تقدم قائد انصار الله السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي إلى المجاهدين في كتائب القسام وحركة حماس والشعب الفلسطيني بخالص التعازي باستشهاد القائد الكبير محمد الضيف ورفاقه الشهداء.
وقال السيد الحوثي إن الشهيد الكبير قائد كتائب القسام محمد الضيف أبو خالد رحمه الله كان من القادة النموذجيين الكبار بما حمله من قيم إيمانية وقوة إرادة وعزم وروح جهادية عالية، مضيفاً أن “الشهيد الضيف كان له الدور الكبير والإسهام العظيم في البنية الجهادية الصلبة الفولاذية المتمثلة بكتائب الشهيد عزالدين القسام”.
واعتبر أن “المسار الجهادي للشهيد القائد محمد الضيف كان مسارا تصاعديا من حيث البناء لكتائب القسام كقوة مجاهدة فعالة تتصدر الساحة الفلسطينية في فاعليتها وحضورها”، وشدد على أن “تماسك كتائب القسام وصمودها العظيم في معركة طوفان الأقصى حافظ على الإنجاز الذي تحقق بتوفيق الله”.
واكد السيد الحوثي أن “التماسك والثبات العظيم لكتائب القسام بالرغم من استشهاد القائد الضيف ورفاقه وبالرغم من العدوان الإسرائيلي الأمريكي غير المسبوق هو ثمرة عظيمة لجهد الضيف وجهاده”.
مواقف السيد الحوثي جاء بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد الرئيس صالح الصماد، على يد التحالف السعودي في 19 نيسان/أبريل 2018، والموافق في 3 شعبان 1439.
الشهيد الرئيس الصماد كان يتحلى بالوعي القرآني والثقافة القرآنية
وقال السيد الحوثي بالمناسبة “نستلهم من الذكرى السنوية لشهيدنا العزيز الرئيس صالح الصماد الدروس في القيم الإيمانية والروح الجهادية والعطاء في سبيل الله”، وأضاف “حديثنا عن الشهداء والشهادة هو حديث عن قدسية عطائهم ورفيع منزلتهم عند الله، وهذا محفز كبير للسير في دربهم ومواصلة المشوار في طريقهم”.
وأضاف السيد الحوثي “حينما نستذكر الشهيد الرئيس الصماد نستذكر في شخصيته الفذة مميزات مهمة وملهمة منها وفي مقدمتها التوجه الإيماني والانطلاقة الإيمانية”، وأكد أن الشهيد الرئيس الصماد كان يتحلى بالوعي القرآني والثقافة القرآنية في التزامه وتوجهه الإيماني وشعوره.
ولفت السيد الحوثي إلى أن الشهيد الصماد كان بارزاً في علاقات الشهيد الصماد الواسعة وتأثيره الواسع واهتمامه بالشأن العام وعلاقته الطيبة بالناس وبالمجتمع، مشيراً إلى أن المعيار المهم لدى الإنسان الذي ينطلق انطلاقة إيمانية صادقة هو ما الذي يحقق به مرضاة الله تعالى.
وقال “عندما تبوأ الصماد مسؤوليته كرئيس في مرحلة حساسة جدا في ذروة العدوان الأمريكي السعودي على بلدنا لم يتعامل مع موقعه كمنصب بل كمسؤولية”، وأضاف “كانت الأولوية للرئيس الصماد ولكل أبناء شعبنا الأحرار هي التصدي للعدوان على بلدنا”.
وأضاف “كان للرئيس الصماد اهتمامه الكبير بالحفاظ على الجبهة الداخلية وتماسكها في مرحلة هي أخطر مرحلة من مراحل الاستهداف لها وهي فتنة ديسمبر”.
العدوان على اليمن سببه النهج الايماني للثورة اليمنية وانسجام الشعب مع القضية الفلسطينية
وفي سياق كلمته، أوضح أن “العدوان الأمريكي الذي نفذه النظام السعودي وقوى إقليمية معه كان بسبب النهج التحضري الإيماني الجهادي لثورة شعبنا في 21 سبتمبر”.
وقال السيد الحوثي إن “الأعداء لا يقبلون ولا يطيقون بأن يكون شعبنا حراً عزيزاً مستقلاً على أساس من انتمائه الإيماني وهويته الإيمانية”، موضحاً أن “استقلال بلدنا يعني فقد الأعداء سيطرتهم عليه وعلى موقعه الجغرافي المهم وعلى ثرواته النفطية والغازية”.
وأشار السيد الحوثي إلى أن السبب الآخر “للعدوان على بلدنا هو موقف شعبنا المنسجم مع هويته الإيمانية تجاه قضايا أمته الكبرى وفي مقدمتها القضية الفلسطينية”، مؤكداً أن “العدوان على بلدنا كان بتحريض وإسهام إسرائيلي وبإشراف أمريكي تام”، وقال إن “كان الدور للسعودي هو التنفيذ والتمويل، أن يدفع الأموال ويقدم مئات المليارات من الدولارات للخزانة الأمريكية”.
وتابع أن “دور خونة البلد كان هو القتال ضد شعبهم لتمكين أعدائه من احتلاله والسيطرة عليه وإخضاع الشعب للأمريكي وأدواته الإقليمية”، مؤكداً أن “الأمريكي أشرف على العدوان على البلد بشكل كامل وهو المتحمل الأول لوزر العدوان وما كان فيه من جرائم القتل والإبادة والتدمير الشامل لبلدنا”.
وأكد السيد عبدالملك الحوثي أن “الأمريكي هو المسؤول الأول ويشترك معه في المسؤولية أدواته الإقليمية في الاستهداف للشهيد الرئيس صالح علي الصماد”.
وأكد السيد الحوثي أن “الأمريكي لا يقبل ولا يتحمل أن يكون هناك رئيس أو زعيم في أي بلد من بلداننا العربية والإسلامية حر لا يقبل بالخنوع لأمريكا والاستسلام لها”، وأنه “يريد من كل زعماء العالم العربي والإسلامي أن يكونوا خانعين له مطيعين وموالين ومستسلمين له يقبلون إملاءاته ويقدمون له ثروات شعوبهم”.
وقال السيد عبدالملك الحوثي إن “هذه النوعية من الرؤساء والزعماء والأمراء والملوك والقادة هم عبارة عن مسؤولي أقسام شرطة للأمريكي في الاهتمام بما يريده عسكرياً أو أمنياً”.
إشعال الضفة لتعويض الفشل في غزة
ولفت إلى أن “الإسرائيلي والأمريكي أرادا، بعدوانهما الوحشي الإجرامي على قطاع غزة، إنهاء المقاومة والقضاء على المجاهدين وتهجير أهل غزة”. كما أشار إلى تحركات المجرم ترامب وتصريحاته المتكررة بشأن تهجير أهالي غزة إلى الأردن ومصر، وهو هدف إسرائيلي منذ البداية”.
وأكد السيد الحوثي أن “الأعداء هدفهم الإبادة والسيطرة التامة والتهجير الكامل للشعب الفلسطيني من قطاع غزة، إلا أن الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني ومجاهديه وشهدائه حال دون ذلك”.
ونبّه إلى أن “الأعداء لديهم أهداف واضحة، وهم يسعون لتنفيذها على مستوى فلسطين، وفي مقدمة ما يستهدفونه المسجد الأقصى والقدس، حيث إن موقفهم في هذه المسألة عقائدي”، مشيراً إلى أنهم “يسعون لاستقطاع الضفة الغربية بشكل نهائي”.
وأضاف: “الأعداء يحاولون تعويض فشلهم في غزة بالاستعراض الإجرامي في الضفة الغربية”.
أطماع “إسرائيلية” في المنطقة كلها
ولفت السيد عبد الملك إلى أن العدو لا يزال يماطل في تنفيذ الاتفاق في لبنان، وهو مستمر في ممارساته العدوانية، موضحاً أن “العدو يواصل تدمير المنازل، وتجريف الأراضي الزراعية، وقلع أشجار الزيتون المعمّرة، بالإضافة إلى استهداف الأهالي وتنفيذ غارات عدوانية في لبنان”.
وأشار إلى أن العدو الصهيوني، بتحركاته، يؤكد أنه سيستمر في احتلاله لما احتله في سوريا، ويسعى إلى تثبيت وجوده هناك، منوهاً بأن “أطماع العدو واضحة، وكلما تهيأت له الظروف أو رأى المجال مفتوحاً أمامه، لن يتردد في الإقدام على أي خطوة عدوانية”.
وأكد أن “العائق الحقيقي أمام العدو في تنفيذ مؤامراته هو التصدي له بالجهاد في سبيل الله والمقاومة”، مشدداً على أن “دور المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها يتمثل في أنها في الخندق الأول في معركة الأمة بأكملها”.
وقال: “لو نجح العدو الإسرائيلي خلال معركة طوفان الأقصى في القضاء على المقاومة الفلسطينية، لكان قد اتجه إلى البلدان المجاورة دون تردد”.
دور بارز ومميز لليمن
وفي هذا السياق، أضاف السيد الحوثي: “بلدنا برز رسمياً وشعبياً بكل ما يستطيع في إسناد المجاهدين في فلسطين ولبنان”.
وأوضح أن “التعاطف الشعبي معلوم في كل العالم العربي والإسلامي، لكنه لا يكفي وحده إن لم يُترجم إلى مواقف عملية وإلى دعم حقيقي وإسناد فعلي، وهذا هو الشيء الغائب عن واقع الأمة”.
وأشار إلى أن “الكثير من الأنظمة الرسمية لم تتحرك بجدية لتقديم الدعم الحقيقي، لا على المستوى السياسي ولا المادي ولا العسكري”، مؤكداً أن “مواقف الأنظمة الرسمية شكلية في أغلبها، تقتصر على إصدار بيانات دون أي جهد عملي أو دعم حقيقي”.
ولفت إلى أن “المقاومة والمجاهدين في فلسطين ولبنان بمستواهم الحالي قادرون على تحقيق انتصار تاريخي للأمة بأكملها ضد العدو الإسرائيلي”.
وكرر قائلاً: “لو وقفت الأمة مع المجاهدين في فلسطين ولبنان وقفة صادقة وعملية، وقدمت لهم الدعم كما تفعل أمريكا والغرب مع العدو الإسرائيلي، لحققت الانتصار الكامل والتاريخي”.
وعبّر السيد الحوثي عن حزنه إزاء مسارعة الأنظمة العربية لاسترضاء ترامب ودعم أمريكا، في وقت يكون فيه الشعب الفلسطيني بأمسّ الحاجة إلى الدعم، مؤكداً أن “أي دعم يُقدَّم للأمريكي هو دعم للإسرائيلي”.
وفي ختام حديثه، شدد السيد الحوثي على أن هناك مسؤولية على الأمة لمناصرة الشعب الفلسطيني، معتبراً أن المجاهدين في فلسطين “المصد الأول والعائق الأول والمتراس الأول للأمة الإسلامية بأسرها”، إلى جانب المجاهدين في لبنان، داعياً أحرار الأمة إلى دعم الشعب اللبناني ومقاومته الباسلة.
المصدر: موقع المنار