استنكرت سلسلة من المواقف اللبنانية المتنوعة التصريحات التي أطلقتها نائبة المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس ضد المقاومة وحزب الله، وذلك بعد زياتها رئيس الجمهورية جوزاف عون في قصر بعبدا الجمعة.
وفي السياق، قال رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد إن “كلام أورتاغوس هو تدخل سافر في السيادة اللبنانية وخروج عن كل اللياقات الدبلوماسية ومقتضيات العلاقات الدولية”، واكد أنه “كلام زاخر بالحقد وانعدام المسؤولية”، وقال إنه “تطاول على مكوّن وطني هو جزء من الوفاق الوطني والحياة السياسية اللبنانية”.
بدوره، قال عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي فياض إن “الأميركيين يخونون دورهم الإشرافي المفترض على ورقة الإجراءات التنفيذية للقرار ١٧٠١ويمارسون ضغوطات على الساحة الداخلية اللبنانية بما لا تحتمله التوازنات السياسية والاجتماعية والحقائق التمثيلية التي تعكسها الخريطة النيابية”، وتابع “المواقف الأميركية هي مجرد فقاعة إعلامية فارغة وهذا لا يلغي بصورة عامة كون الأميركيين بمواقفهم التصعيدية يتصرّفون كوكلاء عن الإسرائيليين”، ولفت الى ان “المواقف الأميركية التي ترفض مشاركة حزب الله بالحكومة بأي شكل من الأشكال هي محاولة استثمار إعلامي وسياسي على غير ذي موضوع”.
من جهته، أشار عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن عز الدين الى “استمرار العدوان الاسرائيلي على لبنان وسيادته وإمعانه الدائم لتقويض الاتفاق بتغطية أمريكية وقحة تظهر على ألسنة مسؤوليها وآخرها ما قالته نائبة مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط التي تتباهى بأن إسرائيل هزمت حزب الله، وبذلك تُبارك إجرام العدو وممارساته في إعدام الحياة لأكثر من ٤٠ قرية في جنوب لبنان”، وأكد ان “هذا العدوان سيزيد من حافزية الناس للتمسك بالمقاومة ونهجها وسلوكها لأنها الضامن لردع العدو، وطالب “بوضع حد لهذا التمادي الخطير في تصريح نائبة مبعوث الرئيس الذي يُعتبر إملاء وتدخلا صريحيين في شؤون لبنان الداخلية”.
وبنفس السياق، علّق وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال في لبنان مصطفى بيرم على تصريح اورتاغوس، قائلا “أيتها الوقحة الصهيونية راعية قتل الأطفال والبشر والحجر، حزب الله له أكبر تمثيل ديمقراطي في تاريخ لبنان وهو منتصر أبدا و شرف لأحرار العالم، وقد أذل عصابتك القاتلة في الخيام وأحرق رفاقك في شمع وعيتا وفي عديسة سحق نخبتهم ولبنان عصي عليك وعلى من فوقك ومن تحتك من غلمان أنذال خائبين”.
بدوره، وصف “المؤتمر الشعبي اللبناني” في بيان له كلام أورتاغوس بالصهيوني وبالانتهاك الصارخ لسيادة لبنان والتدخل السافر بشؤونه الداخلية، وأشار إلى أن “كلامها لا يعبر فقط عن انتهاك صارخ لسيادة لبنان، بل أيضا عن انعدام لياقة ولباقة وأدب، فضلا عن كونه تخليا عن أبسط القيم الأخلاقية والانسانية”، وأوضح أن “موقفها الرافض لمشاركة فريق لبناني في حكومة لبنانية هو تدخل سافر في الشؤون الداخلية اللبنانية”، طالب “المسؤولين اللبنانيين برفض استقبالها مرة ثانية والتحفظ على ترؤسها لجنة مراقبة وقف إطلاق النار والطلب من الإدارة الأميركية باستبدالها لأن من البديهي أن تكون رئيسة اللجنة حيادية وليست صهيونية أكثر من الصهاينة أنفسهم”.
كما استنكر الحزب “السوري القومي الاجتماعي” في لبنان في بيان له تصريحات اورتاغوس، وقال إنها “تطاولت على جزء كبير من الشعب اللبناني متناسية الأعراف واللياقة الدبلوماسية وتجاوزت مفاهيم السيادة وآداب السياسة، محاولة الإيحاء بشكل الحكومة ومن يحقّ له أن يتمثّل داخلها في سابقة خطيرة تقوّض فيها استقلاليّة المؤسّسات وتعيق انطلاقة العهد وتضع البلاد في انقسام كبير”، مثمنا “بيان رئاسة الجمهوريّة اللبنانيّة الذي اعتبر أنّ تصريحات المسؤولة الأميركيّة لا تعني لبنان، ولا تعبّر عن موقف قصر بعبدا”.
واستنكر حزب “البعث العربي الاشتراكي” في لبنان كلام نائبة المبعوث الأميركي، وقال إن “هذا الكلام يمثل تدخلا سافرا في الشأن اللبناني الداخلي وخرقا واضحا للأعراف الدبلوماسية ما يستوجب موقفًا رسميًا حازمًا من وزارة الخارجية اللبنانية عبر استدعاء السفيرة الأميركية في بيروت فورًا وإبلاغها احتجاج لبنان الرسمي على هذه التصريحات التي لا نقبل بها بأي شكل من الأشكال”، واكد ان “حزب الله مكوّن وطني لبناني أصيل يتمتع بأوسع تأييد شعبي في البلاد ولا يحق لأي جهة خارجية أو داخلية أن تفرض فيتو على دوره الوطني”.
وندد “تجمع العلماء المسلمين” بكلام أورتاغوس، ولفت الى انه “يعد خرقاً للأصول الديبلوماسية واعتداء على سيادة لبنان”، وتابع “كنا ننتظر من رئاسة الجمهورية بياناً يرفض كلام هذه المندوبة ويعتبره تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية اللبنانية، فإذا ببيان رئاسة الجمهورية يقول ان كلام المندوبة الاميركية يعبر عن رأيها، والرئاسة اللبنانية غير معنية به..”.
من جهته، شجب “لقاء الأحزاب والقوى الوطنية والقومية” في البقاع في بيان له كلام أورتاغوس، وأكد أن “هذا التدخل السافر في الشأن اللبناني على لسان الرقطاء المتصهينة يستدعي موقفا رسميا حازما يضع حدا لهذا الاعتداء على الكرامة الوطنية لان السكوت على مثل هذا التجاوز يفتح البلد على الفتن والقلاقل، ولن يخدم مسيرة النهوض وانتظام المؤسسات وإطلاق الإصلاحات واعمار ما دمرته الحرب”، واضاف “أما الظنون والايحاءات والشروط وحفلة الابتزاز تحت خيمة ما يسمى العصر الاميركي والاستسلام، فلا تعدو كونها أوهاما واضغاث احلام، وستبقى معادلة الجيش والشعب والمقاومة سر انتصار لبنان وصموده، ولن تستطيع اي قوة مهما تجبرت على كسر ضلع من هذه الثلاثية الضامنة الوحيدة للسيادة الوطنية”.
بدوره، سأل رئيس “تيار صرخة وطن” جهاد ذبيان “هل بلغت الوقاحة بنائبة المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط مورغان اورتاغوس حد الوقوف على منبر رئاسة الجمهورية اللبنانية، كي تشكر كيان الإحتلال على ما إرتكبه من مجازر بحق الاف اللبنانيين”، ولفت الى ان ذلك “يشكل اهانة كبرى لدماء الشعب اللبناني بالدرجة الاولى ولمقام رئاسة الجمهورية بالدرجة الثانية، والتي كان لها موقف معلن وواضح في رفض كلام المبعوثة الاميركية من قصر بعبدا والتأكيد انه يعبّر عن وجهة نظرها”، وتابع “هذا الكلام لا يمكن التعامل معه الا باعتباره استكمالا للعدوان الاسرائيلي على لبنان على المستوى السياسي، بعد فشل الحرب العسكرية”، وتابع “هذا ما يؤكد الحاجة الى التمسك بخيار المقاومة اكثر من اي وقت مضى من اجل احباط المشاريع والمخططات الغربية المرسومة للبنان والمنطقة عموما”.
كما استنكر “اللقاء الوطني للعاملين في القطاع العام” في بيان له تصريحات أورتاغوس، واعتبر انها “حملت في طياتها لغة الوصاية والاستعلاء، في محاولة مفضوحة لتوجيه لبنان وفق المصالح الأميركية – الصهيونية”، وأكد أن “لبنان ليس ساحة للمشاريع الأجنبية ولن يكون أرضا خصبة للاستثمار السياسي القائم على التهديد والضغط والابتزاز”، ودعا “القوى السياسية إلى التعبير عن موقف وطني واضح، يرفض التدخلات الأجنبية التي تمس سيادة لبنان الكاملة على قراره السياسي والاقتصادي”.
يذكر ان أورتاغوس قالت في وقت سابق الجمعة إن “واشنطن تريد التأكد من أن حزب الله ليس جزءا من الحكومة اللبنانية التي يعتزم رئيسها المكلف نواف سلام تشكيلها ويبقى منزوع السلاح”، وأضافت أن “إسرائيل تمكنت من هزيمة حزب الله، ونهنئها على ذلك”، وكانت أورتاغوس ترتدي خلال زياتها ومصافحتها الرئيس اللبناني خاتما عليه “نجمة داوود” التي يعتمدها الصهاينة ويضعونها في علم كيان العدو الاسرائيلي.
بدورها، أصدرت الرئاسة اللبنانية بيانا بُعيد مغادرة أورتاغوس قصر بعبدا، قالت فيه “إنها غير معنية ببعض تصريحات مورغان أورتاغوس نائبة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، إثر لقائها الرئيس جوزيف عون”.
المصدر: موقع المنار