ذكرى الحاج رضوان هذا العام.. بجوار السيد نصر الله وقافلة من الشهداء – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

ذكرى الحاج رضوان هذا العام.. بجوار السيد نصر الله وقافلة من الشهداء

عماد مغنية والسيد نصر الله
ذوالفقار ضاهر

يوم 12 شباط/فبراير، حلّت الذكرى الـ17 لاستشهاد القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية (الحاج رضوان) الذي أمضى أغلب سنوات عمره في ميادين الجهاد والمقاومة وتلقين العدو أقسى الضربات، وهو الذي استشهد وله من العمر 46 عاما فقط وقد أمضى العدو الاسرائيلي ومن خلفه الاجهزة الاميركية والغربية بملاحقته لاكثر من 25 عاما بدون جدوى إلى ان شاء الله ان يراه شهيدا.

ولعل الحديث عن بصمات هذا القائد الجهادي الكبير باتت على ألسنة الجميع في الاشارة الى حسن صنعه في بناء قدرات المقاومة على مختلف الجبهات وليس فقط في لبنان، وإنما أيضا في فلسطين وبقية ساحات المواجهة مع المشروع الصهيوني الاميركي في المنطقة، وبالتالي ما شهدناه خلال الاشهر الماضية منذ ما بعد “عملية طوفان الاقصى” في مختلف الساحات، كان للقائد مغنية لمساته فيها بشكل او بآخر.

ولنا في كلام القيادي في حركة حماس أحمد عبد الهادي خير مثال على ما نقول، حيث اكد في حديث علني سابق ان فكرة الأنفاق في قطاع غزة كانت من بنات أفكار قائدين هما الشهيد الحاج قاسم سليماني والشهيد الحاج عماد مغنية، ولا شك ان شخصيات قارئة للمستقبل بهذا الشكل الاستراتيجي والتكتيكي العملي الفاعل كانت تشكل عقبة امام مواصلة الاعداء سيطرتهم على المنطقة، ولذلك انطلق هؤلاء الى بناء قوة المقاومة في مختلف دول وحركات وجبهات محور المقاومة الذي صد في العام 2024 أشرس اعتداء يشنه هذا العدو الصهيوني الاميركي المتوحش في تاريخ الصراع، ولولا كل ما أسسه قادة المقاومة لكنا في المنطقة ككل في مكان آخر اليوم.

وبصمات الحاج رضوان واضحة ليست فقط على المستوى العسكري والامني للمقاومة، وإنما الرجل كان يعد العدة على المستوى البشري والتربوي والاجتماعي ايضا، فهو عمل على بناء شخصية المقاومين الاستثنائية كما عمل على بناء المجتمع المقاوم الذي لا يزول أيا كانت المصائب ولا تهزه شدة الضربات او تزلزل خياراته.

وهذا بالتحديد ما ظهر منذ بدء جبهة الإسناد اللبنانية لقطاع غزة ومقاومته وشعبه، وطوال فترة العدوان الاسرائيلي الواسع على لبنان في العام 2024، فكانت المقاومة قوية بشعبها واهلها وناسها وتلاحمهم مع كل اللبنانيين الشرفاء، وقد تُرجم ذلك اكثر فأكثر في مهلة الـ60 يوما لانسحاب العدو الاسرائيلي وما بعدها عبر الحركة الشعبية التي انطلقت لمواكبة تحرير القرى الجنوبية ومواجهة العدوان الاسرائيلي بالصدور العارية واللحم الحي.

وهذا العام لذكرى الحاج رضوان معانٍ مختلفة، حيث ان الحبيب سيلتقي بأحبائه وعلى رأسهم سيد شهداء الامة القائد الاستثنائي السيد الشهيد حسن نصر الله (قده) ورفيق دربه السيد الهاشمي الشهيد هاشم صفي الدين وثلة من القادة والشهداء في فلسطين ولبنان الذين مضوا على نفس ما مضى عليه القائد مغنية ألا وهي القدس قبلة الأحرار وأنيسة المجاهدين وحبيبة قلوب المستضعفين.

فهذا العام الأول الذي تمر به ذكرى الحاج رضوان بدون خطاب حي ومباشر للسيد حسن نصر الله وبدون احتفال جامع للقادة الشهداء(سيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي وشيخ شهداء المقاومة الشيخ راغب حرب) فالخطيب المعلم والقائد الأستاذ المُلهم لن يخاطب أحباءه عبر شاشة أو منبر أو منصة وإنما انتقل الى جوار ربه ليلتقي بهم قلبا وحبا ومعه قافلة من الشهداء.

المصدر: موقع المنار