أعلنت حركة “حماس”، في بيان، أنه من المقرر، في اليوم السابع للاتفاق، وهو يوم غدٍ السبت، وبعد انتهاء عملية تبادل الأسرى وانسحاب الاحتلال من محور شارع الرشيد “البحر”، السماح للنازحين داخليًا من المشاة بالعودة شمالاً دون حمل السلاح أو الخضوع للتفتيش، وذلك عبر شارع الرشيد. كما سيتم السماح بحرية التنقل بين جنوب قطاع غزة وشماله.
وفي اليوم السادس لوقف إطلاق النار في القطاع، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن 653 شاحنة مساعدات دخلت قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأضاف المكتب، في بيان، أن شحنات المساعدات والعاملين في المجال الإنساني باتوا يصلون إلى مناطق كان الوصول إليها صعبًا في السابق.
وفي سياق متصل، أفادت “القناة 14” العبرية بأنه من المنتظر أن تسلّم حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، اليوم الجمعة، قائمة الأسرى الذين قد يُطلق سراحهم غدًا. وتتضمن المرحلة الثانية من صفقة التبادل الإفراج عن 180 أسيرًا فلسطينيًا مقابل إطلاق حركة حماس سراح أربع محتجزات إسرائيليات، ثلاث منهن مجندات. ويتوقع الاحتلال تسلّم أسمائهن قريبًا.
وأضافت القناة أن “من بين الأسرى المحكوم عليهم بالمؤبد، سيتم إطلاق سراح 200 فلسطيني متهمين بقتل إسرائيليين”، حسب تعبيرها، موضحة أنهم سيُبعدون إلى قطاع غزة أو إلى دول أخرى لم تُحدد بعد، كما لم تُذكر أسماؤهم.
وفي المجمل، ستفرج سلطات الاحتلال، خلال المرحلة الأولى، عن نحو 290 أسيرًا فلسطينيًا محكومًا عليهم بالسجن المؤبد، وفقًا للقناة.
وفي هذا الإطار، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب “ضرورة صمود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة”، مشددًا على أن عدم استمراره “سيتسبب في الكثير من المشاكل”. وكان ترامب قد صرح، في كلمة أمام منتدى دافوس، بأن فريق إدارته قاد مفاوضات قبل توليه منصبه بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، معتبرًا أن الاتفاق ما كان ليُنجز لولا جهود إدارته، وفقًا لقوله.
من جانبه، جدد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو “التزامه” بإعادة جميع الأسرى الإسرائيليين من غزة، خلال مكالمة مرئية مع عائلات الأسيرات الثلاث اللاتي أُفرج عنهن الأسبوع الماضي في إطار الدفعة الأولى من صفقة التبادل.
ونقلت العائلات عن الأسيرات المحررات طلبهن مواصلة الجهود لإعادة جميع المحتجزين، مشيرات إلى أن هذه الخطوة “ستجلب القوة والشفاء لهن وللمجتمع الإسرائيلي بأسره”، وفق تعبيرهن.
وفي تل أبيب، تظاهر مئات الإسرائيليين أمام مقر وزارة الحرب للمطالبة بإتمام جميع مراحل صفقة التبادل لاستعادة المحتجزين من قطاع غزة. كما عبّر المتظاهرون عن رفضهم للإجراءات المتسارعة التي يتخذها وزير القضاء في حكومة الاحتلال ياريف ليفين، الذي استأنف العمل على خطة “الانقلاب القضائي” التي تمس بمبدأ فصل السلطات وتقوض عمل الجهاز القضائي.
وأكد المحتجون عزمهم مواصلة التظاهر لتحقيق الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
ديوان نتنياهو: المفاوضات لا تزال جارية لإعادة جميع الأسرى
بدوره، عقد منسق شؤون الأسرى، غال هيرش، لقاءات خلال اليومين الماضيين مع عائلات الأسرى المحتجزين في غزة، حيث أطلعهم على تفاصيل الصفقة الجارية والاستعدادات لمفاوضات المرحلة الثانية. وأكد هيرش أن “المفاوضات لا تزال جارية لإعادة جميع الأسرى، سواء كانوا أحياءً أو أمواتًا”. كما التقى بعائلات أسرى لن تشملهم المرحلة الأولى من الصفقة.
في غضون ذلك، كشف استطلاع للرأي أجرته صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية أن 70% من الإسرائيليين يؤيدون إتمام صفقة التبادل بجميع مراحلها. وأشار الاستطلاع إلى أن 59% من مصوتي أحزاب الليكود، الصهيونية الدينية، وشاس يؤيدون الصفقة.
وبيّن الاستطلاع أن 52% من الإسرائيليين يرون أن إنجاز الصفقة تحقق بفضل الرئيس ترامب، في حين أيد 33% فقط من أنصار بتسلئيل سموتريتش العودة إلى الحرب. كما أظهر الاستطلاع أن 31% فقط من أنصار الليكود يؤيدون العودة إلى الحرب بعد المرحلة الأولى، وأن 17% فقط من الإسرائيليين يؤيدون استئناف القتال بعد إتمام المرحلة الأولى.
وتوقع الاستطلاع فشل حزب الصهيونية الدينية بزعامة سموتريتش في دخول الكنيست، بينما قد يحقق تحالف الديمقراطيين مفاجأة بحصوله على 12 مقعدًا في الكنيست إذا أُجريت الانتخابات اليوم.
وبدأ الأحد الماضي سريان وقف إطلاق النار في القطاع الذي تعرض لعدوان دامٍ من الاحتلال استمر أكثر من خمسة عشر شهرًا. ويستمر وقف إطلاق النار في مرحلته الأولى لمدة 42 يومًا، تُجرى خلالها مفاوضات لبدء المرحلة الثانية ثم الثالثة، بوساطة قطرية ومصرية وأميركية.
المصدر: مواقع إخبارية