الجيشُ اللبنانيُ اليومَ في عيترون، ووِحداتُه تتقدمُ في يارون ، وتنتشرُ في دير سريان وتُثَبِّتُ في قرىً أخرى ليَدخُلَها الأهالي آمنين، رافعينَ رؤوسَهم مُثْبِتِينَ انَ الارضَ لهم، والغدَ لهم، وانَ زرَعهم المَسْقيَ دماً عزيزاً وصبراً جميلاً سيُنبتً فرجاً قريباً ولو كَرِهُ الكارهون..
دخلَ الجيشُ اللبنانيُ الى أحياءِ عيترون يرفعُ الانقاضَ ويفككُ الغامَ العدوِ ومُفخخاتِه، متعاوناً معَ الجهاتِ المعنيةِ والبلديةِ لتسهيلِ دخولِ الاهالي الى قريتِهم، فيما تَقدمت وِحداتُه الى احياءٍ اضافيةٍ في يارون، منقبّةً عن تبرِ الارضِ – اجسادِ الشهداءِ التي يَفيضُ عبَقُها في كلِّ الجنوب..
وفيما الاهلُ الصامدونَ يَحشِدونَ الهممَ ويستعدونَ لدخولِ قراهُم حاملينَ اصرارَهم وناصبينَ خيامَهم فوقَ انقاضِ بيوتِهم، فانَ جهادَ البناءِ والجهاتِ المعنيةَ يسارعونَ الخطى ويسابقونَ الوقتَ داخلَ القرى المحررةِ والحافةِ الامامية لاحصاءِ الاضرارِ ودفعِ مُستحَقاتِ الايواء، وفتحِ الطرقاتِ بينَ الدمارِ الكبيرِ الذي خلّفَهُ الحقدُ الصهيوني ..
في السياسةِ تعملُ المشاوراتُ لفتحِ الطرقاتِ امامَ الولادةِ الحكومية، فيما بعضُ اغبياءِ السياسةِ على رعونةِ مواقفِهم، يخوضون معاركَ دينكُشوتيةً على حسابِ وقتِ الرئيسِ المكلفِ ورئيسِ الجمهورية، معَ معرفتِهم بأنَ رفعَ اسقفِ الكلامِ لا يَعني قدرةً على تحقيقِ الاوهام ..
في فلسطينَ المحتلةِ قدرةٌ على استيلادِ الفرحِ واعراسِ النصرِ فوقَ كلِّ الوجع، وشعبٌ يُذِلُّ المحتلَّ كلَّ يومٍ بمشاهدِ تحريرِ اسراهُ من سجونِ العدو، غصباً عن حكومتِه المتعجرفة، وقِواها المتشرذمة، التي خَضعت للمشهدِ الفلسطينيّ، وبدأت تتيقنُ بفشلِ كلِّ اهدافِ حربِها رغمَ اجرامِها الطويلِ ودعمِها غيرِ المحدودِ من اميركا وكلِّ اساطيلِ الغرب..
فأشرقت شمسُ غزةَ اليومَ على مشهدٍ جديدٍ لتبادلِ الاسرى، وترددَ الصدى في رام الله التي استقبَلت اسرى فلسطينيينَ باحكامٍ كبيرةٍ ومؤبدة، عائدينَ الى الحريةِ التي لن يقوى عليها شيء. معَ ايمانِهم بأن من حررَ الاسرى بكلِّ هذه التضحيات، قادرٌ على تحريرِ الارضِ مهما طالَ او قَصُرَ الوقت، ومهما تَجبَّرَ الاحتلال ..
المصدر: قناة المنار