لم يخفِ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعطشه للحكم ورغبته الجامحة في محو إرث سلفه، بإلغائه 870 قرارًا أصدرها جو بايدن في ملفات وقضايا ساخنة في البلاد.
وقال ترامب في حفل تنصيبه: “العصر الذهبي للولايات المتحدة بدأ الآن وسنعيد للسلطة هيبتها. سأوقع اليوم عفوًا عن المعتقلين في قضايا اقتحام الكونغرس، وسألغي خمسين قرارًا وسنتخلص منها في خمس دقائق، لاستعادة الأمن والأمل للمواطنين الأمريكيين.”
وبتوقيع 100 أمر تنفيذي، بدأ دونالد ترامب ولايته الثانية، حيث شملت أوامره قضايا الهجرة، والاقتصاد، والمساواة، والعفو الجنائي عن مقتحمي الكونغرس. كما أعلن حالة طوارئ وطنية على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة لوقف تدفق المهاجرين غير النظاميين، وألغى قوانين تحمي الأقليات العرقية.
وقال جيمس والنر، أستاذ في جامعة كليمسون بولاية كاليفورنيا: “الأوامر التنفيذية التي أصدرها ترامب لا يمكن أن تمر بهذه البساطة، فالكونغرس سيتدخل. الدستور يمنح المشرعين السلطة لقبول أو رفض هذه القرارات. بالنسبة لموضوع الهجرة، مثلًا، فإنه يحتاج إلى تمويل فيدرالي، ولا بد من توافق الإدارة الأمريكية مع مجلس النواب على لاعبيه الماديين والتنظيميين.”
كما وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا بإعلان حالة طوارئ في قطاع الطاقة، وآخر يقضي بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ للمرة الثانية، في خطوة تشكل تحديًا للجهود الدولية لمكافحة الاحترار العالمي.
قرارات خارجية لافتة
خارجيًا، ألغى ترامب عقوبات بايدن على مستوطنين إسرائيليين ارتكبوا أعمال عنف ضد مواطنين فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. كما ألغى قرارًا برفع كوبا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وطالب بتغيير اسم خليج المكسيك إلى “خليج أمريكا”، مهددًا بفرض رسوم جمركية على كندا، ومطالبًا بضم غرينلاند.
وبين إعلان حالة طوارئ على الحدود مع المكسيك والتوعد بطرد “ملايين” المهاجرين، والانسحاب من اتفاقية باريس حول المناخ، والعفو عن مئات المدانين في اقتحام الكابيتول، وقع دونالد ترامب فور تنصيبه سيلًا من المراسيم.
لكن بعض هذه التدابير قد يكون من الصعب تطبيقها، وتنذر بطعون أمام القضاء، إذ يبدو أن عددًا منها ينتهك الدستور الأمريكي.
وأكد ترامب في خطاب تنصيبه: “سنوقف كل عمليات الدخول غير القانونية وسنبدأ بطرد ملايين وملايين الأجانب المجرمين إلى المكان الذي أتوا منه.” وأعلن حالة الطوارئ على الحدود مع المكسيك، ونيته التصدي لحق اللجوء والجنسية لمن يولد على الأراضي الأمريكية.
قرارات مثيرة للجدل
كما انسحب ترامب من اتفاقية باريس حول المناخ، مهددًا بتقويض الجهود الدولية للتصدي للتغير المناخي. كما أعلن حالة طوارئ في مجال الطاقة تسمح بزيادة إنتاج المحروقات في الولايات المتحدة، وقال: “سنحفر ونحفر يا أحبائي.” كما قرر سحب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية.
وفي خطوة مثيرة، أعلن ترامب استعادة قناة بنما التي نقلت السيطرة عليها إلى بنما عام 1999، ووصف ذلك بـ”الهدية الجنونية”. كما أعرب عن عزمه “استعادة” غرينلاند، معربًا عن ثقته بقبول الدنمارك هذه الفكرة، مبررًا ذلك بأهميتها للأمن الدولي.
العفو عن مقتحمي الكابيتول
وفي موضوع اقتحام الكابيتول وقع ترامب مراسيم تقضي بالعفو أو تخفيف العقوبات عن أكثر من 1500 من أنصاره الذين اقتحموا المبنى، واصفًا إياهم بـ”رهائن”. وأثارت هذه الخطوة انتقادات، ووصفتها نانسي بيلوسي بأنها “إهانة للنظام القضائي الأمريكي.”
رسوم جمركية مشددة
وحول الرسوم الجمركية، أعلن ترامب فرض رسوم بنسبة 25% على المكسيك وكندا اعتبارًا من فبراير، رغم توقيع اتفاق تبادل حر مع الدولتين خلال ولايته الأولى.
الاستيطان في الضفة الغربية
وألغى ترامب العقوبات المفروضة على مستوطنين إسرائيليين ضالعين في أعمال عنف في الضفة الغربية، ملغيًا إجراءً اتخذته إدارة بايدن.
المصدر: مواقع