لن يُلغيَ خرقٌ نصراً، واِن كانَ الخرقُ هذا من تلوُّعِ الصهيونيِّ على خيباتِه وضيقِ خِياراتِه، معَ العلمِ انَ على المعنيينَ بضمانِ وقفِ اطلاقِ النارِ مسؤوليةَ مساءلةِ الصهيوني ، وبعدَها لكلِّ حادثٍ حديث..
لن يَضيعَ نَصْرٌ بخرقٍ، واِن كانت ارضُ الوطنِ المزروعةُ شهداءَ وبيارقَ النصرِ تصبرُ لبعضِ الوقت، ليسَ خوفاً من عدوٍ ولا تقاعساً عن واجب، وانما ايماناً بانَ وجعَ العدوِ يجعلُه كمن يلحسُ مِبرداً ليرويَ عطشَه من دمِه، وهو المُدمَّى بهيبتِه وخيبتِه وضياعِ كلِّ عناوينِ حربِه المسعورةِ التي شنَّها مع الاميركي ونصفِ الحلفِ الاطلسي على اللبنانيين والفلسطينيين، وانتهت الى ما قبلَ الحربِ كما قالَ كبارُ محلليهم وخبرائهم العسكريين..
ولتعبيرِهم عن هذا الضيقِ كانَ ربطُ اعلامِهم بينَ وقفِ الحربِ معَ لبنانَ وهجماتِ الجماعاتِ المسلحةِ التي اَطلقت عملياتِها الارهابيةَ في سوريا، بما يشيرُ الى تناغمٍ بل تكاملِ ادوار..
اما الدورُ الذي على عاتقِ من انبرى لرعايةِ الاتفاق، واللجنةِ المنبثقةِ عنه، فالاسراعُ بما هو مطلوبٌ لردعِ الخروقاتِ الصهيونيةِ والبدءِ بتطبيقِ مندرجاتِ الاتفاقِ بما يؤكدُ وقفاً حقيقياً لاطلاقِ النار..
اما الواقفون بينَ ركامِ منازلِهم وقبورِ شهدائهم، فهم كما هم، اهلُ الثباتِ واليقين، اشرفُ مَن عليها واوعى من مشَى واصدقُ من اعتقدَ بقضيةٍ وآمنَ بوطنٍ ووَثِقَ برجالِه على صنعِ المعجزات.
هم العائدون الى مدنِهم وقراهُم ، من الجنوبِ الواقف على حدِ صبرِه، الى البقاعِ الشامخِ فوقَ كلِّ اوجاعِه، محتفياً بانجازاتِ رجالِه العائدين شهداءَ او منتصرين، وفي كلتا الحالتينِ منتصرين. الى الضاحيةِ التي ترفعُ ركامَها وأعلامَها واصواتَ اهلِها بأننا صامدون رغمَ هذا الدمارِ الكبيرِ الذي خلّفَهُ حقدٌ مجنون، مؤكدينَ انها ضاحيةُ الحياة، لا تعرفُ الموتَ ولا الانهزام، تحفظُ في كلِّ شريطِ ايامِها الخوالي نداءَ سيدِها بل سيدِ الامةِ وشهيدِها، السيد حسن نصر الله – اَنْ هيهاتَ منا الذلة..
والذلةُ لا يعرفُها اهلُ فلسطينَ الصابرون، الواقفون فوقَ ما يقاربُ الاربعةَ عشرَ شهراً من الصمود، يُحيّرونَ المحتلَّ ويُحرقونَ كلَّ خياراتِه، ويستنزفونَ جنودَه وجيشَه الذي اعترفَ اليومَ بقتيلٍ وعددٍ من الجرحى شمالَ القطاع..
المصدر: قناة المنار