طالب اللبنانيون العالقون في طهران، بسبب قرار الحكومة اللبنانية منع هبوط الطائرة التي كانت تقلهم في مطار بيروت، بالعودة إلى بلادهم، ودعوا الجهات المسؤولة عن هذه الأزمة إلى إيجاد حل لها.
وأعرب اللبنانيون عن استيائهم من قرار الحكومة الذي منعهم من العودة إلى وطنهم، وطالبوا بتوفير بدائل، خاصة أن العديد من العالقين لديهم ارتباطات عمل قد تؤثر على مستقبلهم المهني، وهو ما أشار إليه الممثل اللبناني مهدي فخر الدين.
ومن المعلوم أن هناك آلاف الطلاب يدرسون في إيران، وآلافًا آخرين لديهم أعمال هناك، ويحتاجون إلى التخطيط لمواعيد سفرهم، ومعرفة متى يمكنهم العودة إلى بلادهم، في حين أن قرار الحكومة اللبنانية، الذي اتُّخذ بناءً على طلب أمريكي وإسرائيلي، أعاق هذا الأمر.
وبالنظر إلى موقع الحجوزات التابع لشركة “ماهان” الإيرانية، نجد أنها تسيّر رحلات يومية وأسبوعية إلى العديد من الدول، دون أن تمنعها العقوبات من ذلك، على عكس ما حدث في لبنان. ومن بين الوجهات التي تستقبل رحلات “ماهان” نجد مدينة دبي الإماراتية، وإسطنبول التركية، وموسكو وسان بطرسبورغ في روسيا.
السفير اللبناني في طهران للمنار: تواصل مستمر بين السلطات اللبنانية والإيرانية لتأمين عودة العالقين
قال السفير اللبناني في طهران، حسن عباس، إن التواصل ما زال مستمرًا بين السلطات اللبنانية والإيرانية لتأمين عودة اللبنانيين العالقين في إيران منذ الخميس، وذلك عقب القرار اللبناني بمنع هبوط الناقلات الجوية الإيرانية في مطار بيروت.
وقال في اتصال مع قناة “المنار” إن الأجواء إيجابية بشكل عام، وإن وزيري خارجية الجمهورية الإسلامية ولبنان تباحثا في الأمر لإيجاد مخرج للأزمة في نهاية المطاف.
وشدد على أنه يتواصل مع المواطنين العالقين عبر اللجنة اللبنانية في إيران لتأمين إقامتهم وعودتهم قريبًا. وأوضح أن عددًا من المسافرين والعائلات غادروا إلى دول أخرى وعادوا إلى لبنان، وأن العدد المتبقي يقدر بحوالي مئتي شخص، معظمهم كانوا في زيارة للعتبات المقدسة.
وكشفت مصادر لموقع المنار قبل أيام أن الإسرائيليين أرسلوا، يوم الخميس 13-2-2025، إنذارًا هددوا فيه بقصف مطار بيروت الدولي إذا استقبل طائرة “ماهان” الإيرانية، بذريعة أنها قد تكون محمّلة بأموال لحزب الله.
بدورها، طلبت وزارة الأشغال العامة والنقل من إدارة المطار إبلاغ خطوط “ماهان” الإيرانية بعدم استقبال رحلتين تابعتين لها إلى بيروت؛ إحداهما كانت مقررة مساء الخميس الماضي، والأخرى يوم الجمعة. وأضافت المصادر أن الرحلتين أُرجئتا إلى الأسبوع المقبل دون تحديد السبب.
وتأتي هذه الأحداث غداة مزاعم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في منشور على منصة “إكس”، بأن فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، قام خلال الأسابيع الماضية بتهريب أموال عبر مطار رفيق الحريري الدولي، مخصصة لتسليح حزب الله بهدف تنفيذ اعتداءات ضد “دولة إسرائيل”، على حد زعمه.
القوى الأمنية تستخدم القوة لتفريق متظاهرين سلميين طالبوا بعودة ذويهم
ويوم الأحد الماضي، أطلقت القوى الأمنية اللبنانية القنابل المسيلة للدموع على محتجين سلميين عند الطريق القديم لمطار بيروت الدولي، حيث رفعوا الأعلام اللبنانية وعبروا عن رفضهم لقرار إغلاق المطار أمام الطائرات القادمة من إيران إلى بيروت، والتي كانت تقلّ لبنانيين عائدين إلى وطنهم، وذلك ضمن إطار اعتصام سلمي.
وخلال الكلمة السياسية التي كان يلقيها عضو المجلس السياسي في حزب الله، محمود قماطي، أطلقت القوى الأمنية القنابل المسيلة للدموع على المعتصمين السلميين. فهل أصبح التعبير عن الرأي والاعتصام في لبنان أمرًا محظورًا؟
وفي هذا السياق، أكد المحامي والباحث في الشؤون القانونية عباس دبوق، في مقابلة مع قناة المنار، أن ما حدث على طريق المطار لا يمكن وصفه بأعمال شغب، بل كان اعتصامًا سلميًا، خصوصًا أن الجهة المنظمة قد أصدرت تصريحات صحفية تفيد بأن مدة الاعتصام كانت محددة بساعة واحدة فقط، أي أنه كان اعتصامًا محدودًا ومنضبطًا. وبالتالي، لم يكن هناك أي داعٍ للجوء الجيش اللبناني إلى استخدام هذه القوة المفرطة.
وشدد على أن ما حدث كان ضمن إطار حق المواطن في حرية التعبير عن رأيه، وهو حق مكفول في الدستور اللبناني والمواثيق الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وأكد أن اللجوء إلى استخدام القنابل المسيلة للدموع يجب أن يكون آخر الوسائل في التعامل مع الاحتجاجات والتظاهرات، بعد توجيه الإنذارات والتنبيهات.
ويستدعي هذا التصرف تفسيرًا من السلطات اللبنانية المعنية، لمعرفة ما إذا كان الاعتصام السلمي والتعبير عن الحريات قد أصبحا من المحرمات في زمن الوصاية الأمريكية.
حزب الله يدعو إلى التحقيق بعد الاعتداء على المتظاهرين السلميين
وأمس، أكد حزب الله في بيان “ان الاعتصام الشعبي الذي نظّمه حزب الله أمس استنكارًا للتدخل الإسرائيلي السافر في الشؤون اللبنانية واستباحة السيادة الوطنية، كان تحركًا سلميًا وتعبيرًا حضاريًا عن موقف شعبي رافض للخضوع غير المبرر للإملاءات الخارجية”.
وأشار حزب الله إلى أن “المعتصمين فوجئوا بإقدام بعض عناصر الجيش اللبناني على إطلاق القنابل المسيلة للدموع باتجاههم، في تصرّف مُستهجن يُشكّل اعتداءً غير مُبرّر على مواطنين سلميين. وهو محاولة مشبوهة لزج الجيش في مواجهة مع أهله وشعبه.”.
ودعا حزب الله من موقع الحرص قيادة الجيش إلى فتح تحقيق عاجل عن هذا الاعتداء المدان واتخاذ الإجراءات المناسبة حفاظًا على دور المؤسسة العسكرية في حماية الاستقرار والسلم الأهلي.
المصدر: موقع المنار