الحلم ليس حكرًا على الأشخاص المبصرين فقط، فكل شخص يحلم اعتمادًا على ما عايشه في الحقيقة. لكن السؤال الذي يدور في بال الجميع الآن، هو كيف للأعمى أن يحلم؟ وهل أحلامه تُشبه أحلام المبصرين؟ وماذا يرى فيها؟
بالتأكيد، فإن الأشخاص المكفوفين يحلمون كسائر البشر، لكن تختلف أحلام الشخص الأعمى عن الآخرين بسبب اختلاف طبيعة ما يُعايشه في الحقيقة. وهُنا يُمكن تصنيف المكفوفين إلى قسمين للحكم على نوعية الأحلام:
* أعمى منذ الولادة
هذا النوع يحلم كالآخرين تمامًا لكن لكنه لا يرى صورًا في الحلم، وإنما تعتمد أحلامه على حواسه الأخرى كالشم والرائحة والطعم. فيُمكنه أن يشعر بطعم الأشياء في منامه أو رائحتها، لكنه لا يراها مُطلقًا.
* أعمى بعد إبصار
أما من فقد حاسة البصر بعد فترة من الإبصار لأي سببٍ كان سواء حادث أو مرض أو شيءٍ آخر، فيُمكنه أن يُشاهد صورًا اعتمادًا على ما عايشه خلال فترة إبصاره. فتجربته البصرية في الحلم محدودة بأشكال وألوان معينة، لكن الوضوح في هذه الأحلم يتلاشى مع الزمن.
تجربة دنماركية..
وكان باحثون دنماركيون قد حاولو التوصل إلى حقيقة أحلام المكفوفين عبر تجربة تطوَّع خلالها 50 شخصًا بالغًا. 11 منهم مكفوفين منذ الولادة، 14 منهم فقدوا البصر في مرحلة عمرية ما بعد سن العام الواحد، و25 شخصًا مُبصرين.
التجربة اشترطت على المتطوعين بأن يقوموا بملء استبيان عبر الحاسوب بعد استيقاظهم مباشرةً من النوم إن صادفوا حلمًا خلال نومهم. بالطبع فإن المكفوفين استعملوا برامج تحويل الكلام إلى نص عبر الحاسوب.
هذه التجربة بيَّنت أن المكفوفين يحلمون لكن ليس بذات الطريقة التي يحلم بها المُبصِر. فأحلام المكفوفين هي مزيج من المعلومات الحسية التي يُدركها.
حوالي 18% من المشاركين المكفوفين أفادوا بأنهم تذوقوا طعمًا في حلم واحد على الأقل. و30% منهم أفادوا أنهم شمّوا رائحة واحدة على الأقل في الأحلام.
وعلى الرغم من اختلاف الطبيعة الحسية بين أحلام المكفوفين والمبصرين، إلا أنها لا تختلف في شعور الحالم بها وتُعطي نفس شعور المبصر خلال حلمه.
دراسات أخرى أفادت أن الأعمى يُمكن أن يتخيَّل أشكالًا في أحلامه، تمامًا كما يتخيل الطفل وحوشًا سمع بها من القصص الخيالية في أحلامه.
لذلك، فالأعمى قد يتخيل أن الإنسان شكله هكذا، واللون الأحمر هو هكذا، والطير هكذا. فكما رسم الصورة في خياله يحلم بها. لأن الحلم هو انعكاس تفكير العقل الباطن بالأشياء المتكررة الظهور أو الموجودة في صورة الخيال.
المصدر: مواقع