أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن عملية القوات الجوية الروسية، سمحت بتهيئة الظروف الملائمة لتحريك الحوار السوري الشامل وعملية السلام. وقال لافروف، في كلمة ألقاها في وزارة خارجية منغوليا الخميس ، إن موسكو تأمل في أن تكون المفاوضات السورية في جنيف فعالة، مؤكدا أن العملية الروسية “سمحت بتهيئة الظروف لتفعيل العملية السلمية الحقيقية، من أجل ضمان تسوية الأزمة سياسياً تحت إشراف الأمم المتحدة ومن أجل الحفاظ على سوريا دولة موحدة ومستقلة وعلمانية”.
ولفت الوزير الروسي الى أن سلسلة الهجمات الإرهابية التي عمّت العديد من دول العالم تدل على أن محاولات إقامة “واحات أمن” والتحصن من الإرهاب ستفشل حتماً. وفي السياق، أعرب لافروف عن أسفه بشأن فشل المجتمع الدولي في التصدي للإرهاب في الوقت المناسب، مشيراً إلى أن أسباب ذلك “تكمن في الطموحات والهندسة الجيوسياسية وتقسيم الإرهابيين إلى أشرار وآخرين يمكن استخدامهم لتحقيق أهداف معينة”. وذكر لافروف أن “محاولات فرض المصالح والقيم ونماذج التنمية، بما في ذلك استخدام القوة دائماً تؤدي إلى نتائج سلبية جداً، مشيراً إلى أن هذه السياسة قد أدّت إلى نشوء فراغ سياسي في عدد من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وسارع إرهابيو “داعش” و”جبهة النصرة” وغيرهما من التنظيمات إلى استغلال ذلك”.
كما أعلن لافروف أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأخيرة إلى موسكو أظهرت أن الولايات المتحدة تحتاج إلى دعم روسيا والتعاون معها في حل أهم القضايا الدولية، مؤكداً أن الغرب يدرك تدريجياً أنه لا يمكن عزل روسيا، ومشيراً إلى أن موسكو اقترحت على الجانب الأمريكي استمرار “إقامة تعاون مستقر وشفاف” على أساس مبادئ المساواة.
وفي السياق، أعرب لافروف عن أمله في إعادة العلاقات مع واشنطن إلى المستوى الذي كانت عليه سابقاً، مؤكداً أن موسكو لا تسعى إلى المواجهة مع الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو حلف الناتو. وأشار لافروف إلى مواصلة التعاون الروسي الأمريكي النشط في سوريا، حيث تمكن الجانبان، من الاتفاق على وضع خارطة طريق للتسوية وتوسيع تقديم المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين وضمان إطلاق العملية السياسية.
كما أكد الوزير الروسي أن روسيا لن تسمح للناتو بتوريط نفسها في مواجهة بلا جدوى، مشيراً إلى تزايد النشاط العسكري بشكل غير مسبوق بعد انتهاء الحرب الباردة وكذلك تعزيز وجود الناتو على الجبهة الشرقية من أجل ممارسة الضغط السياسي العسكري على روسيا واحتوائها. وأضاف لافروف أن كل ذلك ترافقه حملة دعائية عدوانية تهدف إلى “شيطنة روسيا”، مشيراً إلى أن الناتو مشغول بالبحث عن عدو وإعطاء جدوى أكبر لوجوده، وأنه “لا يوجد بديل معقول للتعاون الأوروبي الشامل متبادل النفع في مجال الأمن على أساس القانون الدولي وكذلك مبدأ عدم قابلية الأمن للتجزئة”.
المصدر: موقع روسيا اليوم