مجازر طائفية بمنطقة الساحل السوري – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

مجازر طائفية بمنطقة الساحل السوري

اشتباكات على الساحل السوري

قام مسلحون موالون للحكومة السورية المؤقتة بتنفيذ عمليات إعدام ميدانية، بحسب ما أفادت به شبكة CNN، متحدثين عن “تطهير” البلاد، وفقًا لشهود عيان ومقاطع فيديو، مما يقدم صورة مروعة عن الحملة التي تشنها القوات الأمنية التابعة للإدارة العسكرية السورية في مناطق الساحل السوري، والتي تحولت إلى عمليات قتل جماعية.

وشهدت سوريا أسوأ موجة من العنف منذ سقوط النظام في أواخر العام الماضي. وذكرت مجموعة مراقبة حقوقية مستقلة مقرها المملكة المتحدة، وهي الشبكة السورية لحقوق الإنسان (SNHR)، أن مئات الأشخاص على الأقل قُتلوا في أعمال العنف الأخيرة، من بينهم عشرات المدنيين الذين سقطوا ضحايا لعمليات إعدام ميدانية واسعة ارتكبتها القوات التابعة لوزارة الدفاع السورية، والتابعة للإدارة العسكرية السورية، بحق الشباب والبالغين، على خلفيات طائفية.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن مناطق الساحل السوري وجبال اللاذقية شهدت عمليات تصفية على أساس “طائفي ومناطقي”، راح ضحيتها مئات المدنيين من أبناء الطائفة العلوية في سوريا.

وبلغ عدد “المجازر” التي احصاها المرصد في الساحل السوري وجباله 39 مجزرة منذ اندلاع التصعيد في 6 آذار، بعد هجمات نفذها مقاتلون قالوا إنهم ينتمون إلى “درع الساحل” ضد قوات تابعة للنظام الجديد في سوريا، لترد القوات الحكومية المكونة من عشرات الفصائل المسلحة بتنفيذ اعدامات ميدانية وعمليات تطهير عرقي بحق مدنيين عزل، بدأت في 7 آذار وما زالت مستمرة حتى الآن.

ووفقا لتوثيق المرصد، فقد تخطى عدد الضحايا المدنيين عتبة الألف توزعوا على محافظات اللاذقية، طرطوس، حماة، حمص. كما سجل المرصد السوري “مجازر” جديدة في حارة القنيطرة بطرطوس، ومدينة بانياس، وحي الدعتور في اللاذقية، وقرية الرملية وقرية الرصافة في ريف مصياف.

شهود عيان

وقال أحد سكان اللاذقية: “لقد تنقل رجال مسلحون من منزل إلى آخر وهاجموا الناس كنوع من التسلية”، وأضاف: “بدأنا نشاهد الجثث في الشوارع، وكان الناس يفرون، ومن لم يستطع الهروب تم قتله”.

وقال أحد سكان اللاذقية، يدعى بشير: “عمي، البالغ من العمر 70 عامًا، وزوجته، البالغة من العمر 60 عامًا، قُتلا بدم بارد”، مشيرًا إلى أنهما كانا من الطائفة العلوية ويعيشان في مدينة بانياس، غربي محافظة طرطوس.

وأشار بشير إلى خوفه على حياته وحياة طفليه، لافتًا إلى أن رجالًا مسلحين بدأوا التوجه جماعيًا نحو اللاذقية وطرطوس ليلة الخميس الماضي، بعد تقارير عن الهجمات التي شنتها جماعات مسلحة تابعة للحكم الجديد في سوريا.

 

وفي حديثها، قالت رشا صادق، البالغة من العمر 35 عامًا، وهي من الطائفة العلوية وتعيش في حمص، إن شريك شقيقها في العمل أبلغها، خلال عطلة نهاية الأسبوع، وأن والدتها وشقيقيها قُتلوا على يد جماعات مسلحة موالية للنظام الجديد في بانياس. وأضافت أنها كانت على تواصل دائم مع عائلتها، وأنهم أخبروها بأنهم سمعوا أصوات رصاص وهتافات دينية. وأكدت أن عائلتها مدنية ولا علاقة لها بالسياسة.

بعد سقوط النظام في ديسمبر من العام الماضي على يد جماعات مسلحة، تقودها هيئة تحرير الشام، يسعى الحكم الجديد في دمشق إلى إعادة تشكيل النظام السياسي والطائفي في البلاد. كما وعدت هذه الجماعة، بقيادة أحمد الشرع، بتحقيق المساواة السياسية والتمثيل لجميع فئات الشعب السوري، بغض النظر عن الطوائف أو الأديان.

وقال بشير، وهو أحد سكان اللاذقية، إن المسلحين استهدفوا المدنيين العاديين في القرى التي هاجموها في الساحل السوري، بينما ادعت السلطات الحاكمة أن “انتهاكات فردية” وقعت بعد أن سافرت “حشود كبيرة وغير منظمة” إلى المنطقة.

وأظهرت مقاطع فيديو، نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، قوافل من المسلحين في مركبات متجهة إلى مدينتي اللاذقية وطرطوس قبل اندلاع أعمال العنف. وظهر في الفيديو العديد من الأشخاص وهم يرددون شعارات تدعو إلى القتل على خلفيات طائفية.
سرعان ما بدأت تقارير عن أعمال عنف مروعة بالظهور، حيث أظهرت مقاطع الفيديو العشرات من الجثث في قرية المختارية بينما كان الناس يبكون. في مقطع آخر، يظهر رجل يرتدي زيًا عسكريًا يقترب من منزل على دراجة نارية ويطلب من ساكنه أن ينظر إلى الكاميرا قبل إطلاق النار عليه، قائلاً ضاحكًا: “لقد أمسكت بك… أما زلت على قيد الحياة؟ لم تمت بعد”.

وفي فيديو آخر، يظهر رجل يرتدي زيًا عسكريًا يطلب من أسير أن يخرج من المبنى ثم يطلب منه أن ينبح مثل الكلب قبل أن يقتله. و بسبب الوضع الأمني في اللاذقية بدأت عمليات تأمين نقل الطلبة من أبناء السويداء وجرمانا من السكن الجامعي في اللاذقية إلى مناطقهم

 

58

وأضاف الرجل  قائلاً: “الجميع خرج بأسلحته، سنريكم (قوة) السنة”. ولم يكن من الممكن تحديد مكان تصوير الفيديو أو زمانه، لكن العديد من العربات العسكرية ظهرت فيه.

سرعان ما بدأت تقارير عن أعمال عنف مروعة بالظهور، حيث أظهرت مقاطع الفيديو العشرات من الجثث في قرية المختارية بينما كان الناس يبكون. وفي فيديو آخر، سُمع صوت يقول قبل إطلاق النار على جثة هامدة: “هؤلاء العلويين الخنازير”.

 

 

المصدر: مواقع