في اليوم الـ37 من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزراء في الكابينت قولهم إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو “يرغب في توسيع المرحلة الأولى وعدم التوجه للمرحلة الثانية من الاتفاق”، وذلك بعد اتخاذه قرار إرجاء الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ضمن الدفعة السابعة من اتفاق المرحلة الأولى، بسبب ما زعم أنه “انتهاكات متكررة من جانب حركة حماس”.
يأتي ذلك بينما أعلن ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشرق الأوسط، أنه سيزور المنطقة هذا الأسبوع للتفاوض بشأن اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال ويتكوف في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الأميركية “يجب تمديد المرحلة الأولى، سأتوجه إلى المنطقة هذا الأسبوع، ربما يوم الأربعاء، للتفاوض على ذلك، نأمل أن يكون لدينا الوقت المناسب لبدء المرحلة الثانية وإنهائها وإطلاق سراح مزيد من الرهائن”، حسب قول ويتكوف.
في المقابل، نقل ما يُسمى وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر رسالة من نتنياهو إلى الإدارة الأميركية، مفادها أنه لن تكون هناك مرحلة ثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين العدو والمقاومة.
وأبلغ ديرمر، الذي يشكل مبعوث نتنياهو الخاص إلى الولايات المتحدة، هذه الرسالة إلى المبعوث الخاص للرئيس الأميركي ترامب، ستيف ويتكوف، خلال لقاءين بينهما في فلوريدا، في الأيام الأخيرة، وشدد على أن الكيان “لا يرى نفسه ملتزماً بخطة المراحل الثلاث للاتفاق”، رغم أنه وقع عليها، وفق ما ذكرت صحيفة “هآرتس” اليوم الإثنين.
وتشمل خطة نتنياهو، التي نقلها ديرمر إلى ويتكوف، “إفراج سريع عن جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة وبدفعة واحدة مقابل تحرير أسرى فلسطينيين، لكن بدون التزام “إسرائيل” بالانسحاب من قطاع غزة”.
وتتضمن خطة نتنياهو تهديداً لغزة، بأنه “إذا رفضت حماس الخطة، فإن إسرائيل ستنفذ “خطة الجنرالات”، التي وضعها الجنرال الإسرائيلي المتقاعد، غيورا آيلاند، وتقضي بطرد سكان شمال قطاع غزة وتوغل الجيش الإسرائيلي في هذه المنطقة بادعاء القضاء على حماس”.
ورغم الدمار الرهيب الذي ألحقه جيش العدو الإسرائيلي في هذه المنطقة، كما في جميع أنحاء القطاع، إلا أن خطة نتنياهو تقضي بأن يدمر جيش الاحتلال المباني التي ما زالت قائمة في القطاع كله، باستثناء مناطق في جنوب القطاع تتحول إلى مأوى لسكان غزة ويسمح بإدخال مواد غذائية إليها فقط.
وذكرت الصحيفة أن نتنياهو “ينتظر بدء ولاية رئيس أركان الجيش الإسرائيلي المقبل، إيال زامير، الأسبوع المقبل، من أجل وضع تفاصيل خطة لاجتياح القطاع مجدداً”.
وبعد أن أقال نتنياهو رئيسي الموساد والشاباك من رئاسة وفد المفاوضات حول اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وعيّن ديرمر رئيساً لوفد المفاوضات، يجري كيان العدو هذه المفاوضات مع إدارة ترامب فقط. والتكتيك الذي يتبعه نتنياهو هو “التوصل إلى اتفاق مع إدارة ترامب، التي بدورها تمارس ضغوطاً من خلال مصر وقطر على حماس”، حسب قول الصحيفة الاسرئيلية.
أجهزة الأمن الإسرائيلية عارضت قرار نتنياهو بتأخير الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين
هذا وعارضت أجهزة الأمن لدى كيان العدو، قرار نتنياهو بتأخير الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، الذين كان من المقرّر أن يُطلَق سراحهم السبت، ضمن دفعة تبادل الأسرى، التي التزمت بها حركة حماس، ونقضتها “تل أبيب”.
يأتي ذلك فيما قال القيادي بحركة “حماس” محمود مرداوي أمس الأحد، إن الحركة “لن تجري أي محادثات مع “إسرائيل” عبر الوسطاء، بشأن أي خطوة، قبل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، الذين تم الاتفاق على إطلاق سراحهم السبت”.
وذكرت القناة 13 العبرية، أن تقييم الوضع الذي أجراه نتنياهو، قد انقسم إلى قسمين، شارك في المرحلة الأولى منه، “كل المسؤولين المهنيين، والأمنيين”، مشيرة إلى أن “الموقف السائد الذي طرحه رؤساء المنظومة الأمنية، (خلاله) هو أنه يجب إطلاق سراح (الأسرى الفلسطينيين)”.
وشدّد قادة أجهزة الأمن على أنه “من شأن مماطلة “إسرائيل” في إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، أن تكون لها تداعيات قد تكون كبيرة على الاتفاق”. وقالت القناة 13 العبرية إنه “في النهاية اتخذ نتنياهو قرارا معاكسا للقرار الذي عرضته منظومة الأمن”.
وكانت حركة حماس، قد استنكرت في وقت سابق الأحد، تذرّع العدو بأن مراسم تسليم الأسرى “مهينة”، مشدداً على أنه “ادعاء باطل وحجة واهية تهدف للتهرب من التزامات اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة”.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزّت الرشق، في بيان “تستنكر حركة حماس بشدة قرار الاحتلال، تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، هذا القرار يكشف مجددًا مراوغات الاحتلال وتنصله من التزاماته”، مؤكدا أن “قرار نتنياهو يعكس محاولة متعمدة لتعطيل الاتفاق، ويمثل خرقًا واضحًا لبنوده، ويظهر عدم موثوقية الاحتلال في تنفيذ التزاماته”.
وخلال أيام الخميس والجمعة والسبت، سلّمت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، 10 أسرى إسرائيليين، بينهم 6 أحياء، إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتسليمهم لتل أبيب، وذلك في إطار اتفاق يقضي بإفراج العدو عن 620 أسيرا فلسطينيا من سجونه.
يُذكر أن رئيس حكومة العدو، وخلال كلمة ألقاها مساء أمس خلال مشاركته بمراسم عسكرية لتخريج ضباط، قال إن كيانه الغاصب سيستكمل “أهداف الحرب” في غزة، حسب زعمه، “بما يشمل عدم حُكم حماس في القطاع”، مجددا دعمه مخطط الرئيس الأميركي، دونالد ترامب؛ كما طالب بإخلاء جنوب سورية، من قوات أمن الإدارة الجديدة، حسب تعبيره.
المصدر: مواقع إخبارية