ضمن نطاق العلاقات الاستراتيجية بين سورية وإيران، تعمل كل من العاصمتين على تنفيذ كل ما يتعلق بالاتفاقيات التفصيلية المشمولة بالمعاهدة الشاملة، وهذا ما تشهده خطوط الدبلوسية النشطة على طول الطريق الواصل بين المؤسسات السورية من جهة والإيرانية من جهة أخرى.
مؤخراً وخلال أقل من أسبوع شهدت العلاقات السورية الايرانية تبادلاً مكثفاً في الزيارات الرسمية على مستوياتها المختلفة، بدأت بزيارة كبير مستشارين الإمام السيد علي الخامنئي إلى دمشق علي لاريجاني ولقاء الرئيس الأسد، تلاها بأيام قليلة حضور وزير الدفاع الايراني العميد عزيز نصير زاده، وبعدها أتبعت بزيارة وزير الخارجية السورية حسام صباغ إلى طهران، وهذا ما يأتي حسب المعطيات ضمن إطار المشاورات الدائمة بين القيادتين في البلدين الحليفين.
موقع قناة المنار استضاف الكاتب والباحث في الشؤون الاستراتيجية د. طالب ابراهيم في قراءة مكثفة لأهم المعطيات انطلاقاً من شكل ومتانة وطبيعة العلاقات السورية الإيرانية، وبدأ ضيف الموقع حديثه عن مدلولات الزيارات الحاصلة مؤخراً وما تنبثق عنه من عمق في العلاقات الاستراتيجية، وهنا يأتي دور التشاور والتشاركية في صنع القرار بين البلدين في الأمور المتعلقة بأمن المنطقة واستقرارها الاقليمي.
وأكد ابراهيم أن إيران هي أحد الأركان الأساسية في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن سعي أمريكي لعقد اتفاق مع ايران، خصوصاً بعد وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. ووصف الجمهورية الإسلامية بأنها كنز في المنطقة كونها الدولة الأساسية في العلاقات الإقليمية، لما لها من موقع جغرافي استرتيجي بالإضافة إلى دورها الجيوبلوتيكي.
وبذهب الباحث السياسي في قراءة المشهد الحالي إلى التأكيد بانه من الوهم الاعتقاد بأن هناك انفصال بين سورية وباقي دول محور المقاومة، لأن سورية تعي أهمية العلاقات التي بنتها منذ عقود، خصوصاً وأن العلاقة القائمة هي مبدئية وتتخطى المصالح المتبادلة، وتنطلق من قاعدة الوفاء المتبادل.
في توضيح العلاقات في المنطقة، يتحدث ابراهيم عن طبيعة العلاقات العربية الإيرانية بأنها كل متكامل وبأنها والعلاقات السورية الإيرانية تأتي كجسد لها، وفي هذه المنطقة يتجسد الكيان الصهيوني كعنصر “نشاز”.
ويركز الباحث في الشؤون الاستراتيجية على سورية، على العلاقات بين المقاومة وسوريا، وأعاد التذكير بما حدث عام (2003)، من صمود سوري بوجه المخططات الأمريكية في مرحلة ما بعد غزو العراق، والتي خرجت منها سوريا ومحور المقاومة أقوياء رغم كل التحديات.
المصدر: موقع المنار