أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب علي فياض، في تصريح لقناة المنار، أن ما جرى اليوم من دخول الجيش اللبناني إلى بلدة رب ثلاثين هو استكمال للدور الشعبي التحريري، الذي فرض على العدو الإسرائيلي الانسحاب من قرى لم يكن ينوي الانسحاب منها.
وفيما يتعلق بزيارة الموفدة الأمريكية مورغن أرتاغوس إلى لبنان، والتي لم تقدم أي تأكيدات على انسحاب جيش الاحتلال، لفت النائب فياض إلى أن التصريحات الأمريكية تهدف فقط إلى التغطية على المراوغة الإسرائيلية، مشيرًا إلى أنه لا يوجد موقف أمريكي واضح وحاسم يؤكد أن العدو الإسرائيلي سينسحب في 18 شباط.
وقال إن الولايات المتحدة تتصرف كوكيل عن العدو الإسرائيلي، حيث توفر له الغطاء لممارسة سياسة المماطلة والتسويف فيما يتعلق بانسحابه من الأراضي اللبنانية المحتلة.
وأكد فياض أن أي وجود إسرائيلي على أراضينا بعد مرور مهلة الستين يومًا يُعدّ استمرارًا للاحتلال، وانقلابًا على ورقة الإجراءات التنفيذية للقرار 1701. لذلك، نحن معنيون بمطالبة الحكومة اللبنانية بمواكبة الدور الشعبي التحريري بمواقف حازمة.
ودعا فياض الحكومة اللبنانية الجديدة إلى جعل البند الأول على جدول أعمالها هو الدفع باتجاه الانسحاب الإسرائيلي الكامل من أراضينا.
أما فيما يتعلق بأهالي القرى الحدودية، فشدد النائب فياض على أنهم، رغم تعنّت العدو وإصراره على احتلال أرضهم، لا يزالون متمسكين بها، ويصرون على تحريرها واستعادتها مع انتهاء المهلة المحددة.
وأضاف: “لقد استطاع شعبنا كسر المعادلات الإسرائيلية في هذه المرحلة، كما فعل المقاومون خلال الحرب”، وتابع: “نحن نعقد آمالًا كبيرة على المسار المقبل، رغم التحديات والمخاطر والاستهدافات العديدة”.
وأكد أن الركيزة الأساسية في مواجهة كل ذلك هي الدور الشعبي الفاعل والقاعدة الجماهيرية العريضة، التي تصرّ على أداء دورها في تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة.
وأوضح أن هذا الدور الشعبي هو الأساس الذي نعتمد عليه في مواجهة التحديات، سواء في استعادة السيادة اللبنانية من العدو الإسرائيلي أو في حماية القرار السيادي اللبناني من التدخلات الخارجية، وتحديدًا التدخلات الأمريكية.
وفيما يخص الحكومة اللبنانية ونظرة كتلة الوفاء للمقاومة إلى دورها، أكد النائب فياض: “ليس لدينا خيار سوى تعزيز التعاون والتآزر والوحدة الوطنية، وتحويلها إلى ركيزة أساسية لمواجهة التحديات”.
وأضاف: “عندما تخفق الاتصالات الدبلوماسية والسياسية التي تقوم بها الحكومة والدولة اللبنانية، لا بد من إعادة تقييم الموقف واستكشاف البدائل”.
ودعا فياض الحكومة إلى استخدام كل الوسائل المتاحة لإلزام العدو الإسرائيلي بالانسحاب الكامل من أراضينا، مؤكدًا أن أي وجود إسرائيلي على أي جزء من أرضنا، حتى لو كان شبرًا واحدًا، يُعدّ احتلالًا، ويجب مواجهته بجميع الوسائل المشروعة لتحقيق التحرير الكامل للأراضي اللبنانية.
وأشار فياض إلى أن اللجنة المشرفة على تنفيذ القرار 1701 لم تكن فعالة، في حين أن المواقف الأمريكية منحازة، والعدو الإسرائيلي يستند إلى تفسيره الخاص، المدعوم من الولايات المتحدة، فيما يتعلق بتنفيذ هذا القرار، كما يعتمد على تفاهمات جانبية أبرمها مع الجانب الأمريكي.
وشدد على أن الموقف الدولي حاسم في إلزام إسرائيل بالانسحاب، قائلًا: “أمام هذا الواقع، لا خيار أمام اللبنانيين سوى تحمّل مسؤولياتهم الوطنية في هذه المرحلة”، موضحًا أن اللبنانيين هم “الدولة والشعب والأحزاب والمقاومة، فجميعهم معنيون بهذه القضية”.
المصدر: قناة المنار