في اليوم الـ53 من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وبينما تتجه الأنظار نحو المفاوضات الجديدة في العاصمة القطرية الدوحة، مع وصول المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف للمشاركة في المحادثات، استشهد فلسطيني متأثراً بإصابته بنيران قوات الاحتلال في بلدة خزاعة شرقي خان يونس جنوبي القطاع، كما استشهد فلسطيني متأثراً بإصابته بنيران قوات الاحتلال في مدينة رفح جنوباً. يأتي ذلك في وقت تفاقمت فيه أزمة المياه لتخيم على القطاع في ظل قطع الكهرباء، بعد أكثر من 10 أيام من إغلاق العدو جميع المعابر، مما أدى لوقف إدخال المساعدات الإنسانية والطبية والوقود.

وفي وقت طالبت فيه هيئة عائلات الأسرى الصهاينة في بيان الوفد الإسرائيلي المفاوض بأن “لا تعودوا دون التوصل لاتفاق يعيد كل “المختطفين” فوراً ودفعة واحدة”، مطابلة ايضاً بالإعلان عن التزام سياسي لإنهاء الحرب والانسحاب من غزة مقابل إعادة آخر “مختطف”، ذكرت تقارير إسرائيلية أن سلطات العدو “ترفض الإفراج الجماعي عن أسراها في قطاع غزة وتصر على تنفيذ الصفقة على دفعات صغيرة ومتقطعة، في ظل رفضها الالتزام بإنهاء الحرب”.

وحسب المقترح الحالي، فإنه مقابل إفراج “حماس” عن 10 أسرى صهاينة في الدفعة الأولى، سيكون وقف إطلاق النار لمدة 50 أو 60 يوماً، مقابل أن يرفع العدو حصاره الظالم ويسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، إلى جانب “مكونات إعادة إعمار” التي تطالب بها المقاومة، حسب تقارير العدو.

ويأتي ذلك بالرغم من تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بمطالبة حماس بالإفراج عن جميع الأسرى الصهاينة وادعائه بأن “هذا هو التحذير الأخير”، بحيث يتم تبادل الأسرى بموجب مقترح قدمه مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، لكن يبدو أن ترامب تراجع عن تهديده بعد رفض حماس مقترح ويتكوف.

وكان مقترح ويتكوف السابق، حسبما أعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال، يقضي بتبادل أسرى ووقف إطلاق نار، وأن يتم الإفراج عن نصف الأسرى الصهاينة، بينهم 11 أحياء و19 أموات، مقابل تحرير أسرى فلسطينيين، في اليوم الأول لبدء تنفيذ المقترح، وفي حال التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار دائم يتم الإفراج عن باقي الأسرى الصهاينة الـ29. ويقضي مقترح ويتكوف بأن بين الأسرى الإسرائيليين الذين سيفرج عنهم في الدفعة الأولى، الأسير عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأميركية أيضا.

ووصل وفد المفاوضات الإسرائيلي إلى الدوحة وسيبقى فيها ليومين، ومنح الكابينيت السياسي – الأمني الإسرائيلي تفويضاً مقلصاً لطاقم المفاوضات، وسيكون بإمكان الطاقم التداول في مقترح ويتكوف، وإذا لم يُتفق عليه سيكون بإمكان الطاقم التداول حول تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. ويقضي تفويض الطاقم الإسرائيلي بمصادقة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، على أي تقدم في المفاوضات، ما يعني أنه يتعين على الطاقم العودة إلى الكيان لتقديم تقرير حول أي مقترح.

“حماس” تدين قطع الإمدادات الأساسية عن غزة

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن “استمرار قطع الكهرباء عن قطاع غزة منذ أكثر من 16 شهراً جريمة حرب تنذر بوقوع كارثة تعطيش في القطاع”. وأكدت أن “استخدام الماء والغذاء سلاحاً يمثل تصعيداً خطيراً ضمن خطوات ممنهجة لتعميق الكارثة الإنسانية في قطاع غزة”.

وقالت الحركة إن “حكومة الإرهابي بنيامين نتنياهو تواصل ارتكاب جريمة عقاب جماعي غير مسبوقة بحق أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة”، مضيفة “قطع المياه والكهرباء ومنع دخول الغذاء والإغاثة لليوم الـ11 يمثل خرقاً جسيماً لاتفاق وقف إطلاق النار”.

مطالبات بالتدخل الدولي لتأمين إمدادات المياه والكهرباء

من جهته، أكد اتحاد بلديات قطاع غزة “الحاجة لإمدادات مياه وكهرباء دائمة خاصة بعد تعطيل محطة تحلية المياه المركزية”. كما أدان الاتحاد القرار الإسرائيلي بقطع الكهرباء مما يعطل الخدمات الأساسية ويهدد بانتشار الأمراض. هذا وطالب “المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتدخل الفوري لتأمين الإمدادات الضرورية”.

بدورها، قالت “أطباء بلا حدود” إنه “على السلطات الإسرائيلية وقف العقاب الجماعي للفلسطينيين والكف عن استخدام المساعدات أداةً للحرب”. كما أدانت المنظمة “بأشد العبارات الحصار الذي تفرضه “إسرائيل” على قطاع غزة مما يحرم السكان من الخدمات الأساسية”، داعية سلطات الاحتلال إلى احترام القانون الدولي الإنساني والالتزام بمسؤولياتها كقوة محتلة. ولفتت إلى أن “استخدام “إسرائيل” الاحتياجات الإنسانية ورقة مساومة يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي”.

المصدر: مواقع إخبارية