السلطات التركية توقف المعارض البارز أكرم امام اوغلو – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

السلطات التركية توقف المعارض البارز أكرم امام اوغلو

اكرم امام اوغلو

خرجت في إسطنبول ومدن تركية أخرى تظاهرات حاشدة، منددة باعتقال أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول والمعارض الشرس لرئيس الحكومة رجب طيب أردوغان. وتجمع متظاهرون قرب مقر الشرطة الرئيسي في إسطنبول احتجاجًا على اعتقال أوغلو، المنتمي إلى حزب الشعب الجمهوري المعارض.

وردد المحتجون هتافات دعم لرئيس البلدية وشعارات مناهضة للحكومة. وقال أحد المحتجين: “يقومون بانقلاب الآن على إمام أوغلو الذي هزم أردوغان أربع مرات في صناديق الاقتراع منذ عام 2019 بإرادة الأمة”، في إشارة إلى الانتخابات البلدية التي جرت عامي 2019 و2024، عندما هزم حزب الشعب الجمهوري بزعامة إمام أوغلو أردوغان في معظم المدن الكبرى.

وأضاف: “اليوم، ستتحد الأمة التركية مرة أخرى ضد من يخونون الديمقراطية والإرادة الوطنية. يكبر أكرم إمام أوغلو ويزداد قوة في نظر الشعب”.

وأقامت قوات الأمن حواجز أمنية في الشوارع المؤدية إلى مقر الشرطة، وأغلقت شرطة مكافحة الشغب وشاحنات مدافع المياه الطرق، مع حظر مكتب حاكم إسطنبول جميع التجمعات العامة بعد اعتقال أوغلو.

وفي جامعة إسطنبول، شق الطلاب الذين يدعمون أوغلو طريقهم عبر حواجز الشرطة، مما دفع الشرطة إلى التدخل بإطلاق الغاز المسيل للدموع، بحسب وسائل إعلام محلية.

أكرم امام اوغلو

وفي خطوة مثيرة للجدل، أوقفت الشرطة التركية، يوم الأربعاء، رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، الذي يُعتبر من أبرز المعارضين للرئيس رجب طيب إردوغان. كما أصدرت السلطات مذكرات توقيف بحق أكثر من 100 من مساعديه والنواب والأعضاء في حزبه، الذي وصف هذا الإجراء بأنه “انقلاب” يهدف إلى تقويض المعارضة.

يواجه إمام أوغلو، الذي يحظى بشعبية كبيرة وحضور قوي في الساحة السياسية، سلسلة من التحقيقات والقضايا، حيث يُتهم حالياً بالفساد، وبحسب وكالة الأناضول الرسمية، أيضاً بالإرهاب.

 

عقب توقيفه، شهدت قيمة العملة المحلية تراجعاً حاداً، حيث سجلت 40 ليرة للدولار و42 ليرة لليورو (بعدما انخفضت إلى 44.7 ليرة لليورو)، وهو أدنى مستوى تاريخي لها.

كما اضطرت بورصة إسطنبول، التي تعذر الوصول إلى موقعها الإلكتروني، إلى تعليق عملياتها مؤقتاً بعد أن تراجع مؤشرها بنسبة 6.87%، وفقاً لما أفادت به وسائل الإعلام التركية، قبل أن تستأنف نشاطها في الساعة 10:30 (07:30 بتوقيت غرينتش).

وذكر أحد المساعدين، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن إمام أوغلو “احتُجز وهو الآن في مقر الشرطة” بعد مداهمة منزله، وذلك قبل أيام من موعد إعلان ترشيحه رسمياً عن حزب المعارضة الرئيسي “حزب الشعب الجمهوري” لخوض الانتخابات الرئاسية.

في مقطع فيديو نُشر على منصة “إكس”، عبّر رئيس البلدية (53 عاماً) عن استنكاره لمداهمة منزله، قائلاً: “مئات عناصر الشرطة وصلوا إلى منزلي. أسلّم نفسي إلى الشعب”. وأضاف: “الشرطة تدهم منزلي، إنهم يطرقون باب منزلي… أثق في أمّتي”.

وأوضحت زوجة رئيس البلدية، ديليك إمام أوغلو، في تصريح لقناة “إن تي في” الخاصة: “وصلت الشرطة فور انتهاء السحور. بدأ أكرم بك الاستعداد. (…) غادروا المنزل قرابة الساعة 07:30”.

وفي بيان صادر عن مكتب المدعي العام في إسطنبول، تم اتهام إمام أوغلو بالفساد والابتزاز، وُصف بأنه قائد “منظمة إجرامية ربحية”. كما أفادت وكالة الأناضول الرسمية بأن 7 مشتبه بهم، من بينهم رئيس البلدية، متهمون بـ”الإرهاب” و”مساعدة حزب العمال الكردستاني” المحظور.

وقد منع حاكم إسطنبول جميع التجمعات والتظاهرات حتى يوم الأحد، لكن العديد من أنصار رئيس البلدية، الذين كانوا يخططون للتجمع، توجهوا نحو البلدية المحاطة بحواجز. كما أُغلقت ساحة تقسيم الشهيرة في إسطنبول.

وندّد أوزغور أوزيل، رئيس حزب الشعب الجمهوري الذي ينتمي إليه إمام أوغلو، بـ”الانقلاب الذي يستهدف إرادة الشعب” و”الذي يتعارض مع الرئيس المقبل” لتركيا.

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة سابانجي في إسطنبول، بيرك إيسن، لوكالة فرانس برس: “ما حدث هذا الصباح يعد انقلاباً ضد حزب المعارضة الرئيسي، وله تبعات كبيرة على مستقبل البلاد السياسي”. واعتبر أن “هذا القرار قد يدفع تركيا نحو مزيد من الاستبداد، على غرار فنزويلا وروسيا وبيلاروس”.

يمكن أن تعرقل هذه الخطوة خطط إمام أوغلو لمنافسة إردوغان في الانتخابات المقررة في عام 2028، حيث تأتي قبل أيام من موعد ترشيحه رسمياً عن حزب المعارضة الرئيسي “حزب الشعب الجمهوري”.

وفي الوقت نفسه، أبطلت جامعة إسطنبول، يوم الثلاثاء، شهادته، مما أضاف عقبة جديدة أمام مساعي إمام أوغلو للترشح، إذ ينص الدستور التركي على وجوب أن يكون أي مرشح رئاسي حائزاً على شهادة تعليم عالٍ. وقد سارع إمام أوغلو للتنديد بهذا القرار.

وكتب على “إكس”: “القرار الصادر عن مجلس إدارة جامعة إسطنبول غير قانوني”، مشيراً إلى أن القرار بشأن شهادته يعود إلى مجلس إدارة كلية تجارة الأعمال التي تخرج منها، معلناً اعتزامه الطعن في القرار أمام المحكمة. واعتبر أن “الحقوق المكتسبة للجميع في هذا البلد مهددة”.

في السنوات الأخيرة، تعرض إمام أوغلو لعدة تحقيقات قضائية، وقد فُتحت بحقه ثلاث قضايا جديدة هذا العام. وفي عام 2023، تم منعه من الترشح للرئاسة بسبب إدانته بتهمة “إهانة” أعضاء اللجنة الانتخابية العليا.

وفي نهاية كانون الثاني/يناير، ندّد إمام أوغلو، الذي يُعتبر من أبرز المعارضين لأردوغان، بـ”المضايقات” القضائية التي تعرض لها، وكان حينها يغادر محكمة في إسطنبول حيث استُجوب في إطار تحقيق يتعلق بانتقادات طالت المدعي العام في المدينة.

وزير العدل التركي: التحقيق مع رئيس بلدية اسطنبول بشبهة “مساعدة مجموعة إرهابية”

وأعلن وزير العدل التركي يلماز تونش أن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو الذي أوقف صباح الأربعاء في منزله، يواجه تهمتين تتعلقان بـ “الفساد” و”مساعدة منظمة إرهابية”.

وقال الوزير “في إطار هذا التحقيق، ثمة (سبعة) مشتبه بهم، بينهم رئيس بلدية مدينة إسطنبول الكبرى، متهمون بمساعدة منظمة إرهابية من خلال الارتباط بها”.

المصدر: أ ف ب