في تصعيد جديد يعكس طبيعة الاحتلال الإسرائيلي العدوانية، شهد لبنان سلسلة من الاعتداءات التي استهدفت مناطق متعددة في الجنوب والبقاع، مُخلّفةً وراءها شهيدًا وجريحين وخسائر مادية ، في خرق صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار والسيادة اللبنانية.
الجنوب: نار الاحتلال تطال المنازل والبنى التحتية
بدأ التصعيد جنوباً برشقات رشاشة أطلقها الجيش الإسرائيلي تجاه المنازل الآمنة في بلدة الناقورة، في مشهد يعكس الإمعان في استهداف المدنيين والبنية التحتية. تلا ذلك غارة جوية على بلدة عيناتا قرب مبنى البلدية، ولم تتوقف الاعتداءات عند هذا الحد؛ إذ أغارت طائرة مسيّرة على دراجة نارية قرب محطة تحويل كهرباء مرجعيون، ما أدى إلى استشهاد شخص وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية.
وفي بلدة عيناتا، تسببت صواريخ موجهة أطلقتها طائرات مسيّرة بإصابة مواطن بجروح في منطقة مثلث بنت جبيل – مارون الراس. كما شهدت بلدة عيترون غارتين بالطيران المسيّر.
كما أطلقت قوات الاحتلال الاسرائيلية قذيفتي مدفعية استهدفت بلدة ييت ليف.
وافادت الوكالة الوطنية للإعلام عن:”توغل جديد للقوات الاسرائيلية وآلياتها ودباباتها في محيط مستشفى ميس الجبل الحكومي شمالي البلدة في ما انسحبت القوات وآلياتها من منطقة دوبيه غربي البلدة، وذلك بعد توغلهم في المنطقة واجراء عملية تفتيش واسعة، وما تزال القوات متمركزة على عدة تلال في بلدة ميس الجبل وتقوم بين الحين والآخر برمايات وتمشيط واطلاق قذائف مدفعية”.
مراسل المنار افاد أنه”بعد تراجع 6 دبابات ميركافا صباح اليوم من الاحياء الشرقية و الجنوبية لمدينة الخيام بإتجاه منطقة الوطى ، رُصد تراجع عدد اضافي من الاليات ومن بينها دبابات”.
كما افاد مراسلنا ان”قوات مشاة اسرائيلية ترافقها دبابات ميركافا تقدمت الى مزرعة “شانوح” في مرتفعات حلتا تحت غطاء ناري من الرشاشات والقنابل الدخانية في عملية اقتحام لمنطقة لم تدخلها قوات العدو خلال المواجهات وتقوم بإحتلالها مستغلة وقف اطلاق النار”.
وافادت”الوكالة الوطنية للاعلام” ان جرافات تابعة لجيش العدو الإسرائيلي قام عصر اليوم الى القيام بجرف مسجد بلدة مارون الراس بالكامل، وهو مسجد يقع على تلة تشرف على مدينة بنت جبيل.
استهداف عناصر أمنية: شهيد الواجب الوطني
وفي تطور خطير، أعلنت المديرية العامة لأمن الدولة عن استشهاد العريف مهدي خريس، من مديرية النبطية الإقليمية، إثر استهدافه بصاروخ موجّه أطلقته طائرة مسيّرة أثناء تأديته واجبه الوطني. وأكدت المديرية أن هذا الهجوم يُعدُّ خرقًا فاضحًا لاتفاقية الهدنة وتصعيدًا خطيرًا يُظهر الطبيعة العدوانية للاحتلال، الذي لا يحترم القوانين الدولية ولا المواثيق الإنسانية.
البقاع: عدوان يمتد إلى العمق اللبناني
لم تقتصر الاعتداءات على الجنوب، بل امتدت لتطال مناطق في البقاع. فقد أغارت طائرة مسيّرة إسرائيلية على بلدة حوش السيد علي شمال قضاء الهرمل بثلاثة صواريخ،كما أصابت إحدى الغارات جرافة تابعة للجيش اللبناني أثناء قيامها بأعمال تحصين، ما أدى إلى إصابة أحد العسكريين بجروح متوسطة، في خطوة تُظهر استهدافًا مباشرًا لمؤسسات الدولة اللبنانية.
الرئيس بري
رئيس مجلس النواب نبيه بري أوضح في بيان له بعد ظهر اليوم ، “خلافا لكل ما يروج له في وسائل الإعلام بان ما تقوم به إسرائيل منذ بدء سريان وقف إطلاق النار وكأنه من ضمن بنود الإتفاق”:”إن ما تقوم به قوات الإحتلال الإسرائيلي من أعمال عدوانية لجهة تجريف المنازل في القرى اللبنانية الحدودية مع فلسطين المحتلة يضاف اليها إستمرار الطلعات الجوية وتنفيذ غارات إستهدفت أكثر من مرة عمق المناطق اللبنانية وسقط خلالها شهداء وجرحى وآخرها ما حصل اليوم في حوش السيد علي في الهرمل وجديدة مرجعيون. كل هذه الاعمال تمثل خرقا فاضحا لبنود إتفاق وقف إطلاق النار الذي تم اعلانه في تمام الساعة 4:00 فجرا بتاريخ 27 تشرين الثاني عام 2024 وأعلن لبنان إلتزامه به”.
أضاف الرئيس بري :” نسأل اللجنة الفنية التي ألفت لمراقبة تنفيذ هذا الإتفاق أين هي من هذه الخروق والإنتهاكات المتواصلة والتي تجاوزت 54 خرقا، فيما لبنان والمقاومة ملتزمون بشكل تام بما تعهدوا به”.
وختم رئيس المجلس:”ان اللجنة المولجة بمراقبة تنفيذ الاتفاق مدعوة الى مباشرة مهامها بشكل عاجل وإلزام اسرائيل بوقف إنتهاكاتها وانسحابها من الاراضي التي تحتلها قبل أي شيء آخر”.
جيفرز ووقف النار
بدوره، إستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الرئيس المشارك لآلية تنفيذ ومراقبة وقف الأعمال العدائية الجنرال جاسبر جيفرز بعد الظهر في السراي في حضور سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون.وتم البحث في مهمة اللجنة الخماسية المكلفة مراقبة وقف اطلاق النار.وفي خلال الاجتماع اكد رئيس الحكومة ضرورة الالتزام الكامل بوقف اطلاق النار ومنع الخروقات الامنية وانسحاب العدو الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية المحتلة.
تحذيرات أميركية
من جهتها ، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مصادر مطلعة تأكيدها أن “الولايات المتحدة حذرت إسرائيل من انتهاكها لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان”.
وأكدت المصادر أن “هناك انتهاكات إسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار أبرزها عودة المسيرات لسماء بيروت”.
فرنسا
و أبلغ وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر بضرورة التزام كل الأطراف اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان ، وفق ما أعلنت الوزارة الفرنسية.
وأوضحت أن بارو أكد لساعر في اتصال هاتفي “الحاجة ليحترم كل الأطراف اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان”.
هيئة البث الإسرائيلية ذكرت ان” المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين نقل رسالة للإسرائيليين بأن هناك خروقا إسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان”.
البيت الأبيض
من جهته، أعلن البيت الأبيض، أن “آلية مراقبة وقف إطلاق النار في لبنان تؤدي مهامها رغم وجود ضربات متقطعة”، لافتاً الى أننا “نعمل بشكل يومي من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة”.
واشار الى أن “حركة حماس هي العقبة الرئيسية أمام التوصل لاتفاق في غزة، ونحن نعمل مع قطر وتركيا ومصر من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة”.
المقاومة ترد على موقع رويسات العلم بشكل أولي دفاعي تحذيري
وصدر مساء اليوم بيان عن المقاومة الإسلامية جاء فيه :”على إثر الخروقات المتكررة التي يبادر إليها العدو الإسرائيلي لاتفاق وقف الأعمال العدائية المعلن عن بدء سريانه فجرَ نهار الأربعاء في 27 تشرين الثاني 2024، والتي تتخذ أشكالاً متعددة منها إطلاق النيران على المدنيين والغارات الجوية في أنحاء مختلفة من لبنان، ما أدى إلى استشهاد مواطنين وإصابة آخرين بجراح، إضافة إلى استمرار انتهاك الطائرات الإسرائيلية المعادية للأجواء اللبنانية وصولاً إلى العاصمة بيروت، وبما أن المراجعات للجهات المعنية بوقف هذه الخروقات لم تفلح، نفذت المقاومة الإسلامية مساء اليوم الإثنين ردّا دفاعياً أولياً تحذيرياً مستهدفةً موقع رويسات العلم التابع لجيش العدو الإسرائيلي في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة،وقد أُعذِر من أَنذر”.
كما افاد مراسلنا ان :”الطيران الحربي المعادي اغار مساء على مجرى نهر الليطاني في اطراف بلة برغز وقام بعمليات تفجير في مزرعة شانوح و رباع التبن شرق بلدة حلتا و جنوب بلدة كفرشوبا، كما شن الطيران المعادي غارة جوية استهدفت المنطقة الحرجية في اطراف بلدة حانين، واستهدفت مدفعية العدو المنطقة الحرجية في الخريبة شمال مدينة الخيام ورشقات رشاشة يطلقها العدو من مارون الراس بإتجاه مدينة بنت جبيل”.
وقرابة التاسعة الا ربعا من مساء اليوم، بدأ العدو بتوسيع العدوان مستهدفا منطقتي بصليا والبريج عند اطراف بلدة جباع في منطقة اقليم التفاح.
كما تعرضت المنطقة الواقعة بين حومين الفوقا ودير الزهراني لغارة معادية.
وترافق ذلك مع تحليق مكثف للطيران الاستطلاعي في اجواء مناطق الجنوب على علو منخفض، ولاحقا فوق بيروت والضاحية الجنوبية.
وشن الطيران الحربي مساء اليوم، سلسلة غارات استهدفت مرتفعات جبل صافي واطراف اللويزة ومليخ في منطقة اقليم التفاح.
وافيد عن غارة عنيفة على أطراف كفرملكي، واخرى على اطراف بلدة ارنون، وافيد عن إطلاق نار كثيف في محيط مدينة بنت جبيل جنوبي لبنان.
وشن الطيران الحربي الإسرائيلي قرابة التاسعة والثلث مساء، غارة على المنطقة الواقعة بين مليتا وجرجوع في منطقة اقليم التفاح.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد اشارت، نقلاً عن مصادر أمنية، مساء اليوم الإثنين، إلى أن “إسرائيل سترد خلال الساعات القليلة المقبلة على انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان”، لافتة إلى أن “المؤسسة الأمنية تأخذ بالاعتبار احتمال دخول إسرائيل القتال لعدة أيام”.
ونقلت الهيئة عن مصدر سياسي، قوله إن “الاتفاق يسمح باستهداف مواقع عند حدود لبنان وسوريا وهذا ما سنفعله”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد اعلن ان “إطلاق حزب الله النار على مزارع شبعا يشكل انتهاكًا خطيرًا لوقف إطلاق النار وسنرد على ذلك بقوة” ،بحسب تعبيره .
وأضاف نتنياهو:” مصممون على مواصلة فرض وقف إطلاق النار والرد على أي انتهاك من جانب حزب الله سواء كان صغيراً أو خطيراً.
المصدر: موقع المنار +مواقع