رأى الامام السيد علي خامنئي، أن “المبعث النبوي شكّل نهضة مستديمة وخالدة، يمكن أن ننهل من بركاتها في جميع الفترات والحقب التاريخية”.
وخلال لقائه صباح اليوم الثلاثاء جمعاً من كبار مسؤولي البلاد إلى جانب ممثلي وسفراء الدول الإسلامية، وأبناء الشعب الايراني بمختلف شرائحهم بمناسبة ذكرى بعثة النبي الأكرم محمد ابن عبد الله (ص)، هنأ الامام “الشعب الايراني العظيم والأمة الإسلامية وجميع أحرار العالم”، قائلاً “لا شك، أن يوم المبعث هو عيد لجميع أحرار العالم”.
ووصف سماحته تيار المقاومة في العصر الحالي بأنه “منبثق من البعثة النبوية والثورة الإسلامية في ايران”؛ منوها بالنصر العظيم الذي حققته غزة على العدو الصهيوني، وقال “انظروا إلى هذا القطاع الصغير، كيف أرغم الكيان الصهيوني المسلح حتى النخاع والمدعوم امريكيا بامتياز، على ان يركع امامه”؛ متسائلاً “فهل ذلك كان مزحة؟”. واردف السيد الخامنئي قائلاً “هذا هو جوهر المقاومة، وهو الإيمان والحكمة”.
كذلك، لفت الامام إلى أن “حزب الله الشامخ قد خسر شخصية سامية مثل الشهيد السيد حسن نصر الله (رض)، وهذا ليس سهلا، لكن خلافا لتصور الأصدقاء والأعداء الذين زعموا بأن حزب الله قد قضي عليه، فقد برهن الحزب على صموده وبقائه، بل وفي بعض الحالات زادت دوافعه وتمكن من الوقوف بوجه الكيان الصهيوني”.
كما لفت سماحته إلى تزامن عيد المبعث النبوي الشريف هذا العام مع شهر “بهمن” أي ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في ايران (11 شباط 1979)، متطلعاً إلى “مواصلة المضي على نهج الثورة وأهداف مفجرها الامام الخميني (رض) الذي هو امتداد للبعثة النبوية المباركة”، مؤكداً “لو حكّمنا العقل والايمان، عندها سننعم بحركة في افكارنا ايضاً”.
وفي هذا الاطار، لفت الامام الخامنئي إلى أن “مسار الدين والبعثة، هو في الوقع نهضة مستديمة وخالدة، بمعنى انه يمكن الاستفادة من بركات هذه البعثة في جميع العصور، على غرار ما حدث في بداية البعثة النبوية حيث تصدى النبي الكريم للمهام بنفسه وذهب إلى الميدان وأدى الأعمال بجهود لا توصف”.
وتابع السيد خامنئي “اذاً يمكن أن تتكرر مثل هذه البعثة في كل الأدوار والازمنة، طبعاً بقدر استيعاب الناس ومع الأخذ بعين الاعتبار الفارق بيننا وتلك القمة الشامخة؛ لكن شريطة أن تتوفر فيما الركيزتان الأساسيتان التي لطالما أكد عليها ذلك الانسان العظيم، أي العقل والإيمان”.
ومضى سماحته إلى القول “لو حدث هكذا تحول في فكر ووعي الناس والمجتمعات، عندها ستنطلق وتتشكل النظم السياسية والاقتصادية والأخلاقية والاجتماعية على أساس هذا المبدأ”.
وعلى صعيد آخر، تطرق الامام إلى المستجدات في الساحة الدولية، مؤكداً أنه “على المسؤولين في ايران الإسلامية العظمى ضرورة التحلي برؤية قائمة على الحكمة واليقظة حيالها”، مضيفاً أن “تاريخ الاستعمار يحدد 3 مراحل : نهب الموارد الطبيعية، والغزو الثقافي وتدمير الثراث الثقافي، واستهداف الهوية الوطنية والدينية للشعوب”، مستدركاً أن “القوى الشيطانية في العالم اليوم، تواصل المضي على استكمال تلك المراحل الاستعمارية الثلاث”.
وتابع أن “الادارة الأمريكية على رأس القوى الشيطانية فـي العالم وهي الوصف الكامل للاستعمار والاستكبار، وبشهادة القران الكريم يفرح هؤلاء لقاء كل حدث يضر بالمسلمين ويعرقل مسارهم”.
واستدل الامام بآيات من القرآن الكريم التي تحذر من أن بغض وكراهية أعداء الإسلام المبطن هو أكبر مما يظهر في كلامهم وسلوكهم، موضحاً أن “تصفيق ممثلي الكونغرس الأمريكي لقاتل آلاف الأطفال وتكريمهم له، أو منحهم ميدالية الشجاعة لقائد السفينة الأمريكية التي أسقطت طائرة الركاب الإيرانية التي كانت تقل 300 راكبًا، هي أمثلة على خبث هؤلاء وعداوتهم وكراهيتهم المبطنة خلف الابتسامات الدبلوماسية”.
ودعا سماحته إلى أنه “يجب أن نتحلى باليقظة والوعي مقابل هذه الحقائق، وكما يقول القرآن، لا نسعى الى صداقات خفية مع العدو، ويجب أن نكون حذرين مع من نتعامل”.
المصدر: ارنا