في خرق جديد للاتفاق.. شهيد بنيران الاحتلال في الجنوب وعدسة المنار تجول في البلدات المحررة – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

في خرق جديد للاتفاق.. شهيد بنيران الاحتلال في الجنوب وعدسة المنار تجول في البلدات المحررة

جنوب لبنان

أفاد مراسل المنار في الجنوب باستشهاد مواطن إثر استهداف طائرة مسيرة معادية سيارة “رابيد” في بلدة عيتا الشعب الحدودية، في سياق خروقاته المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار.

كما أقدمت قوة معادية مؤلفة من دبابتي ميركافا على إطلاق النار باتجاه مركز للجيش اللبناني في منطقة بركة النقار، جنوب بلدة شبعا، من دون وقوع إصابات. كما أقدمت قوات معادية أخرى ترافقها جرافة عسكرية على إغلاق طريق بالقرب مما يُسمى “خط الانسحاب”.

وعلى ضفاف نهر الوزاني، أصيب مواطن بنيران قوات العدو.

وشهدت القرى الحدودية الجنوبية في لبنان، التي انسحب منها الاحتلال الإسرائيلي يوم أمس، عمليات إعادة تأهيل مكثفة. حيث انطلقت ورش العمل في مارون الراس، يارون، وبلدة بليدة لإزالة آثار العدوان. وتركزت الجهود على محورين أساسيين: الأول فتح الطرقات بشكل كامل حتى آخر نقطة حدودية بالقرب من تمركز الجيش اللبناني، والثاني انتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض والمنازل المدمرة.

في بلدة بليدا، بلغت نسبة الدمار ما بين 70% إلى 80%، حيث دُمِّرت المؤسسات الرسمية والخاصة بالكامل، بما في ذلك 3 مدارس والمبنى البلدي، إضافة إلى تخريب خزانات المياه وشبكات الاتصالات. ومن اللافت أن استراحة البلدية، التي تبعد بضعة أمتار عن المبنى المدمر، تحولت إلى مقر مؤقت لإدارة شؤون البلدة.

أما في مارون الراس، فقد أشار الأهالي إلى وجود خطتين أساسيتين للمرحلة الأولى، تشملان إقامة منزلين جاهزين في الساحة الرئيسية للبلدة، ليكونا نقطة انطلاق لرفع آثار العدوان، تمهيدًا لإعادة الإعمار.

ورغم حجم الدمار الكبير الذي طال نسبة كبيرة من المنازل، فإن أهالي هذه القرى أظهروا عزيمة صلبة وإصرارًا على البقاء. وفي هذا السياق، رُصدت مشاهد تعكس هذا الصمود، منها عودة أحد أهالي بليدا إلى بلدته قادمًا من بيروت، حاملًا معه غرسة زيتون قام بزراعتها برفقة أبنائه، في رسالة واضحة على التمسك بالجذور.

المعركة التي خاضها الاحتلال لم تكن فقط ضد المباني والبنية التحتية، بل كانت ضد إرادة الحياة، إلا أن أهالي القرى الحدودية يؤكدون أن صمودهم سيعيد بناء ما تهدم، ليكون نموذجًا للمقاومة والثبات على حدود لبنان الجنوبية.

عدسة المنار تجول في قرى جنوبية وتعاين مخلفات الاحتلال

وعاين مراسلنا علي شعيب الطريق التي لا يزال يحتلها العدو بين بلدتي العديسة وكفركلا، وكذلك المواقع التي استحدثها العدو بين بلدتي مركبا وحولا. وشهدت المنطقة الحدودية بين لبنان وفلسطين المحتلة تصعيدًا جديدًا، حيث واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تعزيز مواقعها العسكرية وخرق الأراضي اللبنانية. فقد أقامت القوات الإسرائيلية جدارًا حدوديًا جديدًا مقابل بلدة كفركلا، مما أدى إلى تدمير الطريق التي كانت تربط البلدة ببلدة العديسة.

وبحسب المشاهدات الميدانية، فقد تم تدمير الطريق بالكامل وزُوّدت بأسلاك معدنية، بينما شوهدت آليات عسكرية إسرائيلية متمركزة في المواقع المواجهة.

وفي السياق ذاته، أظهرت المشاهد من المنطقة الحدودية وجود نقطة عسكرية لقوات الأمم المتحدة “اليونيفيل” على الطريق بين مركبا وحولا، حيث أقام الجيش الإسرائيلي موقعًا عسكريًا جديدًا في الجوار، يضم غرفًا محصنة تحيط بها كتل إسمنتية وأكياس رملية.

الموقع الجديد، الذي أقيم على أراضٍ لبنانية ملاصقة لمنازل مدمرة، يأتي في إطار التوسع الإسرائيلي في المناطق الحدودية، حيث يسيطر الاحتلال أيضًا على مناطق واسعة من وادي هونين، ممتدًا بعمق نحو ثكنة رمّيم.

وفي تطور آخر، عُثر في بلدة العديسة على جهاز مراقبة وتجسس إسرائيلي، يُعتقد أنه جزء من منظومة الأجهزة التي خلفها جيش الاحتلال أثناء انسحابه من بعض المواقع. وتكررت هذه الاكتشافات في عدة قرى لبنانية، ما يعزز الشكوك حول استمرار النشاط الاستخباراتي الإسرائيلي في المنطقة.

يأتي هذا التصعيد في ظل استمرار التوترات على الحدود اللبنانية، في وقت يترقب فيه المراقبون الموقف الرسمي للحكومة اللبنانية وردود الفعل الدولية إزاء هذه الخروقات الإسرائيلية المتكررة.

بالفيديو | عدسة المنار ترصد الخروقات الإسرائيلية البرية لوقف اطلاق النار خارج النقاط الـ 5

العدو الإسرائيلي يدمر مقبرة ومقامًا تاريخيًا في بلدة مركبا

وحاول العدو الصهيوني تدمير كل ما له علاقة بتاريخ البلدات الحدودية وصولًا إلى المقابر، في محاولة لإخفاء تجذر أهل الأرض بها، وهذا ما تشهد عليه بلدة مركبا الحدودية.

في بلدة مركبا الجنوبية، لم يستطع العدو الإسرائيلي مواجهة مقاومي المقاومة الإسلامية، فصبّ جام غضبه على المدافن والمقامات الدينية، محاولًا طمس التاريخ والهوية. وكما تظهر المشاهد، أقدم الاحتلال على تدمير وجرف جميع القبور في المقبرة، بما في ذلك أضرحة تعود إلى مئات السنين، أي إلى ما قبل قيام الكيان الصهيوني.

وتجسد هذه المقبرة إرثًا تاريخيًا لأجيال متعاقبة من أهالي البلدة، حيث دفن فيها الأجداد منذ قرون. إلا أن العدو، في محاولة لتشويه هوية المكان، لم يكتفِ بتدنيس المدافن، بل أقدم على هدم مقام ديني لأحد الأولياء الصالحين باستخدام آلياته وجرافاته، في محاولة واضحة لطمس المعالم التاريخية والدينية للبلدة.

ورغم هذا العدوان السافر، يؤكد أهالي البلدة تمسكهم بجذورهم وإرثهم الحضاري، مصممين على إعادة بناء بلدتهم والحفاظ على تاريخها الذي حاول الاحتلال محوه بالقوة. ويبقى هذا المقام، الذي صمد لقرون قبل نشوء الكيان الإسرائيلي، شاهدًا على صمود الأرض وأهلها في وجه الاحتلال.

الجيش اللبناني: الوحدات العسكرية تستكمل الانتشار في البلدات الحدودية الجنوبية

واستكملت الوحدات العسكرية في الجيش اللبناني الانتشار في كل البلدات الحدودية الجنوبية، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار وقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان – اليونيفيل، وذلك بعد انسحاب العدو الإسرائيلي.

وأكد بيان للجيش اللبناني أن العدو لم يلتزم الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، عملا بالمواثيق والشرعية الدولية وبقرارات الأمم المتحدة، وفي مقدمها القرار 1701، وهو لا يزال يتمركز في نقاط حدودية عدة، ويتمادى في تنصله من التزاماته، وخرقه للسيادة اللبنانية من خلال الاعتداءات المتواصلة على أمن لبنان ومواطنيه.

وفي هذا الإطار، كثفت الوحدات العسكرية المختصة جهودها لمواكبة عودة الأهالي إلى أراضيهم، عبر إزالة الأنقاض وفتح الطرق بعد الدمار الواسع الذي خلفه العدوان الإسرائيلي، ومعالجة الذخائر غير المنفجرة والأجسام المشبوهة التي تمثل خطرا داهما على حياة المواطنين.

وأكدت أهمية التزام توجيهات الوحدات العسكرية المنتشرة تفاديا لوقوع ضحايا.

المصدر: موقع المنار