أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الأولوية حالياً هي لإيقاف المجازر والإبادة والتطهير العرقي الذي يرتكبه الكيان الصهيوني، مع أهمية العمل من أجل استعادة الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني.
وفي كلمة خلال القمة العربية والإسلامية غير العادية المنعقدة في الرياض لبحث تداعيات استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان وتطورات الأوضاع في المنطقة قال الرئيس الأسد إننا نمتلك الأدوات مجتمعين، شعبياً ورسمياً، عرباً ومسلمين، دولاً وشعوباً، وما نحتاجه هو القرار باستخدامها.
وشدد الرئيس الأسد على أننا لا نتعامل مع دولة بالمعنى القانوني وإنما مع كيان استعماري خارج عن القانون، ولا نتعامل مع شعب بالمعنى الحضاري وإنما مع قطعان من المستوطنين أقرب إلى الهمجية منهم إلى الإنسانية.
وأكد الرئيس الأسد أن على شرعية المقاومة في لبنان وفلسطين، والتي جسدت شرف وكرامة ورقي، وقدمت أيقونات بقادتها الشرفاء ومقاتليها الشجعان، مشدداً على حقوق الفلسطينيين التاريخية الثابتة وحتمية التمسك بها.
وأشار الرئيس الاسد إلى ان الغرب داعم للكيان الإسرائيلي منذ قيامه، وبات شريك مباشر في جرائمه، وقال “هذا لن يضيف شيئاً لما يعرفه غالبية العرب والمسلمين وما يعرفه كثيرون غيرهم في العالم اليوم”.
وأضاف “منذ عام مضى التقينا وعبرنا، أدنا واستنكرنا، ومنذ عام والجريمة مستمرة، فهل نلتقي اليوم لكي نستنسخ الماضي الراحل وأحداثه، أم لنبدل في مسار المستقبل القادم وآفاقه، ففي العام الماضي أكدنا على وقف العدوان وحماية الفلسطينيين، وكانت محصلة السنة عشرات الآلاف من الشهداء وملايين المهجرين في فلسطين وفي لبنان، وفي العام 2002 طرح العرب مبادرة للسلام فكان الرد المزيد من المجازر بحق الفلسطينيين”.
وأعاد الرئيس الاسد التذكير “في العام 1991 قررنا عربياً الدخول في لعبة النيات الحسنة الأمريكية عبر المشاركة في عملية السلام في مدريد، فكان سلامنا حافزاً لحروبهم وتشريعاً لاستيطانهم، وهذا لا يدل على خطأ في التوجهات، وإنما على قصور في تحضير الأدوات فأداتنا هي اللغة وأداتهم هي القتل، نحن نقول وهم يفعلون نقدم السلام فنحصد الدماء”.
وأكد الرئيس الأسد “بقاء النتائج على حالها يستدعي إبقاء الأدوات المستخدمة ذاتها، أما تغيير تلك النتائج وهو ما نسعى إليه جميعاً فيتطلب استبدال الوسائل والآليات القائمة المجربة مراراً وغير المجدية تكراراً، فإذا كنا متفقين حول المبادئ المطروحة فكيف نحولها إلى تطبيق على الواقع؟.. لتحديد أهدافها والنتائج التي نرمي إليها، لتحديد أدواتها المتوفرة من أجل تحقيقها، لتحديد الجهة المستهدفة منها والذي من شأنه تحويلها من نيات إلى أفعال ومن خطة إلى إنجاز ومن بيان إلى واقع، وقد تبدو الأهداف من البدائه بالنسبة لأي منا عند ذكر الحقوق المستباحة للشعب الفلسطيني، لكن ما قيمة هذه الحقوق بمجملها عندما لا يمتلك الفلسطينيون أساسها وهو حق الحياة؟.. ما قيمة أي حق يُعطى في أي مكان من العالم في أي مجال من المجالات للأموات”.
وتابع “هذا يعني أنه مع أهمية العمل من أجل استعادة الحقوق الشرعية كافة، فالأولوية حالياً هي لإيقاف المجازر، هي لإيقاف الإبادة، هي لإيقاف التطهير العرقي، أما الأدوات فباعتقادي أننا نمتلكها مجتمعين شعبياً ورسمياً عرباً ومسلمين دولاً وشعوباً، وما نحتاجه هو القرار باستخدامها في حال رفض الكيان للتجاوب مع ما ورد في البيان واتُفق عليه وهو المتوقع، وتحديد خياراتنا حينها، هل نغضب مرة أخرى؟ هل ندين؟ هل نناشد المجتمع الدولي أم نقاطع؟ وهو أضعف الإيمان أم ماذا؟ ماهي خطتنا التنفيذية؟”.
وأكد “من دون ذلك فنحن نحض على استمرار الإبادة لنصبح شركاء غير مباشرين فيها، فنحن لا نتعامل مع دولة بالمعنى القانوني وإنما مع كيان استعماري خارج عن القانون، نحن لا نتعامل مع شعب بالمعنى الحضاري وإنما مع قطعان من المستوطنين أقرب إلى الهمجية منهم إلى الإنسانية”.
وشدد الرئيس بشار الاسد “من غير الصحيح القول إن المشكلة هي في حكومة راهنة متطرفة فاقدة للعقل وشعب مذعور مما حصل في السابع من تشرين الأول في العام الماضي، كلهم يعملون بعقل إيديولوجي واحد، عقل مريض بسفك الدماء، مريض بوهم التفوق، مصاب بانفصام الشخصية بين كره النازية ظاهرياً وعشقها كجزء عضوي منه واقعياً، أولئك هم المستهدفون من لقائنا اليوم وأولئك هم المشكلة، والمشكلة تحدد الوسيلة، والوسيلة أساس النجاح، وهنا يكمن جوهر اجتماعنا اليوم الذي أرجو له أن يكون ناجحاً، وأن نوفق في اتخاذ القرارات الصائبة، كي لا نكون كمن يتحدث مع اللص بلغة القانون ومع المجرم بلغة الأخلاق ومع السفاح بلغة الإنسانية، وكي لا تكون النيات الحسنة مرة أخرى منطلقاً وحافزاً للمزيد من الموت بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني اللذين دفعا على مر العقود ثمن النيات الطيبة والآليات الغائبة”.
الأسد يبحث مع السوداني وبن سلمان الأوضاع في المنطقة
التقى الرئيس السوري بشار الأسد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مقر إقامته بالرياض قبيل بدء أعمال القمة العربية والإسلامية غير العادية. وبحث الرئيس الأسد مع رئيس الوزراء العراقي العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وجدول أعمال القمة.
كما بحث الاسد مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أهمية انعقاد القمة العربية والإسلامية غير العادية اليوم في ظل ما تشهده المنطقة من تصعيد خطير للعدوان الإسرائيلي ضد بعض دولها، وأهمية تنفيذ مخرجات هذه القمة.
وشدد الرئيس الأسد وبن سلمان على مركزية القضية الفلسطينية، وخطورة توسيع رقعة العدوان على دول أخرى في المنطقة. كما تناول البحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها بما يخدم مصالحهما المشتركة
المصدر: وكالة سانا