الم تَنْفَدَ صواريخُ حزبِ الله بعد ؟ وكيف سيعودُ سكانُ الشمالِ الى منازلِهم؟ هي ليست اسئلةَ المتربصين باللبنانيين والفلسطينيين من حلفاءِ حكومةِ بنيامين نتنياهو ، بل اسئلةُ المستوطنينَ عبرَ وسائلِ الاعلامِ العبرية.
والجوابُ في قواعدِ سلاحِ الجوِّ بتل نوف جنوبَ تل ابيب، ومطارِ رامات ديفد العسكري، وقاعدةِ ستيلا ماريس البحريةِ شمالَ حيفا، والكثيرِ الكثيرِ مما هو قبلَ حيفا وما بعدَ بعدَها.. فجميعُها كانت تحتَ مرمى صواريخِ المقاومةِ النوعية، التي اصابت اهدافَها وحَدّدت نوعَ المرحلةِ الجديدةِ من المعركةِ معَ العدوِ الذي اوغلَ بدماءِ اللبنانيين والفلسطينيين، وكانَ لا بدَّ من الوصولِ الى المطاراتِ التي تنبعثُ منها رسائلُ الموتِ الصهيونية.
وعلى ارضِ الجنوبِ اللبناني وحولَها كانت رسائلُ الموتِ تلاحقُ جنودَ العدوِ وضباطَه، فاصابت مُسيراتُ اللبنانيين تجمعاً للعدوِ شرقَ مارون الراس، ولاحقت جنوده عندَ مستوطناتِ الحافةِ معَ لبنان. وفي كفركلا اصابت صواريخُ المقاومين آلياتِ العدوِ التي حاولت التقدم، فدمرت جرافةً وناقلةَ جندٍ بما حمَلت. وفيما كان الصهاينةُ يتقلبونَ على وجعِ النارِ اللبنانية، كانت الصواريخُ الفرطُ صوتية اليمنيةُ تساندُ غزةَ ولبنان، وتصيبُ قاعدةَ نيفاتيم في النقب كما اعلنت القواتُ المسلحةُ اليمنية.
وللصهاينةِ المتسلحينَ بزخمِ النارِ الذي يُصَبُّ على منازلِ وقرى اللبنانيين، ويَرتكبُ المجازرَ بحقِ المدنيين، وللذين يرقصونَ على وعدِ الحكومةِ بالعودةِ القريبةِ الى مستوطناتِ الشمال، جوابٌ من القائدِ السابقِ لوحدةِ دوريةِ الاركانِ في الجيشِ العبري “دورون ابيتال” الذي حسمَ لهؤلاء انه سيكونُ من الصعبِ اعادةُ المستوطنين ما دامَ انَ هناكَ اطلاقاً للصواريخ، ولا بدَ من تسويةٍ في النهاية.. اما للمبالغينَ بالحديثِ عن تغييرِ النظامِ في لبنانَ بتدخلٍ اسرائيلي، فقد اعادَهم الجنرالُ المخضرمُ الى تجاربِ العامِ اثنينِ وثمانينَ الفاشلة.
والفشلُ من تحقيقِ الاهدافِ في الميدان، امتدَ الى ميادينِ الرياضة، حيثُ غرقَ الصهاينةُ ببحرِ دماءِ اللبنانيين والغزيين التي طافت الى ملاعبِ كرةِ القدمِ الهولندية، فتصدت جماهيرُ الانديةِ الرياضيةِ الهولندية، لعديمي الروحِ الانسانية، متفوقةً على حكوماتِها المتواطئةِ مع المجازرِ الصهيونية . فكانت انتفاضةٌ عفويةٌ ضدَ العنصريةِ الصهيونيةِ وفِرَقِها المسماةِ رياضية. وما تحركت تلكَ الجماهيرُ الا بعدَ ان اَيقنت انعدامَ الروحِ الرياضيةِ عندَ مجتمعٍ دموي، لا يعرفُ سوى تسديدِ الهجماتِ بالقنابلِ والصواريخِ الاميركيةِ والاوروبيةِ على رؤوسِ اللبنانيين والفلسطينيين.. فكان الكرتُ الاحمرُ الهولنديُ اقوى صافرةَ انذارٍ في ساحاتِ اوروبا ضدَ الصهاينة.
المصدر: المنار