دخلت حركة “إم 23” المتحالفة مع القوات الرواندية الجمعة إلى مدينة بوكافو، عاصمة إقليم جنوب كيفو في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، وفق مصادر أمنية وإغاثية.
وهاجم الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي “الطموحات التوسعية” لرواندا المجاورة في المنطقة الغنية بالمعادن، حيث تدعم قوات كيغالي الجماعة المسلحة المناهضة للحكومة.
وقال مصدر حكومي إن تشيسكيدي لن يحضر قمة الاتحاد الإفريقي التي ستستضيفها إثيوبيا يومي السبت والأحد لأنه “يجب أن يتابع عن كثب الوضع على الأرض”.
وقالت المصادر من بوكافو إن مقاتلين من الحركة المسلحة التي تقاتل الجيش الكونغولي دخلوا المدينة التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة عبر الأحياء الشمالية الغربية، من دون أن تبدي القوات المسلحة الكونغولية مقاومة تذكر.
وقبلها بساعات، سيطرت الحركة المسلحة على المطار الإقليمي، وهو موقع استراتيجي تتمركز فيه القوات المسلحة الكونغولية ويقع على بعد حوالي ثلاثين كيلومترا من المدينة.
وأفادت مصادر أمنية أن أوامر صدرت للجنود الكونغوليين وعائلاتهم في الصباح بمغادرة المعسكرات الموجودة في المدينة.
وأبقت متاجر المدينة أبوابها مغلقة.
ودعا ممثلو المجتمع المدني، في رسالة وجهوها في الأيام الأخيرة إلى السلطات المحلية، الجيش إلى عدم “الدخول في اشتباكات في المدينة” لتجنب “مذبحة بشرية”.
وأفاد مصدر أمني أن القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديموقراطية والقوات البوروندية المنتشرة في المنطقة دعما لكينشاسا انسحبت في الغالب باتجاه الجنوب الشرقي من بوكافو باتجاه الحدود مع بوروندي.
وأفادت مصادر محلية عدة أن هذه الحدود أغلقت لفترة وجيزة، بعد ظهر الخميس، أمام الكونغوليين الفارين من غوما وبوكافو.
يمنح السقوط الوشيك لمدينة بوكافو، التي سقطت بالفعل في عام 2004 في أيدي جنود منشقين عن الجيش الكونغولي، حركة إم 23 والقوات الرواندية السيطرة الكاملة على بحيرة كيفو، التي تمتد على طول الحدود الرواندية.
وتسارعت حدة الصراع في الآونة الأخيرة في هذه المنطقة الغنية بالموارد بعد ثلاث سنوات من المواجهات فيما تطالب جمهورية الكونغو الديموقراطية المجتمع الدولي بفرض عقوبات على رواندا.
وتتهم كينشاسا رواندا بالسعي إلى نهب مواردها الطبيعية. لكن الأخيرة تنفي وتتحدث عن التهديد الذي تشكله الجماعات المسلحة المعادية لها في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، خصوصا تلك التي أنشأها زعماء من الهوتو تعتبرهم مسؤولين عن الإبادة الجماعية للتوتسي في رواندا عام 1994.
المصدر: وكالات