دارفور. بينما يسيطر الجيش على الفاشر عاصمة شمال دارفور.

منذ أبريل 2023، يواصل الجيش و”الدعم السريع” خوض حرب عنيفة أسفرت عن مقتل أكثر من 20,000 شخص، بالإضافة إلى نزوح حوالي 15 مليون آخرين، وفقًا للأمم المتحدة والسلطات المحلية. في حين قدرت دراسة من جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130,000.

المصدر: مواقع