الجيش الإسرائيلي يقوم بدوريات في مناطق محتلة في جنوبي سوريا – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الجيش الإسرائيلي يقوم بدوريات في مناطق محتلة في جنوبي سوريا

القنيطرة - سوريا

يستمر الاحتلال الإسرائيلي في توغله في جنوبي سوريا، حيث واصل في الأيام الأخيرة إجراء دوريات مكثفة داخل القرى والبلدات، آخرها في مناطق الأصبح وصيدا الجولان والعشة. في سياقٍ متصل، وبعد جولات عديدة قام بها الاحتلال لقياس ردّة فعل أهالي الجنوب السوري، وخصوصًا في القنيطرة، من تواجده، أجرى مسحًا إحصائيًا للسكان في البلدات والقرى في القنيطرة.

ويقول الأهالي إن الاحتلال برر ذلك بأنه يعمل على تأمين احتياجات السكان وتقديم المساعدات اللازمة لهم. وفي هذه الجزئية خصوصًا، رفض الأهالي قبول أي نوع من المساعدات التي وعد الاحتلال بتقديمها.

ويجمع الأهالي بين الفاقة المعيشية الصعبة، التي زادها تعقيدًا تطويق الاحتلال لأنشطتهم، وأهمها الزراعية، والحالة النفسية والأمنية غير المستقرة التي باتت مقلقة إلى حد كبير.

وذكر مصدر محلي في القنيطرة أن الاحتلال عمليًا “يسرح ويمرح” في أرضنا، دون موقف واضح فعلي من قبل السلطات في دمشق، متسائلًا عن جدوى التلويح بالرسائل الدبلوماسية من قبل الإدارة الجديدة، التي أبعد ما تكون في الوقت الحاضر، بسبب تعقيدات المشهد السوري، من اتخاذ موقف ودور رادعين لمواجهة الاحتلال.

وعلى خط موازٍ، زار وفد الأمم المتحدة مبنى محافظة القنيطرة في مدينة السلام (البعث سابقًا)، وهي المرة الثانية له. ولا يُخفي الأهالي امتعاضهم من الدور الفعلي لقوات “الاندوف”، التي لا تعدو أن تكون وسيطًا لا يسمع مواجعهم ولا يقدر حالة القلق الاجتماعي بينهم.

وبعد الانسحاب من مبنى المحافظة، أقام الاحتلال سرية على مفرق الحرية بالقنيطرة، وهي تطل على الحميدية والحرية ومدينة السلام، وعمل على قطع الطريق الواصل إليها عبر وضع سواتر ترابية، وتركيب بوابات حديدية من جهتي الحميدية والحرية بحيث لا يمكن الدخول إليها إلا بإذن مسبق، يحدد الاحتلال كيفية الحصول عليه. وهو ما يشير إلى نية “إسرائيل” في استدامة الوجود في سوريا بعد حالة الفوضى وانهيار القوى عقب سقوط النظام.

وفي سابقة، احتجزت قوات الاحتلال سيارة تابعة للهلال الأحمر السوري مع طاقمها في قرية الحميدية أثناء قيامهم بواجبهم الطبي في إسعاف أحد المرضى، ومورست عليهم القوة تحت تهديد السلاح قبل أن يتم اقتيادهم إلى مكان مجهول، والإفراج عنهم بعد ساعات من الاعتقال قسريًا دون معرفة سبب التوقيف.

وقد قالت إذاعة العدو إن الجيش الإسرائيلي يخطط للبقاء داخل سوريا طيلة 2025 دون وجود تاريخ نهائي لاستمرار وجوده في هذه المنطقة.

وكانت “إسرائيل” قد سيطرت فعليًا على ما يقدر بـ664 كيلومترًا مربعًا من الأراضي السورية، متجاوزة بذلك المنطقة العازلة (فك الاشتباك – 1974). ووفقًا للفهم الإسرائيلي، لم تعد المنطقة العازلة تلك التي ضمنها اتفاق 1974، بل أصبحت المناطق المحتلة بعد سقوط النظام السوري. وتجمع “إسرائيل” في احتلالها بين الطابعين العسكري بإقامة مطار طيران عمودي في “قرص النفل”، والاستخباري بالسيطرة على “مرصد جبل الشيخ” وإطلاق البالونات الحرارية في جنوبي سوريا.

المصدر: موقع المنار