احتشد أبناء البلدات الحدودية التي لم ينسحب منها جيش الاحتلال الصهيوني، وتلك التي تم تحرير بعض أحيائها، للعودة إلى بلداتهم رغم التهديدات التي أطلقها جيش العدو. وتجمع أهالي بلدة كفركلا عند مدخل بلدة دير ميماس، ونصبوا الخيام مصرين على تحرير بلدتهم، فيما تمكن أهالي بلدة عيترون من دخول بلدتهم، بعد دخول الجيش اللبناني إلى أجزاء منها يوم أمس.
وأعاد المشهد في عيترون اليوم تجسيد المشهد الذي شهدناه الأسبوع الماضي في أكثر من بلدة جنوبية، حيث كان العدو الإسرائيلي يحاول ويصر على الاستقرار فيها واحتلالها فيما كان يسميه العدو المنطقة العازلة التي يحاول فرضها على الحدود الجنوبية وداخل الأراضي اللبنانية.
بالخريطة | الوضع الميداني للقرى الحدودية مع فلسطين المحتلة لغاية اليوم 2 شباط 2025 pic.twitter.com/ieAeWTQJ5T
— قناة المنار (@TVManar1) February 2, 2025
وتشير المعطيات إلى أن الأهالي دخلوا مختلف الأحياء في بلدة عيترون، وأن العدو الإسرائيلي انسحب منها، بعد أن حاول صباح هذا اليوم أن يخيف الأهالي ويحاول فرض واقع بعدم حضورهم من خلال تحريك دبابة ميركافا من الجهة التي تربط بلدة عيترون ببلدة بليدا.
وتواصل جرافات الجيش اللبناني أعمالها في إزالة سواتر وفتح طرقات داخل البلدة، بالإضافة إلى محاولة تنظيف بعض الطرقات التي تؤدي من هذا الساتر إلى الساحة العامة، التي شهدت أجواء احتفالية. وهتف الأهالي الصرخات التي ترفض الاحتلال، وتؤكد على التمسك بالمقاومة وبخيارات المقاومة، استجابةً للأمين العام الشهيد سماحة السيد حسن نصر الله.
ويتابع الجيش اللبناني انتشاره التدريجي في البلدات الجنوبية الحدودية، ومعه يعود أبناء هذه البلدات إليها لتفقد أحوالها، بموازاة استمرار الاعتداءات التي يقوم بها جيش الاحتلال الصهيوني.
وبدأ منذ ساعات الصباح الأولى توافد كبير للأهالي إلى بلدات القطاع الشرقي التي لا تزال قوات الاحتلال تتواجد فيها، خصوصاً في ميس الجبل، وحولا، وأطراف بلدة مركبا. واقترش المواطنون الأرض وحضروا إلى آخر نقطة يمكن الوصول إليها بسبب الإجراءات التي يتخذها الجيش اللبناني عند مداخل تلك المناطق.
وبالتوازي، حضرت عائلات الشهداء رافعة صور أبنائها، ليؤكدوا حضورهم وتمسكهم بهذه الأرض. وأعرب الأهالي عن ثباتهم في أرضهم وعدم التراجع عنها مهما بلغت التضحيات.
الأوضاع عند تخوم بلدة كفركلا
وفي السياق نفسه، تجمع عدد كبير من الأهالي عند مدخل بلدة دير ميماس باتجاه بلدة كفركلا، استعداداً لدخولها لتحريرها من الاحتلال الإسرائيلي. وأفاد مراسل المنار بأن العدو الإسرائيلي لا يزال يتمركز بآلياته في تلك المنطقة، ما أعاق دخول الأهالي.
وحضر إلى المنطقة شبان من مختلف المناطق اللبنانية، حيث لوحظ وجود شبان من مناطق بقاعية والشمال، أبوا إلا أن يشاركوا إخوانهم الجنوبيين فرحة النصر والتحرير. وأفادت مصادرنا بأن حشود اهالي كفركلا وصلت عند نقطة الاعتصام قرب محطة مرقص على طريق الخردلي.
بالفيديو | جانب من المشاركة الشعبية عند مدخل الحي الغربي لبلدة ميس الجبل تأكيدا على التشبث بالأرض ورفض استمرار الاحتلال لبلدتهم
النائب الياس جرادي: المقاومة فكرة إنسانية وليست مقتصرة على فئة او طائفة
وأكد النائب في البرلمان اللبناني، الياس جرادي، الذي كان حاضراً مع الأهالي عند مدخل بلدة كفركلا، أن تحرير الوطن والعنفوان والإنسانية هو ما يسمى بفكر المقاومة، وهي مسؤولية كل اللبنانيين، داعياً إلى الحفاظ على هذا الفكر الذي لن يكون مقتصرًا على فئة أو طائفة.
وأوضح أن فكرة المقاومة هي فكرة إنسانية عامة، قضيتها الأولى الدفاع عن الإنسانية أينما وجدت. وأكد أن موعد الثامن عشر من الشهر الحالي هو نهائي ولا عودة عنه، ودعا إلى أن يكون هذا اليوم عرسًا لبنانيًا، حيث يعود جميع اللبنانيين، ليس فقط أهل الجنوب أو أهل كفركلا أو أهل مرجعيون أو أهل حاصبيا أو أهل النبطية، بل يجب أن يأتي كل لبنان لينضم ويتعمد بأرض الكرامة في الجنوب، وأن يضم الجنوب إلى هذا الوطن، لبنان، لنصبح بلدًا موحدًا.
الأوضاع في بلدتي يارون ومارون الراس
أما في بلدتي مارون وبلدة يارون، حيث ترتفع تدريجياً حركة الأهالي باتجاه هذه المناطق، فإن الحافزية لدى الأهالي ترتفع من أجل محاولة الدخول مجدداً إلى بلدتيهم، وسط أحاديث بين الأهالي عن نيتهم أيضاً محاولة التقدم خلال الساعات القادمة.
وهذا ليس بجديد على أهالي بلدة مارون الراس، لأن خلال الأسبوع الماضي كان هناك أكثر من محاولة للدخول إلى البلدة، سواء كان ذلك يوم الأحد الماضي أو في منتصف الأسبوع الماضي.
وأفاد مراسل المنار بأن العدو الصهيوني أطلق خلال فترة الصباح النار أكثر من مرة باتجاه المنازل في بلدة يارون الجنوبية، وكذلك باتجاه أحد المنازل المجاورة لنقطة تجمع الأهالي في البلدة، في حين أن عددًا من أهالي بلدة يارون بات ليلتهم بين أنقاض المنازل المدمرة.
وأفادت مصادرنا بأن طائرة إسرائيلية، رمت 5 قنابل على الساتر الموجود في الجهة الشمالية لبلدة يارون بشكل متفرق بين الساعة 10:45 حتى الساعة 11:40 دون وقوع إصابات.
بالصور | مراسل المنار : بدء توافد المواطنين الى مداخل الاحياء الغربية لبلدتي ميس الجبل وحولا pic.twitter.com/qGyQQbSIoL
— قناة المنار (@TVManar1) February 2, 2025
كما أطلق العدو رشقات نارية باتجاه إحدى الكاميرات التي كانت قد جاءت لتغطية الحدث في المكان، وكانت مثبتة على سطح أحد المنازل المدمرة، دون وقوع إصابات، في محاولة لترهيب الأهالي أو من يريد القدوم إلى هذه المنطقة.
وعند مشارف بلدة مارون الراس، تجمع الأهالي في تلك المنطقة بوجه جيش العدو الصهيوني الذي يقف مباشرة في ذات الطريق الذي يتجمع عليه الأهالي، وعلى بعد 50 مترًا فقط.
الجيش اللبناني يدخل إلى عيترون مع تواصل الاعتداءات على بلدات أخرى
وفي هذا السياق، تمكنت قوة من الجيش اللبناني أمس من الدخول إلى أحياء بلدة عيترون، بالتزامن مع تواصل اعتداءات العدو على بلدات أخرى، لا سيما بلدة الطيبة.
أمس، وبعد اعتداءات العدو المستمرة ومماطلته في عدم الانسحاب من أحياء بلدة عيترون الجنوبية، دخلت قوة من الجيش اللبناني إلى البلدة عبر طريق وادي السلوقي لفك الحصار عن عدد من عناصر الجيش الذين أجبرهم الاحتلال على البقاء في مركز كتيبتهم خلال قيامهم الأحد الماضي بمهام انتشارهم في البلدة، ومحاولتهم فتح الطريق أمام الأهالي.
ووصلت قوات الجيش إلى محيط بركة عيترون وعدد من النقاط الأخرى التي انسحب الاحتلال منها. أما أهالي البلدة، فإنهم اكتفوا بالتجمع مجدداً عند المدخل الغربي لبلدتهم. وبالموازاة، أفاد مراسلنا يوم السبت بمواصلة الجيش انتشاره في أحياء إضافية من بلدة يارون ومواصلة الانتشار في بلدة دير سريان.
وفي شريط الاعتداءات على القرى والبلدات الحدودية، نفذ العدو يوم أمس تفجيراً كبيراً في بلدة كفركلا، أدى إلى تدمير عشرة من منازلها. وفي بلدات رب ثلاثين وعيترون والعديسة، واصل العدو إضرام النيران في عدد من المنازل والممتلكات ضمن سياسة الأرض المدمرة والمحروقة التي يتبعها منذ بداية عدوانه.
وخلال مرحلة الهدنة، وفي بلدة الطيبة وللمرة الثانية، استهدفت طائرات معادية بالقنابل المتفجرة جرافات تعمل على رفع الركام والبحث عن أجساد الشهداء في البلدة. ولم يثنِ هذا الاعتداء بلدية البلدة التي استقدمت جرافة إضافية لاستئناف عملية البحث عن الشهداء.
المصدر: موقع المنار