في اليوم الـ29 من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفي وقت يكثّف فيه الوسطاء ضغوطهم على العدو لدفعه إلى بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، رفض رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو إدخال المنازل المتنقلة والمعدات الثقيلة إلى القطاع، وهو ما طالبت به حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وأكدت حصولها على ضمانات لتنفيذه لاستكمال دفعات تبادل الأسرى.
وكانت حماس أكدت أن استئناف عملية التبادل أمس السبت يأتي وفق التزامها مع الوسطاء وحصولها على ضمانات لإلزام الاحتلال بالاتفاق، قائلة إنها تنتظر “البدء بتنفيذ الاحتلال للبروتوكول الإنساني بناء على وعد الوسطاء وضماناتهم”.
وفي سياق التطورات، أعلن مكتب نتنياهو، مساء السبت أن الكابينيت سيلتئم من أجل إقرار خطوات “تل أبيب” المقبلة في إطار مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار، إذ من المقرر أن تنتهي مفاوضات المرحلة الثانية منه في نهاية الأسبوع المقبل، في وقت لم يبدأ فيه الكيان المحتل التفاوض بشأنها بعد.
وكان من المفترض أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق في 3 فبراير/شباط الجاري، لكن “تل أبيب” لم ترسل حتى الآن وفدها إلى الدوحة حيث تعقد المفاوضات. فيما تتحدث وسائل إعلام العدو أن نتنياهو وعد حزب “الصهيونية الدينية” برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بعدم الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق لإقناعه بالبقاء في الائتلاف، ومن ثم منع انهياره، بينما تطالب عائلات الأسرى الصهاينة بالإسراع في استكمال الاتفاق.
ووفقا “للقناة 13 الإسرائيلية”، فإن العدو وواشنطن تضغطان من أجل تنفيذ دفعة تبادل خلال الأيام القريبة، وذلك حتى يتم إطلاق سراح الأسرى الستة المتبقين من المرحلة الأولى في غضون أسبوع وليس أسبوعين بحسب ما ينص الاتفاق المبرم.
وذكر مسؤول إسرائيلي للقناة نفسها، أن سلطات العدو “ستوافق على إدخال الكرفانات لقطاع غزة في حال الإبكار في إطلاق سراح الأسرى الستة؛ فيما يجري التباحث من قبل نتنياهو وقادة الأجهزة الأمنية أيضاً في إمكانية الإفراج عن 6 أسرى يوم السبت المقبل”.
ولفتت تقديرات أوساط العدو إلى أن “أولوية المستوى السياسي هي الدفع نحو تمديد المرحلة الأولى بما يتضمن إطلاق سراح أسرى إضافيين مقابل أسرى فلسطينيين ووقف إطلاق النار، فيما تركز الخلافات الأساسية بين الطرفين والتي تشكل المرحلة الثانية على: إنهاء الحرب، نفي قيادة حماس إلى الخارج، نزع سلاح الحركة، وانسحاب جيش الاحتلال”.
وبحسب مسؤول إسرائيلي، فإن “ترامب يريد تغيير الاتفاق حتى يكون على اسمه، ويتضمن ذلك محاولة الإبكار في موعد دفعات التبادل المقبلة، بالإضافة إلى محاولة تغيير المرحلة الثانية حتى لا تتضمن دفعات إنما إطلاق سراح جميع المختطفين معاً”.
وحتى الآن، أفرجت قوات الاحتلال عن 1135 فلسطينيا، بينهم عشرات من أسرى المؤبدات، مقابل 19 من أسراها بقطاع غزة. فيما تتحدث وسائل إعلام العدو عن بقاء 73 أسيراً صهيونياً بغزة حتى الآن.
وزير الخارجية الأميركي في الأراضي المحتلة
يأتي ذلك بالتزامن مع وصول وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مساء أمس السبت إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة (في جولة في الشرق الأوسط ستشمل ايضاً السعودية والإمارات)، لمناقشة الاتفاق بعد أنباء عن رغبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب “بالتغيير”.
هذا “التغيير” الذي يتزامن مع إعلان وزارة الحرب الإسرائيلية استلام شحنة القنابل (1800 قنبلة من نوع MK84 ) التي رفضت إدارة بايدن تسليمها إلى “إسرائيل” وقرر ترامب السماح بها، في حين قال وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن “إمدادات الذخيرة التي وصلت إلى “إسرائيل” تشكل أمراً مهماً لسلاح الجو”. وقال كاتس إن نظيره الأميركي أكد أن “الإدارة الأميركية ستواصل تزويد “إسرائيل” بكل ما يلزم لضمان أمننا”، حسب تعبيره.
وقال روبيو الخميس إن واشنطن منفتحة على المقترحات المقدمة من الدول العربية بشأن غزة، لكنه أضاف أنه “في الوقت الحالي، الخطة الوحيدة – وهم (العرب) لا يحبّونها – هي خطة ترامب. لذلك، إذا كانت لديهم خطة أفضل، فهذا هو الوقت المناسب لتقديمها”، حسب زعمه.
واقترح الرئيس الأميركي أن تسيطر بلاده على القطاع وتنقل سكانه إلى الأردن ومصر اللتين تعارضان ذلك.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن “الدول الشريكة يجب أن تلتزم تقديم خطة لإعمار غزة بعد النزاع”، مشيراً إلى أنه من الضروري حاليا “التفكير بحلول مبتكرة”. يُذكر أن المرحلة الثالثة والنهائية من الاتفاق مخصصة لإعادة إعمار غزة.
استشهاد 3 من عناصر الشرطة الفلسطينية برفح والاحتلال تنصل من تعهداته
وتتواصل انتهاكات العدو لاتفاق وقف اطلاق النار، إذ أفادت وزارة الداخلية بغزة باستشهاد 3 عناصر من الشرطة في قصف معاد أثناء تأمين مساعدات برفح (جنوب القطاع)، وزعم العدو أن “الهجوم في غزة نُفّذ ضد مسلحين كانوا قرب قواتنا في منطقة رفح”، حسبما قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” نقلاً عن مصدر أمني صهيوني.

في السياق نفسه، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن “رفض الاحتلال إدخال منازل متنقلة ومعدات ثقيلة تنصل واضح من تعهداته والتزاماته”، وأن “قرار الاحتلال إعلان صريح بإفشاله الاتفاق الذي أكدت المقاومة أنها ستلتزم به”.
وطالب المكتب الوسطاء والمجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال وإلزامه بتنفيذ تعهداته، لافتاً إلى أن “المنازل المتنقلة موجودة عند معبر رفح منذ أيام والاحتلال يمنع إدخالها للقطاع”.
في حين ذكر رئيس بلدية جباليا أن “شمال قطاع غزة يعاني من عدم إدخال كميات كافية من السولار وآليات رفع الركام”.
وأضاف أن “لا مياه صالحة للشرب في شمال قطاع غزة ومياه الصرف الصحي تنتشر بين الناس”، مشيراً إلى أن “البلديات لا تستطيع منفردة تسيير حياة الناس ونحن بحاجة إلى دعم دولي”.
وقال إنه “لم تدخل شمال قطاع غزة الخيام والمنازل المتنقلة وآليات رفع الركام”، مستغرباً “موقف المجتمع الدولي الذي يقف متفرجا أمام المأساة الإنسانية في غزة”، في وقت يحاول فيه الاحتلال إفشال الاتفاق بعدم الالتزام بالبروتوكول الإنساني.
المصدر: مواقع إخبارية