العدوُ يلفظُ انفاسَ حقدِه الاخيرة، ويهربُ من خيباتِ الميدانِ ليُعيثَ دماراً على طولِ مساحةِ الاراضي اللبنانية.. ومهما جُنَّ جُنونُه، لن يظفرَ بحرفٍ جديدٍ على ورقةِ وقفِ اطلاقِ النارِ بعدَ ان كَتَبَ اسطرها بأسُ الميدان، وليُقَلِّع بنيامين نتنياهو اشواكَه معَ مستوطنيهِ التائهينَ بينَ تصريحاتِه المهلِّلةِ لانجازِ الاتفاق، وواقعِ الحالِ الذي لم يتغيرْ منه شيءٌ على ارضِ واقعِ الشمال..
فقَدْ فَقَدَ نتنياهو وجيشُه على مدى ايامِ عدوانِهم كلَّ اهدافِهم التي حَمَّلَوها لحربٍ اَسمَوْها سهامَ الشمال، وها هم واقفون اليومَ يَعدُّونَ سهامَهم وهي تتكسرُ جميعُها بصدورِ وعيونِ رجالِ الله ، حماةِ الارضِ والعرضِ والامل، واهلهم الصامدين الثابتين المحتضنين حتى النصر المبين..
غاراتٌ مسعورةٌ على العاصمةِ المقاوِمةِ بيروتَ واحيائِها الآمنة ، الى الضاحيةِ الشَموس، والجنوبِ الواقفِ فوقَ ساعاتِ النارِ يطفئُ عنجهيةَ المحتلِّ بالصواريخِ والمُسيّرات، الى البقاعِ الغالي الذي يُقدّمُ كلَّ غالٍ ونفيسٍ على طريقِ القدسِ وحمايةِ الوطنِ واهلِه..
ساعاتٌ ظنَ الصهيونيُ انه قادرٌ على التلاعبِ بعقاربِها، متقلباً بينَ مواعيدِ عقدِ اجتماعٍ حكوميٍّ للبتِّ باتفاقِ وقفِ اطلاقِ النارِ مع لبنان – كما قالَ اعلامُه، وصولاً الى تحديدِ موعدٍ لكلمةِ بنيامين نتنياهو الساعةَ الثامنةَ مساءً كما رَوّجَ هذا الاعلام..
ولانَ قرارَ المقاومةِ كما قال الامينُ العامُّ الشيخ نعيم قاسم – السيرُ على خطَّيِّ الميدانِ والمفاوضات، فانَ الردَّ على العدوانيةِ الصهيونيةِ جاءَ سريعاً من الميدان، فتساقطت الصواريخُ والمسيراتُ على عمومِ مستوطناتِ الشمالِ وصولاً الى حيفا، وستصلُ الى ما بعدَ بعدَها..
وبَعد، فإنْ جَنَحَ العدوُ الى اتفاقٍ، وفقَ الصيغةِ المتوافَقِ عليها، فانَ الحكومةَ اللبنانيةَ تداعت لاجتماعٍ لها عندَ التاسعةِ والنصفِ من صباحِ الغدِ لتَبنيَ على الشيءِ مقتضاه، واِن حاولَ العدوُ الغدرَ كعادتِه، فلا شيءَ سيتغيرُ على المقاومينَ الثابتينَ على زِنادِ رصاصِهم وصواريخِهم ومسيراتِهم حتى آخرِ الدقائقِ التي تسبقُ اعلانَ وقفِ اطلاقِ النار. اما اهلُهم فعلى عهدِهم بالثباتِ والوقوفِ على اعلى شواهقِ الصبرِ حتى تحقيقِ النصرِ القادمِ لا محالة..
ولمن يريدُ ان يقرأَ واقعَ الحال، فلْيَسمعِ الاصواتَ الصهيونيةَ التي تتعالى من بينِ المقاعدِ الحكوميةِ وتلك العسكريةَ والسياسيةَ وحتى رؤساءَ المستوطنات، ليَعرفوا انَ بنيامين نتنياهو وحكومتَه سِيقوا سوقاً الى هذا الاتفاقِ الذي لا يرَون فيه جديداً عما انتهت اليه حربُ تموزَ 2006 كما يقولُ هؤلاء. والنتيجةُ نفسُها من صنعِ الميدان.
المصدر: قناة المنار