من هو القيادي في حماس صلاح البردويل الذي اغتاله العدو الاسرائيلي؟ – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

من هو القيادي في حماس صلاح البردويل الذي اغتاله العدو الاسرائيلي؟

صلاح البردويل

نعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” عضو مكتبها السياسي والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، صلاح البردويل، الذي استشهد مع زوجته في غارة جوية إسرائيلية استهدفت خيمته العائلية في خان يونس جنوب قطاع غزة.

وذكرت “حماس” في بيانها أن البردويل وزوجته استشهدا خلال ليلة الـ23 من شهر رمضان المبارك، بينما كانا في خيمتهم بمنطقة المواصي غرب خان يونس، واصفة الهجوم بأنه “عملية اغتيال صهيونية غادرة”.

وأكدت الحركة أن هذه الجريمة تأتي ضمن سلسلة المجازر الوحشية التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، متوعدة بأن دماء القادة والشهداء ستبقى وقودًا لمعركة التحرير والعودة، وأن هذه الجرائم لن تنال من عزيمة المقاومة وثباتها.

وُلد في مخيم خان يونس عام 1959، وتعود أصوله إلى بلدة الجورة المحتلة في قضاء غزة. حصل على البكالوريوس في اللغة العربية من كلية دار العلوم – جامعة القاهرة (1982)، ونال الماجستير في الأدب الفلسطيني من معهد الدراسات والبحوث العربية بالقاهرة (1987). كما حصل على الدكتوراه في الأدب الفلسطيني من السودان (2001).

بدأ التدريس في المرحلة الأساسية عام 1985، وعمل محاضرًا في جامعة الأقصى (1990-1993)، ثم في الجامعة الإسلامية بغزة. كان عضوًا في اتحاد الكتاب الفلسطينيين، وأشرف على تأسيس جمعية التجمع الوطني للفكر والثقافة.

اعتقلت قوات الاحتلال البردويل عام 1993، وخضع للتحقيق لأكثر من شهرين في سجني غزة وعسقلان. وكان البردويل هدفًا لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي دمرت منزله أكثر من مرة في جميع حروبها على قطاع غزة.

العدو يسعى لتقويض الحكم المدني لحماس

مع اغتيال القيادي البارز في حركة حماس، صلاح البردويل، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي محاولاته لزعزعة استقرار الحكم المدني لحركة حماس في قطاع غزة عبر استهداف المؤسسات الحكومية والتشريعية.

بعد ستة أيام من استئناف العدوان على القطاع، بدأ العدو الإسرائيلي بتنفيذ حملة مركزة ضد الكوادر العسكرية لحركة حماس في محاولة لتقويض مؤسساتها المدنية. وقد بدأ هذا الهجوم باغتيال عصام الدعليس، رئيس اللجنة الإدارية العليا لحماس في قطاع غزة، تلاه استهداف وكيل وزارة الداخلية ورئيس جهاز الأمن الداخلي، وصولاً إلى اغتيال صلاح البردويل، القيادي في الحركة وعضو المجلس التشريعي. هذه الاستهدافات تكشف عن سياسة إسرائيلية تصعيدية جديدة.

اليوم، شيع أبناء الشعب الفلسطيني النائب في المجلس التشريعي، الدكتور صلاح البردويل (أبا محمد)، وزوجته، بعد أن اغتالت يد الغدر الصهيونية قافلتهم في غارة جوية فجر اليوم. وفي هذا السياق، أكد المشاركون في مراسم التشييع أن اغتيال القادة لن يُثني عزيمتهم بل سيزيدهم قوة وصلابة وتحديًا، مؤكدين أن دماء الشهداء ستكون وقودًا لنصر قريب يحمل معه العزة والكرامة لأجيال فلسطين القادمة.

الإعلامي والسياسي

يعد البردويل من أقدم قيادات حماس في قطاع غزة، وبرز نشاطه في العمل الإعلامي بالحركة، حيث أسس صحيفة “الرسالة” عام 1996 باعتبارها أول وسيلة إعلامية تابعة لحماس، وترأس تحريرها.

كانت للبردويل بصمة واضحة في المجال الإعلامي، فقد كان كاتبًا لمقال أسبوعي ساخر في صحيفة “الرسالة” حمل اسم “من شوارع الوطن”، كان يدمج فيه بين الواقع والسياسة وانتقاد السلطة، مما جعله عرضة للاستدعاء الدائم من قبل الأجهزة الأمنية التي اعتقلته أكثر من مرة.

ترأس البردويل الدائرة الإعلامية لحركة حماس وأشرف على إدارة وتطوير وسائلها الإعلامية. كما ارتبط اسم البردويل بالقيادة السياسية لحركة حماس في وقت مبكر، وأسس “حزب الخلاص الوطني الإسلامي” الذي جاء كخطوة بديلة للالتفاف على تضييق السلطة الفلسطينية على حماس عام 1996، وأصبح عضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني عن الحزب في ذلك الوقت.

شارك البردويل في أول حوارات أجرتها حماس مع السلطة الفلسطينية في السودان، وترشح للانتخابات البرلمانية عام 2006، وفاز بعضوية المجلس التشريعي عن محافظة خان يونس.

تولى ملف العلاقات الخارجية في كتلة حماس البرلمانية، وكان مقررا للجنة السياسية في المجلس التشريعي الفلسطيني.

في عام 2017، شغل البردويل عضوية المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، وتولى دائرة العلاقات الوطنية التي توكل إليها مهام التواصل والتنسيق مع الفصائل الفلسطينية، إذ تربطه علاقة قوية مع القيادات الوطنية.

في عام 2021، أعيد انتخاب البردويل لعضوية المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، ثم تولى مسؤولية مكتب التخطيط للحركة في الداخل والخارج.

ربطت البردويل علاقة قوية مع رئيس حركة حماس في غزة الشهيد يحيى السنوار، والقائد العام لكتائب القسام الشهيد محمد الضيف، والشهيد ياسر النمروطي، أول قائد لكتائب القسام، وذلك بحكم نشأتهم جميعًا في مخيم خان يونس.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال مرارًا إن “الهدف الرئيسي من الحرب هو القضاء على حماس ككيان عسكري وحاكم”، مضيفًا أن “هدف الحملة الجديدة هو إجبار حماس على تسليم بقية الأسرى الإسرائيليين في غزة”، حسب تعبيره.

ومنذ استئناف الاحتلال الإبادة الجماعية في غزة فجر الثلاثاء وحتى السبت، قتل العدو الإسرائيلي 634 فلسطينيًا وأصيب 1172 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة. ويمثل هذا التصعيد، الذي قالت إسرائيل إنه يتم بتنسيق كامل مع واشنطن، أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي امتنع الاحتلال عن تنفيذ مرحلته الثانية بعد انتهاء الأولى مطلع مارس/آذار الجاري.

ورغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق، رفض رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي المضي قدما في المرحلة الثانية، استجابة لضغوط المتطرفين في حكومته.

وبدعم أمريكي وعلى مرأى ومسمع من العالم كله، يرتكب الكيان منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 162 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

المصدر: مواقع إخبارية