رأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، أن الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية ليست سوى استمرار لنهج العدوان والاحتلال، لافتاً إلى أن “نكث العهود من قبل الكيان الصهيوني ليس أمراً جديداً”.
وشدد بقائي، في مؤتمر صحافي اليوم، على أنه “ينبغي تذكير الجهات الضامنة لهذه العملية بمسؤولياتها. فهي ملزمة بمحاسبة الاحتلال وإجباره على الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة. كما أن مجلس الأمن يتحمل مسؤولية واضحة في هذا الشأن”.
وأكد أن العلاقة بين إيران ولبنان تاريخية وقائمة على الاحترام المتبادل، حيث تتمتع إيران بعلاقات جيدة مع مختلف المكونات اللبنانية، وإذ أشار إلى أن “أبرز حدث إقليمي تمثّل في المراسم الكبرى لتشييع قادة المقاومة اللبنانية، والتي شهدت مشاركة واسعة من الشعب اللبناني وعدد من الدول الأخرى، كما شارك فيها وفد رفيع المستوى من إيران”، شدد بقائي على أن اللقاءات المهمة التي أجراها رئيس البرلمان الإيراني مع مسؤولين لبنانيين كانت “إيجابية وبنّاءة”.
لاحترام سيادة سوريا
وفيما يتعلق بالخطط الإسرائيلية لتقسيم سوريا، أكد بقائي أن “إيران ترفض بشكل قاطع أي محاولة للمساس بوحدة الأراضي السورية”، مشدداً على أنه “يجب على جميع دول المنطقة أن تكون يقظة تجاه هذه المؤامرات، وألا تسمح للكيان الصهيوني بالمضي قدماً في مخططاته لنشر الفوضى وزعزعة الاستقرار”.
وعن زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى طهران والمحادثات حول الوضع في سوريا، قال بقائي إنه “من الطبيعي أن يكون الملف السوري ضمن محاور النقاشات الثنائية. موقفنا واضح في هذا الشأن، فنحن نؤكد على ضرورة احترام سيادة سوريا، ويتعين على الجميع التعاون لضمان عدم تحولها إلى ساحة لنشاط الجماعات الإرهابية”.
جرس إنذار للجميع
وفي تعليق له على المشادة الكلامية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض الجمعة، قال بقائي “لقد شاهد الجميع هذا الحدث، وكل شخص يمكنه أن يستخلص استنتاجاته الخاصة من أسلوب الحوار والمناقشات. لكن المهم هو أن الأمن مسألة نابعة من الداخل، ويجب على دول المنطقة أن تعتمد على نفسها لضمان الاستقرار الإقليمي، دون تعليق الآمال على أي طرف ثالث”، معتبراً أن المسألة بمثابة “جرس إنذار للجميع”.
العلاقات التركية الإيرانية
وأكد بقائي أن إيران تولي أهمية كبيرة لعلاقاتها مع تركيا، منوهاً بوجود مصالح مشتركة بين البلدين، رغم وجود خلافات في وجهات النظر منذ فترة طويلة.
وأشار إلى أن كلا الطرفين نجحا في إدارة الخلافات بحكمة ومنطق دون أن تؤثر على العلاقات الثنائية الجيدة، مضيفاً أن تطورات المنطقة الحالية تحمل تبعات واضحة، ويجب على الجانب التركي التفكير في نتائج وتأثيرات سياسته الإقليمية.
الوضع في الضفة الغربية ليس أفضل حالاً من غزة
وحول إغلاق المعابر في غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، قال بقائي إنه “حتى إن لم تُرتكب مجازر علنية في الوقت الراهن، فإن ذلك لا يعني أن الاحتلال توقف عن سياساته القمعية. نأمل أن تتم مناقشة هذا الموضوع في الاجتماع القادم بجدة. الوضع في الضفة الغربية ليس أفضل من غزة، فهناك أيضاً تجري تحركات خطيرة يجب التصدي لها”.
وكشف بقائي أن “الاجتماع القادم لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في جدة الجمعة يُعقد بناءً على طلب إيران لمناقشة الأوضاع في فلسطين المحتلة. الرسالة الأساسية لهذا الاجتماع ستكون التأكيد على أن العالم الإسلامي لن يقبل بأي شكل من أشكال التطهير العرقي في فلسطين المحتلة، وسيكون هذا الاجتماع فرصة لتوحيد الموقف ورفض مثل هذه المخططات، التي لا تعدو كونها محاولات إبادة جماعية”.
المصدر: موقع صحيفة الأخبار اللبنانية