تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 8-11-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
أميركا بوجه عالم جديد: ترامب ليس «إطفائياً»
ولاية بلا معارضة: ترامب يخرج إلى «عالم جديد»
اللافت في عودة الرئيس الجمهوري السابق، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض هذه المرة، هو «القبضة» غير المسبوقة التي ستطبع عهده على الحزب الجمهوري، بعدما استُبعدت جميع الشخصيات المناهضة له تقريباً، أو تلك التي حاولت، خلال ولايته الأولى، إحلال نوع من «التوازن» في ما يتعلق ببعض بنود أجندته «المتطرفة»، لتبقى حوله حفنة من المسؤولين الذين يتبنون وجهات نظره، ويعتزمون، على الأرجح، التمسك بالتعهدات المتطرفة التي قطعها خلال مدة ترشحه، من دون إيلاء الكثير من الاهتمام لـ«المعايير والتقاليد والقوانين»، التي حاول عدد من مساعديه القدامى «التمسك» بها. وفي مقابل الحزب الجمهوري «المتماسك»، سيجد ترامب نفسه في مواجهة خصوم ديموقراطيين «محبطين»، والذين بدأوا بالفعل بتبادل الاتهامات بشأن الأخطاء المرتكبة، والتي سمحت لخصمهم بالوصول بقوة إلى البيت الأبيض. وبعدما عزّز الحزب الجمهوري تقدمه في مجلس الشيوخ، وسط توقعات بإمكانية سيطرته على مجلس النواب أيضاً، يبدو أنّ ترامب لن يواجه الكثير من العراقيل، خلال مضيه قدماً في فرض تعريفات شاملة على السلع المستوردة، والترحيل الجماعي للمهاجرين غير الشرعيين، والانقلاب على القوانين الفيدرالية في ما يتعلق بالطاقة والبيئة، جنباً إلى جنب تمديد التخفيضات الضريبية الهائلة، والتي وضعها خلال ولايته الأولى. وفي الخارج، من المتوقع أن يعيد ترامب إحياء سياسة «أميركا أولاً»، والتي قد تشمل حتى الضغط على أوكرانيا لـ«تقديم تنازلات لإنهاء حربها مع روسيا»، طبقاً لما زعمه طوال حملته الانتخابية، فيما تبقى الوقائع التي طرأت، خلال السنوات الماضية، على الساحة العالمية، طبقاً لمراقبين، العامل الرئيسي الذي سيطبع سياسات ترامب، ويحكم على «نجاحها» في إعادة «الاعتبار» إلى واشنطن، من عدمه.
وفي السياق، نشرت مجلة «فورين أفيرز» تقريراً جاء فيه أنّه من المتوقع، في ولاية ترامب القادمة، أن تكون للشرائح الأكثر تطرفاً في حزبه اليد العليا، مقارنة بالجمهوريين المتحفظين على نهج ترامب، فيما ستضغط تلك الشرائح أيضاً لتنحية الأصوات الأكثر اعتدالاً، وتفريغ صفوف المهنيين المدنيين والعسكريين الذين ترى فيهم ما يُعرف بـ«الدولة العميقة»، وربما استخدام ما بين أيدي الإدارة القادمة من «أدوات»، لملاحقة خصوم ترامب ومنتقديه. وفي حين يرى البعض أنّ بعض «التغييرات» طرأت على شخصية ترامب وسياسته، فإنّ الأخير، لن يتمتع، على الأرجح، برفاهية تغيير بعض من سياساته، والخارجية منها تحديداً، بل سيكون مجبراً على ذلك، نظراً إلى أنّ «العالم» الذي سيتوجب عليه التعامل معه، أصبح «أخطر» بكثير مما كان عليه عام 2020.
وعليه، يتابع التقرير أنّه بعدما تبنت حملة ترامب خطاباً تتخلله عبارات «كارثية»، ويصور ترامب وفريقه على أنهم واقعيون متشددون يفهمون الخطر، فإنّ طرحهم كان بعيداً جداً عن الواقع، وطبعه نوع من «التباهي الخيالي، الذي لم يعكس أي فهم حقيقي للتهديدات التي تواجهها الولايات المتحدة». وبالتالي، فإنّ قدرة الرئيس الجمهوري القادم على «حماية المصالح الأميركية»، سترتبط بمدى قدرته وفريقه على التخلي «عن الرسم الكاريكاتوري» الذي طرحته حملته، وإن كان الأخير قد نجح في إقناع أكثر من نصف الناخبين بالتصويت للمرشح الجمهوري، وفي الوقت نفسه، مواجهة العالم «كما هو». وطبقاً لأصحاب هذا الرأي، عندما اختار الناخبون الأميركيون ترامب في المرة الأولى، تلقف حلفاء الولايات المتحدة النتيجة بمجموعة متنوعة من «إستراتيجيات التحوط»، إلا أنّه هذه المرة، هم في وضع أضعف بكثير، بسبب التحديات الداخلية التي يواجهونها، والخارجية التي يمثلها الرئيسان الروسي، فلاديمير بوتين، والصيني شي جين بينغ. وسيحاول حلفاء الولايات المتحدة، بالتالي، «تملق ترامب وإرضاءه»، وبقدر ما تسمح لهم قوانينهم، سيقدمون له المكافآت التي أثبتت أنها أفضل طريقة لانتزاع الشروط المؤاتية منه في ولايته الأولى. بمعنى آخر، سيسعى هؤلاء إلى الحصول على كل ما يستطيعون الحصول عليه، وتجنب تقديم أي شيء في المقابل، وهو شكل من أشكال الديبلوماسية التي تنتج، في أحسن الأحوال، «تعاوناً زائفاً»، وفي أسوأ الأحوال، تفاقماً للأزمات.
قد يُفرض على ترامب التخلي «عن الرسم الكاريكاتوري» الذي طرحته حملته
على الضفة المقابلة، فإنّ عودة ترامب قد توفر «فرصاً كثيرة» لخصومه. وطبقاً للمصدر نفسه، فإنّه على عكس عدد من الوعود الانتخابية، يبدو تعهد ترامب بمحاولة إجبار أوكرانيا على التنازل عن الأراضي لروسيا، قابلاً للتصديق، بعدما أحاط الرئيس الجمهوري نفسه بـ«مستشارين مناهضين لأوكرانيا وموالين لبوتين»، فيما يبقى السؤال المطروح هو ما إذا كان الرئيس الروسي سيقبل «استسلاماً جزئياً»، يمكنه لاحقاً من «الاستيلاء على بقية الأراضي الأوكرانية» بمجرد أن ينتهج ترامب «الحياد» إزاء كييف، أو ما إذا كان «سينقلب على خدعة المرشح الجمهوري»، ويطالب باستسلام كييف بشكل كامل وسريع. تزامناً مع ذلك، تبقى الفوائد التي ستعود على الصين «أقل وضوحاً»، لا سيما أنّ عدداً من مستشاري ترامب الرئيسيين ينغمسون في «الواقعية السحرية»، التي تقوم على أن الولايات المتحدة يمكن أن تضحي بمصالحها في أوروبا، مقابل تعزيز ردعها ضدّ «الشراسة الصينية في شرق آسيا». ويشكك أصحاب هذا الرأي في قدرة الرسوم الجمركية على «تغيير سياسات الصين» بشكل هادف، فيما من غير الواضح ما إذا كان تعزيز الحشد العسكري الأميركي في منطقة آسيا، والذي تعهد به ترامب، سيُترجم على الأرض فعلاً، نظراً إلى أنّ المرشح الجمهوري يشترط جملة من الأمور في ما يتعلق بالدفاع عن تايوان؛ إذ يطالب تايبيه بمضاعفة إنفاقها الدفاعي أربع مرات، كشرط للحصول على دعم أميركي أقوى، فيما يمكن لهذه الإستراتيجية الخيالية أن تنهار جراء ما تحمله من «تناقضات»، لتجد الشراكة الصينية – الروسية نفسها أقوى، مع احتمالات التراجع الأميركي في المسارح العالمية الكبرى.
وفيما من المتوقع أن يبحث المحللون مطولاً في الأسباب الكامنة خلف الانتصار الكبير لدونالد ترامب، وتبعاته على السياسات الأميركية الداخلية والخارجية، فقد استوقفت نقطة مهمة عدداً منهم، وهي الطريقة التي «أفلت» عبرها ترامب من جميع الاتهامات الموجهة إليه، ووصل إلى البيت الأبيض، فيما من المنتظر أن يوجّه فوزه «ضربة قاضية» إلى جميع الادعاءات الصادرة بحقه. وطبقاً لتقرير أوردته مجلة «بوليتيكو»، فقد أصبح ترامب هو نفسه القاضي وهيئة المحلفين الخاصة بقضاياه، بعدما أصبح رئيساً للبلاد. وبالتالي، من المتوقع أن تذهب، خلال شهرين فقط، السنوات التي أمضاها المستشار الخاص، جاك سميث، في العمل على محاولة إدانة ترامب بتهمة محاولة تخريب انتخابات عام 2020، وقضية الوثائق السرية التي احتفظ بها في منزله في فلوريدا، منذ عام 2022، سدى. وأصبح من المتوقع أن يقدّم سميث استقالته حتى، بعدما تعهد ترامب بإقالته «في غضون ثانيتين» إذا لم يكن قد أخلى منصبه، بنفسه، بحلول موعد التنصيب، علماً أنّ أي شخصية سيضعها ترامب لإدارة وزارة العدل، ستكون لديها سلطة إسقاط جميع التهم الفيدرالية الموجهة إليه. بمعنى آخر، وبعدما أصبح ترامب أول رئيس مدان يصل إلى البيت الأبيض، فإنّ وصوله سيضمن له عدم مواجهة أي مساءلة، جدية أقله، خلال السنوات القادمة.
حزب الله يبدّد بالنار وعود هاليفي لمستوطني الشمال بالعودة: المقاومة تلاحق جنود العدو خلف الحدود
بدا وكأنّ الواقع الميداني عند الحدود الجنوبية عاد إلى ما كان عليه قبل اندلاع الحرب، أثناء ما يُعرف بجبهة الإسناد، رغم العملية البرّية التي شنّها جيش العدو، والتي توغّل فيها بشكل محدود (2 إلى 4 كم)، في معظم قرى الحافة، مع تدمير البيوت وتجريف الأراضي، قبل الانسحاب تحت نيران المقاومة. فقد شهد اليومان الماضيان عمليات إطلاق صواريخ موجّهة على دبابات العدو ومواقعه داخل المستوطنات الحدودية مثل المطلة، كما سُجّل استهداف تموضعات جنود العدو في مستوطنة أفيفيم الحدودية، ما أدّى إلى مقتل جندي وإصابة آخرين. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن «القوة الإسرائيلية التي أُصيبت أمس في أفيفيم (…) كانت تعمل في جنوب لبنان، وتمّ استهدافها بعد خروجها من هناك»، ما يؤشّر إلى قدرة المقاومة على التحكّم والسيطرة والاستخبار في عمق المنطقة الحدودية، وداخل المستوطنات، وهو ما كان عليه الحال قبل انطلاق العملية البرية. لذلك، رأى مراسل موقع «واللا» العبري، أمير بوخبوط، أنه «عند انقشاع غبار الانتخابات الأميركية وإقالة (يوآف) غالانت، سيكون على المستوى السياسي أن يتخذ قراراً بشأن ما إذا كان سيعمّق العملية البرية في جنوب لبنان أو سيذهب إلى التسوية»، لأن «من المستحيل ترك معركة استنزاف في الشمال».
وفي المقابل، أعرب رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، أمس، عن اعتقاده بأنه «يمكن البدء بإعادة سكان خط المواجهة في الشمال إلى منازلهم بصورة تدريجية خلال الأشهر المقبلة». وقال خلال لقائه رؤساء سلطات محلية في شمال البلاد إنه «يجب الاستعداد لإعادة سكان القرى البعيدة عن السياج الأمني أولاً». غير أن تطورات الأيام الأخيرة وحضور المقاومة عند خط الحدود، واستهدافها المستوطنات الحدودية بالصواريخ المباشرة وغيرها، تبدّد وعود هاليفي، إلا إن كان ذلك عبر «اتفاق» ترضى به المقاومة، ويسمح بعودة اللبنانيين إلى قراهم الحدودية.
أثبتت تطورات الأيام الأخيرة ميدانياً أن المقاومة لا تزال حاضرة عند خط الحدود
ووقعت، أمس، اشتباكات بين قوات العدو ومجموعات المقاومة في محيط هرمون والتيّارات في جنوب يارون، وباتجاه محيط الملعب والجبانة شرق يارون حتى محيط صلحا المحتلة (مستوطنة أفيفيم) شرق مارون الرأس. وبالتزامن، استهدفت المقاومة قوة مشاة إسرائيلية حاولت التقدّم باتجاه بلدة يارون بصليةٍ صاروخية، فأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح. كما استهدفت بصليات صاروخية تجمّعاً لقوّات العدو في مستوطنة دوفيف المقابلة ليارون ورميش، وتجمعاً معادياً شرق مارون الرأس. وبحسب مصادر ميدانية، يعمل العدو منذ أيام على تجميع قواته وآلياته عند أطراف رميش ويارون ومارون الرأس، في إطار ما يبدو مخططاً للتوغل نحو مدينة بنت جبيل. ومساء أمس، زعمت «القناة 13» أن «الجيش الإسرائيلي نفّذ منذ أيام عملية سرية في بنت جبيل، دمّر فيها دفاعات جوية وصواريخ استراتيجية لحزب الله»، فيما أكدت مصادر ميدانية لـ«الأخبار» أن «قوة إسرائيلية حاولت قبل أيام التسلل بشكل صامت، إلى حي الدورة، بين يارون وبنت جبيل، لكنّ المقاومين رصدوها واشتبكوا معها، ما دفعها إلى الانسحاب تحت القصف المدفعي».
ونفّذت المقاومة أمس، عمليات قصف متنوّعة داخل فلسطين المحتلة، أبرزها استهداف منطقة «الكريوت» شمال مدينة حيفا المُحتلّة، وقاعدة «ستيلا ماريس» للرصد والرقابة البحرييْن شمال غرب المدينة، وقاعدة «إلياكيم» جنوبها. وأفادت «القناة 12» العبرية بوقوع «أضرار في البنية التحتية لشبكة الكهرباء في كريات يام عقب إطلاق صواريخ من لبنان، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة (…) وتسرّب كبير للغاز بالإضافة إلى إصابة شخص.
وفي اعتداء غير مسبوق، أطلقت مُسيّرة إسرائيلية صاروخاً باتجاه سيارة عند حاجز للجيش اللبناني على جسر الأولي، عند مدخل مدينة صيدا الشمالي، ما أدى إلى استشهاد سائق السيارة حسين شومر وشقيقتيه آلاء وملاك، وجرح ثلاثة عسكريين من الجيش اللبناني وخمسة جنود ماليزيين من قوات «اليونيفل» أثناء مرورهم بالمكان بمواكبة الجيش اللبناني. كما أصيب ثلاثة مدنيين آخرين بجروح.
الإماراتيون لأصدقائهم في لبنان: واصلوا الضغط … حزب الله يضعف ولا ينتهي
علمت «الأخبار» أن وفداً أمنياً من دولة الإمارات العربية المتحدة موجود في لبنان منذ حوالي ثلاثة أسابيع، ويبدو أن مهمته تتركّز على استطلاع الأجواء، وتجميع معلوماتٍ في الأمن والسياسة، وطرح أسئلة حول القطاعات الاقتصادية. وعقد الوفد اجتماعات مع أطراف سياسية عديدة، مثل حزبي «القوات اللبنانية» و«الكتائب»، والنائب أشرف ريفي، ونواب مستقلين، ورئيس جمعية بيروت للتنمية أحمد هاشمية (المقرّب من الرئيس سعد الحريري)، إضافة إلى جلسات مع إعلاميين من مؤسسات لبنانية تدور في فلك أبو ظبي.
وقال مطّلعون على جانب من هذه الاتصالات إنّ الوفد الإماراتي تحدّث عن تصوّره لوضع حزب الله الحالي، وإنه «يعتبر أن الحزب، بعد الضربة الموجعة التي تلقّاها باغتيال قيادات صفه الأول والثاني، يمرّ الآن بمرحلة من الضعف، وسيعود إلى الحجم الذي كان عليه قبل عام 2005، كجهة تمثّل طرفاً سياسياً لبنانياً، يلعب أدواراً مثله مثل بقية الأطراف، إنما لم يعد قائداً لمحور وليس بالتالي لاعباً إقليمياً».
وبحسب معلومات بعض من التقوا الوفد الإماراتي، نصح الأخير «الأصدقاء» بـ«عدم تصديق مقولة أنّ حزب الله انتهى»، و«ألّا يتعاملوا مع هذه المقولة على أنها حقيقَةٌ، انطلاقاً من أن الضربات العسكرية لا يُمكنها وحدها إنهاء الحزب».
وتقدّر المصادر بأن الهدف من هذا الموقف دفع القوى والمجموعات «الحليفة» إلى القيام بدورها وممارسة ضغوط على الحزب، وعدم الركون إلى أن لا دور لها على هذا الصعيد. ونُسب إلى الوفد الإماراتي أن لديهم «فهمهم الخاص لواقع الإسلام السياسي الشيعي، إذ يرون أنه أكثر مرونة من الإسلام السياسي السنّي، وأن الأول قد يقبل بالهزيمة مرحلياً مقابل ضمان بقائه استراتيجياً في المشهد، لذلك قد يتراجع تكتيكياً من دون أن يخسر وجوده، بعكس الإسلام السياسي السني الذي لا يُتقن مثل هذه المرونة». وركّز الوفد على أنّ لبنان في المرحلة المقبلة سيكون «بحاجة إلى ضابط إيقاع، بعدما كان الحزب يلعب هذا الدور».
تحريض الإماراتيين المستمر ضد حزب الله يُراد له أن يبقى في إطار «اللعب على الحافة». فوفق المعطيات، شدّد الوفد على «عدم استعجال انتخاب رئيس للجمهورية تحت النار، تفادياً لانعكاس ذلك على الوضع الداخلي، وإمكانية تأجيج اقتتال طائفي، لا تؤيّده الإمارات»، التي سأل وفدها عن القطاعات الاقتصادية، وإمكانية الاستثمار فيها في المرحلة المقبلة، في إطار الإيحاء بأنّ الإمارات مهتمّة بالاستثمار السياسي وغير السياسي في لبنان.
يهدف الإماراتيون إلى دفع القوى والمجموعات «الحليفة» للقيام بدورها وممارسة ضغوط على الحزب
ولا يبدو التحرك الإماراتي في هذه اللحظة بعيداً عن التنافس مع قطر، إذ قلّل الإماراتيون أمام من التقوهم من دور الدوحة، ووصفوه بـ«غير الجدّي»، وأنّه «لا يشير إلى أن الدوحة جدّية في استثمار فعلي في لبنان، سواء في السياسة أو الاقتصاد».
وتزامنت زيارة الوفد الإماراتي إلى بيروت، مع اجتماعٍ عُقد الأحد الفائت في الدوحة، ضمّ ممثلين عن وزارتي الخارجية وأجهزة المخابرات في السعودية وقطر، جرى خلاله «التنسيق بشأن القمة الطارئة التي ستُعقد في السعودية حول غزة ولبنان، إضافة إلى التنسيق في الملف اللبناني، وتكثيف الجهود للدفع إلى حل سياسي في لبنان». وتمّ الاتفاق على أن الاجتماع العربي المُشترك بشأن لبنان سيضم ممثلين عن السعودية وقطر ومصر والأردن، وسيُعقد في عمّان منتصف هذا الشهر، وهو لقاء تكميلي لاجتماع عُقد سابقاً.
من بايدن إلى ترامب: ثوابت أميركية «عميقة» تجاه لبنان
بين العمل لوقف الحرب في لبنان وإحياء ملف الأزمة في لبنان، بدءاً من رئاسة الجمهورية، ترتفع آمال قوى سياسية في التحوّل الأميركي مع إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب، وإن كانت إدارة الرئيس جو بايدن لم تقصّر في ما تعتبره «رعاية» لبنان
مع انتهاء الانتخابات الأميركية، تتعامل القوى السياسية على اختلافها مع انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أنه محطة فاصلة بين مرحلتين، في ظل رؤيتين متناقضتين حيال تأثير سياسة الفريق الجديد في البيت الأبيض على مستقبل لبنان.
ليست الحرب وحدها هي المقصودة، وإن كانت أولوية مطلقة، إنما كذلك ما بعد الحرب لجهة إعادة ترتيب الوضع السياسي وإجراء انتخابات رئاسية.
لا شك في أن الفريق الذي يعلّق آمالاً على مجيء ترامب لا يبالغ كثيراً في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء حين أُبرم اتفاق داخلي، بموافقة إيران، لانتخاب الرئيس ميشال عون عام 2016 قبل شهر من الانتخابات التي فاز بها ترامب على المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون، على اعتبار أن الاستطلاعات كانت ترجّح فوز الأخيرة. اليوم، وإن اختلف الوضع اللبناني لجهة الحرب الدائرة، إلا أن واقع حزب الله في المعادلة العسكرية الداخلية والإقليمية يمكن أن يثير ارتياحاً مع مجيء ترامب وفريقه لجهة تمسك هذا الفريق بكل ما يعني سيادة لبنان ومنع تأثيرات إيران فيه. والتعويل على الفريق الجديد نابع من أن رؤية ترامب تجاه إيران، منذ ولايته الأولى، ستكون عاملاً مؤثراً في تعاطيه مع دورها في المنطقة ولبنان ضمناً، والحدّ من نفوذها فيه، ولا سيما بعدما تحوّل المشهد الإقليمي الحالي إلى صراع إسرائيلي – إيراني بما يتخطّى القضية الفلسطينية، وقد يجرّ المنطقة الى حرب واسعة.
في المقابل، تعرف دوائر أميركية من الإدارة الحالية أن هناك تعويلاً لافتاً على تصوير أن الرئيس الآتي سيكون أكثر دعماً للبنان، كما أن هناك رغبة تتعدّى لبنان الى جهات إقليمية ودولية تتعاطى مع ترامب على أنه سيكون أكثر دعماً لإسرائيل، في حربها ضد إيران وحزب الله، علماً أن إدارة الرئيس جو بايدن لم تقصّر أبداً في وقوفها إلى جانب إسرائيل منذ 7 تشرين الأول، ولا في التعاون مع التحالف الدولي لمنع استهدافها بالصواريخ، ولا في مدّها بالسلاح، أو في تغطيتها بإرسال مساعدات عسكرية وتثبيت نقاط قوة بحرية في المنطقة. ورغم كل ما قيل عن تباينات أميركية – إسرائيلية، إلا أن الواقع أن واشنطن لم تكفّ عن التعامل بإيجابية مع ما تنفذه إسرائيل من عمليات، سواء ضد حماس أو حزب الله وبتأييد مطلق، محيّدة نفسها فحسب عن استهداف المدنيين، داعية إلى الحفاظ على سلامتهم.
المسار الذي اعتمدته إدارة بايدن في لبنان ودعماً لإسرائيل سيشكّل حجر الزاوية في المرحلة الجديدة
أما لبنانياً، فبايدن تسلّم الرئاسة عام 2020 إبان وجود الرئيس عون في قصر بعبدا، ولم يكن معنيّاً بالتسوية التي أتت به إلى القصر الجمهوري. لكن إدارته ظلّت على تماس إيجابي مع الوضع اللبناني، ولا سيما لجهة المفاوضات التي أدت الى الترسيم البحري في نهاية عهد عون، أو استمرار المساعدات للجيش اللبناني. لكن النقطة الأكثر أهمية التي حافظ البيت الأبيض عليها، هي أن لبنان بقي ملفاً حيوياً في الأجندة الأميركية، وفي علاقات واشنطن بالدول المعنية كالسعودية وفرنسا ولقاءات اللجنة الثلاثية، ومن ثم الخماسية، وفي الاتصالات مع الفاتيكان حيث ساهمت «كاثوليكية» بايدن في نسج رابط فاتيكاني – أميركي للحفاظ على لبنان. وفي السنتين الأخيرتين تحديداً، أبقت هذه الإدارة على وتيرة تصاعدية في التعاطي مع إيران في المفاوضات غير المباشرة بينهما، متمسكة بعدم السماح لها بقبض أيّ أثمان إقليمية من التفاوض على حساب لبنان. هذا الأمر استمر الى أن حصلت حرب الإسناد، ما جعل الإدارة الأميركية تضاعف رسائلها التفاوضية إلى لبنان الرسمي وإلى حزب الله بأن إسرائيل لن تمتنع عن الرد على الحزب، وعلى الأخير أن يفصل بين غزة ولبنان، وأن الدور الإيراني مرشح لأن يتقلّص أكثر. إضافة الى أن الإدارة الحالية عملت في شكل جدّي على ضبط إيقاع الضربات الإسرائيلية وتحييد المرافق الأساسية عن برنامج التدمير الإسرائيلي واستهدافاته.
هذا المسار الذي اعتمدته إدارة بايدن في لبنان ودعماً لإسرائيل في حربها مع حماس وحزب الله وإيران، سيشكّل حجر الزاوية في المرحلة الأميركية الجديدة. انتهاء تأثير الرئيس الديموقراطي السابق باراك أوباما وفريقه في رسم حسابات في الشرق الأوسط، من إيران إلى سوريا، سيترك بصمة واضحة في طيّ مرحلة أساسية من السياسة الخارجية الأميركية التي يُتّهم أوباما بأنه ساهم في إضعافها في الشرق الأوسط، وتغليب دور دول غير حليفة لواشنطن، ما يعيد تثبيت الدوائر العميقة التي ترسم السياسة الخارجية، وهذه المرة مع فريق مغاير عن فريق بايدن، في تفكيره وفي استراتيجيته الطويلة الأمد للمنطقة، بناءً على تجارب سابقة من مرحلة حضور إدارة ترامب الأولى في دول الخليج العربي ومع إسرائيل. أما لبنانياً، فإنّ ما بُني على مفاوضات لوقف النار، مرشح لأن يستمر في إيقاع قد يكون أكثر تشدداً في ظل الوقائع الإسرائيلية التي تريد ترجمة ما حققته تل أبيب من وجهة نظرها على الأرض في مفاوضات ترفض فيها بشدة العودة الى ما كان عليه الوضع قبل 7 تشرين الأول عام 2023. وأيّ مفاوضات قد تدخل فيها الإدارة الجديدة تتمّ على وقع تعويل لبناني، في بيروت وواشنطن، على إحداث تأثيرات مباشرة وسريعة في وقف الحرب، مع الانتقال في خطٍّ موازٍ إلى البحث في ملف الرئاسة، بعدما انتفى بعض الخوف السابق من عملية مقايضة «ديموقراطية» محتملة مع إيران، علماً أن هذا البحث لم يغب إلى الأيام القليلة التي سبقت انتخاب ترامب عن نقاشات في واشنطن وفي دول أوروبية فاعلة، ليس عن طريق تحضير سلّة متكاملة للحل، بل لوضع بعض القواعد الأولية تمهيداً للكلام الجدّي.
اللواء:
حرب «كسر عظم» لأسابيع لتحديد دور حزب الله بعد وقف النار
جعجع لا يمانع من انتخاب رئيس بلا الشيعة.. والحركة في مطار بيروت منتظمة
بعد ليلة دامية، ومدمرة، لامست حدود مطار رفيق الحريري الدولي، وأجهزت على بنايات ومجمعات سكنية، لا ذنب لها، سوى انها بنيت في جغرافيا «الضاحية الجنوبية» التابعة لمحافظة جبل لبنان، وهي عند المداخل الجنوبية للعاصمة وعند المداخل الشرقية والشمالية أيضاً، اعتبرت قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي ان الطرق الدولية التي تربط جغرافيا الجنوب والبقاع بالعاصمة، وبالضاحية يجب قطعها او تعطيلها، وهذا ما حدث عند حاجز الجيش اللبناني عند نهر الاولي لجهة الشمال، مما ادى الى استشهاد 3 مواطنين كانوا داخل السيارة المستهدفة، واصابة 3 جنود من الجيش اللبناني، و6 جنود من الوحدة الماليزية العاملة في اطار القوة الدولية، حيث صادف وجودها هناك اثناء الغارة.
ودخلت المعركة صواريخ جديدة من نوع «فاتح 110» وضربت قاعدة عسكرية للمرة الاولى على مرمى قريب من مطار بن غوريون جنوب تل ابيب.
وطاولت الصواريخ حيفا وخليج حيفا والكريوت ونهريا وصفد، وسيطر الخوف على الشارع الاسرائيلي، الذي عاش يوماً عاصف تحت اصوات صفارات الانذار.
ومع ذلك، بقيت الحركة منتظمة في مطار رفيق الحريري الدولي، على الرغم من استهداف محيطه بالغارات المكثفة والعنيفة، في اطار الضغط، لعدم استهداف مطار بن غوريون في تل ابيب.
وعليه كشفت وحسب المصادر لاعطاء رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الضوء الاخضر «لتنظيف لبنان» من حزب لله على حد وصفه الدقيق وكما يدعي طبعا بانتظار مرحلة جديدة خالية كليا من الحزب العسكري والسياسي ايضا.
ومن مترتبات ذلك، في اليوم التالي للحرب، عدم السماح لحزب لله بالمشاركة في الحياة السياسية للسير بالتسوية والحل، فتمثيل الحزب ممنوع في المجلس النيابي والحكومة، والشيعة يمثلهم رئيس مجلس النواب نبيه بري والشخصيات الشيعية المستقلة البعيدة عن الحزب.
وكانت وصلت رسائل لجهات سياسية لبنانية رفيعة المستوى من ان ترامب بعدم فوزه سيعمل لانهاء الحرب ولكن شرط انهاء وجود حزب لله في المعادلة السياسية، بعد ان استطاع العدو كما يزعمون من القضاء على تسعين في المئة من الترسانة العسكرية للحزب ومن اقصاء ابرز قادته حسب المصادر الدبلوماسية.
وفي ماخصّ لبنان، بقي الترقّب سيد الموقف لجهة، تنفيذ ترامب للتعهد الخطي الذي قدمه للجالية اللبنانية «بوقف الحرب والمعاناة والدمار ودعم ازدهار لبنان، وإنجاز السلام الحقيقي في الشرق الاوسط قريباً جداً».
إذ قد يغير رأيه عند ممارسة مهامه عملياً، وفق طريقة تعامله مع الكيان الاسرائيلي، ومدى مراعاته لمطالب اسرائيل ومصالحها وتعامله مع الظروف التي تسود حالياً بعد قرار رئيس الكيان بنيامين نتنياهو الاستمرار في الحرب، وحقوق لبنان في استعادة اراضيه المحتلة، ولم يضغط بما يكفي لوقف الخروقات الاسرائيلية المتمادية للقرار 1701 وللذهاب نحو تنفيذه كاملا من جانبي الحدود اللبنانية- الفلسطينية.
اما اذا قرر تنفيذ تعهده الخطي للجالية اللبنانية، فيجب ترقّب كيف سينفذ هذا التعهد، ووفق اي سيناريو او تسوية سياسية، وعلى اساس مصلحة مَنْ؟ مصلحة اسرائيل على حساب مصلحة لبنان، أم يُراعي ايضا مصلحة لبنان وحقوقه كما سيراعي بالتأكيد مصلحة اسرائيل؟ والأهم، هل سيفي بوعده إعادة الازدهار الى الشرق الاوسط ومنه وفي قلبه لبنان، ويوقف مسلسل الحروب والتعديات والانتهاكات الاسرائلية التي لم تتوقف ولا يوم في لبنان منذ إقرار القرار 1701 في مجلس الامن الدولي؟ وفي فلسطين برغم إقرار اكثرمن اتفاق بين الكيان الاسرائيلي والسلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية والتي اسقطتها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة؟
لا شك ان فترة الشهرين ونصف الشهر الفاصلة عن تسلم ترامب مهامه الدستورية، ستكون ساخنة اذا لم يستطع خلال اتصالاته وضغوطه على الكيان الاسرائيلي وقف الحرب على لبنان، هذا اذا إتضحت علاقته الشخصية بنتنياهو، فعليها تُبنى الامور، إما تجاوب اسرائيلي وإما استمرار التصعيد في الوقت الضائع. علماً ان صحيفة «فايننشال تايمز» نقلت امس «عن مصدر مطلع، أن هناك تفاهماً بين نتنياهو وترامب على العمل لإنهاء الحروب.وأن «نتنياهو لن يقوم بأي خطوة كبيرة في لبنان وغزة قبل تنصيب ترامب»؟!
وبالانتظار، استمر الحراك السياسي الدبلوماسي الخجول، وسجلت امس، زيارة سفيري فرنسا هيرفيه ماغرو ايطاليا في لبنان فابريزيو مارشيللي لبطريرك الماروني الكردينال بشارة بطرس الراعي. وقالت مصادر دبلوماسية متابعة لـ«اللواء» ان الزيارتين تقعان في سياق المشاورات التي يجريها السفراء الغربيين لا سيما الفرنسي، ولا جديد فيهما سوى متابعة المجريات اللبنانية على الارض، لا سيما كما قال السفيران حول قضايا وقف الحرب ومعالجة اوضاع النازحين في مراكز الايواء، اضافة الى استمرار حث الاطراف اللبنانية على انتخاب رئيس للجمهورية «للإنطلاق في مسار جديد يمكن البلاد من الخروج من الازمة» .
اما سفير فرنسا فاطلع الراعي على «نتائج مؤتمر باريس الذي اقيم لدعم اللبنانيين ودعم سيادة لبنان، وكان اتفاق على ضرورة متابعة العمل لمنح الشعب اللبناني الأمل بمستقبل افضل».
واضاف ماغرو: نحن نبذل جهدا لتحقيق وقف لإطلاق النار، ونشجع ايضا كل المبادرات اللبنانية التي تسمح بتهيئة مستقبل افضل لهذا البلد وقلب صفحة جديدة. وانطلاقا من هذا فان فرنسا تعتبر بكل تأكيد ان للبطريرك الراعي وللبطريركية المارونية دورا اساسيا في هذا الإطار تحضيرا لمستقبل افضل للبنان وللبنانيين. كما شددنا على اهمية تقديم المساعدة للنازحين وايجاد حلول لحماية النظام التعليمي في لبنان الذي يمثل مستقبل هذا البلد.
واعلن المتحدث باسم الخارجية الاميركية ماثيو ملير ان وزير الخارجية انتوني بلينكن يعتزم مواصلة عمله لانهاء الحرب في غزة ولبنان في الفترة المتبقية من ولايته قبل ان يتسلم الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه.
دريان في السراي الكبير
ومجمل التطورات عرضها مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان مع الرئيس ميقاتي في السراي الكبير.
وشدد الرئيس ميقاتي، أن المرحلة الراهنة تتطلب تعاون جميع القيادات اللبنانية وتعاضدها من أجل مواجهة تداعيات العدوان الاسرائيلي على لبنان وحماية اللبنانيين من الشرور والفتن التي يسعى اليها العدو الاسرائيلي. و»بعد اللقاء اكد المفتي دريان «ان دار الفتوى وما تمثل، وطنيا وإسلاميا، تدعم وتؤيد جهود الرئيس ميقاتي في كل ما ينقذ لبنان من العدوان الصهيوني بالإضافة الى الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمعيشية لتنعكس إيجابا على مصالح وحاجات الناس اليومية وإيقاف عذاباتهم.
قال: «آن الأوان لجميع القوى السياسية ان يحسموا إنجاز الاستحقاق الرئاسي، ولا يمكن ان يبقى لبنان من دون رئيس للجمهورية، على الجميع ان يتعاونوا من اجل انتخاب رئيس بالسرعة الممكنة وإلا سيبقى البلد مشرعا على الاحتمالات كافة، ونحن يهمنا جدا ان يكون هذا البلد مستقرا وآمنا ومطمئنا، وأولى خطوات الاستقرار والأمان وقف إطلاق النار وانجاز انتخاب رئيس جامع». وقال «لدينا ملء الثقة بان دولته سيحمل امال وتطلعات اللبنانين في القمة العربية المزمع عقدها في المملكة العربية السعودية بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز».
مواقف جعجع وتوقعاته
وتوقع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع استمرار المعارك بين 3 او 4 اشهر، لا بل تفاقمها اكثر من السابق فطرفا النزاع يعتبران انهما امام فرصة لتعزيز مواقفهما قبل التوصل الى واقع يفرض محدودية التحرك.
واشار جعجع الى ان الاسرائيلي يتحضر للمرحلة الثانية، ولا اعرف ان كانت حتى الليطاني ام لا، ولكن الامر سيان، ولو ان المرحلة الاولى كانت الاصعب، لانها الخط الاحمر للحزب، حيث التحصينات الاساسية والتمركز الرئيسي، وهذا كله سقط للأسف.
ولاحظ جعجع اننا على ابواب حرب بين اسرائيل وايران، ولن تنتهي (حسب اعتقاده) من دون ضرب المنشآت النووية الايرانية، خصوصاً بعد وصول ترامب الى الرئاسة، والذي اعطى الضوء الاخضر لنتنياهو، وهذا عنوان المرحلة الآتية على مدى شهر ونصف شهر.
وكشف جعجع ان آموس هوكشتاين طرح تطبيق الـ1701 بكل مندرجاته، ومراقبة تهريب الاسلحة عبر الحدود، على ان نتمتع اسرائيل بحق التدخل في أي وقت اذا ما رأت اي عملية تهريب، وهذا الطرح هو الأسوأ الذي وقعنا به نتيجة عدم تنفيذنا لضبط الحدود.
جلسة انتخاب بلا الشيعة
وفي موقف يطرح اكثر من علامة استفهام، ويؤشر الى منحى انقسامي، اذ اعلن جعجع في حوار مع المؤسسة اللبنانية للارسال (L.B.C.I): اقبل بجلسة لانتخاب رئيس للجمهورية لا تشارك فيها الطائفة الشيعية، والدستور يجيز ذلك، والميثاق الوطني ايضاً، فإذا رفض الموارنة على سبيل المثال أمراً، فهل يعطل البلد على إثره..
وتوقف جعجع عند مسألة انتخاب قائد الجيش، وقال: هناك كتل نيابية كثيرة مع انتخابه، ولا فيتو من قبلنا عليه، لكن قبل ترشيحنا له رسمياً، سنتحدث معه لنطلع على مقاربته لبعض الأمور، مشيرا الى ان الرئيس التوافقي يعني «لا رئيس» والحكومة التوافقية تعني لا حكومة.
واعتبر جعجع انه منذ انطلاق جبهة الاسناد كانت حسابات «حزب لله» خاطئة في مجملها، والنتيجة اليوم اثبتت ذلك، معتبرا ان ما يجري اليوم هو تماماً ما خطط له الاسرائيلي.
واكد جعجع: لا اخشى من اندلاع حرب اهلية، وما من فريق لبناني يريدها واليوم لا قرار بالحرب، ولو انه من الطبيعي حدوث بعض الاشكالات التي تعالج بشكل فوري، كما تعمل القوى الامنية والجيش.
تحرك لمواجهة الاجرام الاسرائيلي بحق التراث
في مجال آخر، اعتدى الجيش الاسرائيلي على البيت التراثي المعروف «بالمنشية» الذي كشف «عن حقد على لبنان وشعبه، وموروثه الاثري والثقافي» على حد تعبير وزير الثقافة محمد وسام مرتضى، الذي قرر توجيه شكوى الى الامم المتحدة، ومنظمة اليونيسكو.
والمعروف ان مبنى المنشية، قريب من قلعة بعلبك، وهو من اقرب النقاط الى المعابد.
وتجتمع منظمة اليونيسكو الإثنين المقبل لمناقشة «تعزيز حماية» المواقع الأثرية اللبنانية من القصف الاسرائيلية.
الوضع الميداني
ونصبت المقاومة الاسلامية كميناً لقوة مشاة حاولت التقدم باتجاه يارون وأوقعوا افرادها بين قتيل وجريح.
وكانت الغارات الاسرائيلية استمرت من منتصف ليل امس الاول وطيلة نهار اليوم على مناطق الضاحية الجنوبية ومناطق الجنوب كافة تقريباً وبعض مناطق البقاع، وأسفرت عن ارتقاء عدد من الشهداء واضرار مادية كبيرة. كما اغار طيران مسير على حاجز الجيش اللبناني عند نهر الاولي مدخل صيدا الجنوبي، ادت الى ارتقاء ثلاثة اشقاء من آل شومر من بلدة السكسكية واصابة 3 جنود من عناصر حاجز الجيش و5 عناصر من ققوات اليونيفيل صودف مرور سيارتهم عند الحاجز، وشن غارة على سيارة مدنية تقودها سيدة على طريق عاريا- الجمهور ادت الى استشهادها. كما سقط شهيدا مساء في غارة على سيارة على الطريق بين الدوير وأنصار.
وحتلال الإسرائيلي امس، مقتل 5 جنود في معارك في جنوب لبنان، ومقتل جندي في كتيبة الهندسة 605 اللواء 188، فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية انه قضى بصواريخ أطلقها حزب لله مساء أمس الاول على مستعمرة أفيفيم في الجليل.
واعلنت وزارة الصحة في الكيان الاسرائيلي: إن إجمالي عدد الإصابات التي دخلت المستشفيات منذ 10 تشرين الأول 2023 بلغ 21,774 شخصاً. واعترفت الوزارة بـ90 إصابة منذ التحديث الأخير الأربعاء، بينها 21 في الشمال خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
اما على جبهة المواجهة، فقد دارت اشتباكات عنيفة منذ منتصف الليل وحتى صباح امس،، بين عناصر المقاومة وجيش الاحتلال الاسرائيلي عند اطراف بلدتي رميش ويارون لناحية ملعب يارون مقابل مستوطنة دوفيف. وسجلت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين الطرفين على تخوم بلدة عيتا الشعب عند محاولة الجيش الاسرائيلي التسلل الى الاراضي اللبنانية.
واعلنت المقاومة في سلسلة بيانات انها استهدفت مساء امس الاول تحركًا لقوات الجيش الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لبلدة مارون الراس للمرّة السادسة، بصليةٍ صاروخية. كما استهدفت امس، قوة مشاة حاولت التقدم باتجاه بلدة يارون، وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح.
واستهدفت المقاومة تباعاً تجمعات لقوات جيش العدو الإسرائيلي في: مستوطنة حانيتا وفي مستوطنة ليمان، وفي ساعر، وعند بوابة مستعمرة هرمون. وتحركًا لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند بوابة فاطمة على الحدود اللبنانية الفلسطينية قبالة بلدة كفركلا. وفي مستوطنة شوميرا. وفي مستوطنة دوفيف، و في ثكنة راميم. وتجمعاً لقوّات جيش العدو الإسرائيلي شرق بلدة مارون الراس. كما افيد عن انقلاب آلية عسكرية اسرائيلية عند اطراف بلدة مارون الراس ما ادى الى إصابات بطاقمها.وقصفت المقاومة الإسلامية مستوطنة يفتاح، ومستوطنة كريات شمونة ومستوطنة المنارة.و موقع البغدادي. وقصفوا في الوقت ذاته ثكنة يفتاح.
وذكرت صحيفة «معاريف» العبرية: أحرقت صواريخ حزب لله يوم أمس 8 مبانٍ بالكامل في مستوطنة أفيفيم. كما اعلنت القناة 12 العبرية عن أضرار في البنية التحتية لشبكة الكهرباء في كريات يام في خليج حيفا عقب إطلاق صواريخ من لبنان ما أدى لانقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة. وسقوط صاروخ بشكل مباشر داخل سيارة.
وأدت الخسائر، حسب وزارة الصحة الى استشهاد 3103 شخصاً واصابة 13856 منذ ت1 (2023).
واعتبر رئيس اركان اليش الاسرائيلي هاليفي هارسي ان اكبر انتصار اعادة سكان المستوطنات الشمالية الى مساكنهم بأمان.
البناء:
بوتين يرحّب بالحوار مع ترامب… ومعهد الأمن القومي في الكيان يحذّر من التفاؤل
المقاومة تمسك المبادرة براً وناراً… والاحتلال مربك بين العجز الميدانيّ والأوهام
جعجع يذهب بعيداً: لرئاسة دون الشيعة وحرب تدمّر النووي الإيراني… ولا سلاح
كتب المحرّر السياسيّ
يبدو المسار الأميركي الروسي أول المسارات الجاهزة للحركة في مرحلة دونالد ترامب الرئاسية، حيث تحدّث ترامب عن تواصل قريب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال بوتين إنّه مستعدّ للتحدّث مع ترامب، بعد أن أبدى رغبة في استعادة العلاقات مع روسيا، وأضاف أن أي أفكار بشأن تسهيل إنهاء أزمة أوكرانيا تستحق الاهتمام، وترامب مصرّ من جهته على امتلاكه تصوراً للتسوية في الحرب الأوكرانية تقبلها روسيا، وقد سبق للحزب الجمهوري الذي مثله ترامب في الانتخابات الرئاسية وفاز معه بأغلبية مجلس الشيوخ، ويمكن أن يمضي معه نحو الفوز بأغلبية مجلس النواب، أن أوقف العمل بالموازنة الأميركية وإقرارها لرفضه المصادقة على تمويل الحرب في أوكرانيا.
على ضفة موازية، وفي ظل احتفالات بفوز ترامب في معسكر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وحلفائه في اليمين الديني والقومي المتطرّف، صدر عن معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب تقرير لافت يدعو لخفض سقف التفاؤل، والتحسّب لما قد تحمله ولاية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وتوقع التقرير تركيز ترامب على السعي لتحقيق إنجازات اقتصادية تلبي وعوده الانتخابية، وتوجّهه نحو المواجهة الاقتصاديّة مع الصين من بوابة فرض الضرائب والرسوم الجمركيّة على البضائع المستوردة خصوصاً من الصين لفتح الطريق لإنعاش الصناعة والزراعة، ورأى التقرير أن هذه الأولوية سوف تجعل السياسة الخارجية لترامب بعيدة عن الاستجابة لأي دعوات للحروب ولم يستبعد أن يذهب ترامب إلى استئناف المفاوضات مع إيران سعياً لاتفاق نووي جديد، ناصحاً حكومة الكيان بعدم المعارضة لأن الظروف لا تسمح بتكرار الموقف خلال الاتفاق النووي الذي وقعه الرئيس السابق باراك أوباما.
في ميدان المواجهة على حدود لبنان الجنوبية تثبت المقاومة حضورها وإمساكها بزمام المبادرة في الجبهة البرية، وقد تصدت لمحاولات تسلّل على أطراف بلدتي مارون الراس ويارون، وعلى جبهة تبادل النيران، أثبتت المقاومة رداً على الغارات المستمرة لجيش الاحتلال قدرتها على إيصال صواريخها بتقنياتها وأحجامها المختلفة الى عمق الكيان، وفرض نزول أربعة ملايين مستوطن إلى الملاجئ عدة مرات في يوم واحد، بينما تحوّل تهديد المقاومة بجعل حيفا كريات شمونة أخرى إلى أمر واقع تتحدّث عنه وسائل إعلام الكيان، فيما تعيش مستوطنات الحافة الأماميّة تحت نيران المقاومة ويسقط فيها جنود الاحتلال قتلى وجرحى لدقة إصابات صواريخ المقاومة وطائراتها المسيّرة.
داخلياً كان لافتاً وفقاً لمصادر سياسية متابعة المدى الذي ذهب إليه خطاب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي بدا منفصلاً عن الواقع، كما قالت المصادر، مسوّقاً إنجازات لجيش الاحتلال لا يدّعيها رئيس أركان هذا الجيش، كمثل النجاح باحتلال 200 كلم مربع. وتساءلت المصادر عن نوع الوهم الذي يعيشه جعجع بتوقعات من نوع استهداف المنشآت النووية الإيرانية تمهيداً لتسوية لا مكان لسلاح حزب الله فيها.
والأغرب حسب المصادر كان أن يبني جعجع على هذا التحليل دعوة سياسية الى انتخاب رئيس للجمهورية دون الطائفة الشيعية واعتبار ذلك أمراً مقبولاً ميثاقياً، دون أن يجيب عن كيفية تحقيق ذلك دون دعوة من رئيس مجلس النواب الشيعيّ؟
وأعلن المرشد الإيراني السيد علي الخامنئي خلال لقاءٍ مع أعضاء مجلس خبراء القيادة في إيران أنّ «الجهاد المستمر بقوّة في لبنان وقطاع غزّة وفلسطين المحتلة سيؤدي حتمًا إلى الانتصار». وقال إنّه «وبحسب ما يُفهم من التطورات الجارية، والوعد الإلهي، فإنّ انتصار الحق ومحور الحق وجبهة المقاومة قطعيّ».
وأشار إلى أنّ هذه الأيام «تتزامن مع أربعينية استشهاد مجاهد عصرنا الكبير الذي ما كان يعرف الكلل الشهيد السيد حسن نصر الله عليه رحمة الله.. نُحيي ذكراه وذكرى الشهيد إسماعيل هنية، والشهيد السيد هاشم صفي الدين، والشهيد يحيى السنوار، والشهيد نيلفروشان، وباقي شهداء المقاومة»، مضيفًا «نحيي ذكراهم كما نحيي ذكرى شهادة الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي، ونسأل الله الدرجات العليا لكل هؤلاء الشهداء الأبرار».
وشدّد الخامنئي على أنّ «الشهيد السيد حسن نصر الله وغيره من شهداء هذه الأيام الأعزاء، رفعوا من عزة الإسلام حقًا، كما رفعوا من عزّة جبهة المقاومة وقوتها».
وتابع عن نصر الله «سيدنا العزيز استشهد وباستشهاده نال أعلى المراتب وما كان يتمنّاه، لكنّه ترك هنا إرثًا كبيرًا وهو حزب الله»، مردفًا أنّ «حزب الله بفضل شجاعة السيد وحكمته وصبره وتوكله العالي نما وتعاظم وتحوّل إلى قوةٍ لم يتمكّن العدوّ من هزيمتها على الرغم من كلّ إمكانياته المادية والإعلامية وإن شاء الله لن يتمكّن من ذلك».
وواصلت المقاومة عملياتها النوعية فأعلنت استهداف مستعمرة «الكريوت» شمالي مدينة حيفا المُحتلّة بصلية صاروخيّة، ومستعمرات شلومي وشوميرا ويفتاح ودوفيف.
وقصفت قاعدة «ستيلا ماريس» البحريّة (قاعدة استراتيجية للرصد والرقابة البحريين على مستوى الساحل الشمالي) شمال غرب حيفا، بصلية صاروخيّة، وقاعدة «إلياكيم» (تحوي معسكرات تدريب تتبع لقيادة المنطقة الشماليّة في جيش العدو الإسرائيلي) جنوبي مدينة حيفا المُحتلّة، بصلية صاروخيّة نوعية.
برياً كَمَنَ مجاهدو المقاومة الإسلامية لقوة مشاة حاولت التقدّم باتجاه بلدة يارون، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.
ونشر الإعلام الحربي في المقاومة مشاهد من عملية استهداف المقاومة الإسلامية مدينة صفد المحتلة بصواريخ «ملاك 1». كما نشر نشيدًا بعنوان «هَذَا زَمَانُكَ يَا سِلاحِي فَارتَقِ».
وأعلن جيش العدو في بيان، أن خمسة جنود إسرائيليين قتلوا وأصيب 16 آخرون في معارك بجنوب لبنان في الأسابيع القليلة الماضية. فيما أشارت الجبهة الداخلية الإسرائيلية الى إطلاق صفارات الإنذار في نهاريا وعكا وخليج حيفا وبلدات في الجليل الغربي. وبعد قصف المقاومة قاعدة عسكرية إسرائيلية محاذية لمطار بن غوريون ما أدّى إلى تضرره وتعطيل العمل به، أفادت القناة 12 الإسرائيلية، عن تضرر مبنى ومرأب للمركبات في كريات يام بخليج حيفا في الرشقة الصاروخية الأخيرة من لبنان.
وقالت إن «طواقم الإطفاء تتوجّه إلى موقع سقوط الصاروخ بكريات يام لإخماد النار في عدد من المركبات».
وأشارت مصادر ميدانية لـ»البناء» الى أن قصف المقاومة لقاعدة إسرائيلية قرب مطار بن غوريون وأهداف عسكرية قرب خليج حيفا، يشكل رسالة من المقاومة للعدو بأنها تملك القدرة على استهداف أي مكان في كيان العدو وتحديداً في تل أبيب، وكل حديث المسؤولين الإسرائيليين عن شلّ قدرات حزب الله الصاروخية والعسكرية مجرد ادعاءات»، كما لفتت المصادر الى أن «على قيادة العدو الاستعداد لمرحلة جديدة من التصعيد كماً ونوعاً ضد مواقعه وقواعده وتجمعاته في كامل شمال فلسطين المحتلة وخصوصاً في حيفا وتل أبيب».
وشددت المصادر على أن المقاومة تعمل على إحباط الأهداف التي وضعها العدو لهذه الحرب. كما أوضحت أن المقاومة فرضت معادلة جديدة هي استهداف قواعد عسكرية في محيط مطار بن غوريون، مقابل أي عدوان إسرائيلي على مناطق لبنانية قريبة من مطار بيروت.
في المقابل، زعم رئيس أركان العدو هرتسي هليفي، أن «لا شيء يعبر عن الانتصار أكثر من إعادة الإسرائيليين إلى بلداتهم في الشمال بأمان»، لافتاً الى أنه «في كل تسوية سياسية لو تحققت سيتعيّن على الجيش الإسرائيلي ملاحقة الانتهاكات بقوة النار». فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلاً عن مصدر أمني، بأنه «بإمكان سكان البلدات الشمالية العودة إلى منازلهم بحلول نهاية العام»، وفق ما نقلت قناة الجزيرة.
الى ذلك، استمرّ العدوان الإسرائيلي على لبنان، وطالت الغارات الجنوب. وسجل استهداف لسيارة على طريق الجمهور – الكحالة أدّت الى سقوط شهيد وجريح.
وفي صيدا عند جسر الأولي استهدفت سيارة هوندا ما تسبب بسقوط 3 قتلى وعدد من الجرحى، وأفاد بيان للجيش أن «العدو الإسرائيلي استهدف سيارة أثناء مرورها عند حاجز الأولي – صيدا ما أدّى إلى استشهاد ٣ مواطنين كانوا بداخلها، إضافة إلى إصابة ٣ عسكريين من عناصر الحاجز و٤ من عناصر الوحدة الماليزية العاملة ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، وذلك أثناء مرور آليات تابعة للوحدة عند الحاجز المذكور.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 5 جنود في معارك في جنوب لبنان.
دبلوماسياً، سجلت سلسلة مواقف لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وموقف لمستشار الرئيس الجديد جو بايدن، وذكر البيت الأبيض، «أننا سنواصل العمل من أجل التوصل إلى حل في لبنان». ولفت إلى «أننا سنواصل الجهود الدبلوماسية من أجل إنهاء الحرب في غزة واستعادة الأسرى».
فيما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أن «وزير الخارجية أنتوني بلينكن يعتزم العمل في ما بقي من وقت لتحريك قضايا منها وقف إطلاق النار في غزة ولبنان».
وقالت «نواصل المحادثات مع الوسطاء لإيجاد صيغة مناسبة لوقف إطلاق النار والخروج من حالة الجمود»، مضيفة «سنواصل مساعي الضغط من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار وإيجاد طريقة لإنهاء الحرب».
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، أن «وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أكد أهمية اتخاذ خطوات فورية لمعالجة الوضع الإنساني المروع في غزة»، لافتاً الى أن «الولايات المتحدة تريد حلاً دبلوماسياً على طول الخط الأزرق يسمح للمدنيين من البلدين بالعودة لمنازلهم».
من جهته، كشف منسق العلاقات العربية لترامب بولس مسعد، في تصريح تلفزيوني، أنه «إن شاء الله أول زيارة لي ستكون الى بيروت وبأسرع وقت ممكن والموضوع قد يكون خلال الأيام المقبلة أو الأسبوعين المقبلين».
وذكر أن «سياسة ترامب في الشرق الاوسط الوصول الى سلام دائم، وكي يتحقق عليه أن يكون عادلاً وشاملاً مع ضرورة وجود خطة اقتصادية مواكبة لأي حلول بحيث إن النهوض الاقتصادي للفلسطينيين مؤثر لديمومة السلام».
ووفق تقدير جهات دبلوماسية غربية فإن المنطقة ستكون أمام فترة انتقالية وانعدام وزن في الولايات المتحدة الأميركية، فلا الإدارة الحالية ستستطيع في ما تبقى من الفترة الانتقالية تحقيق إنجاز بوقف إطلاق النار، ولا إدارة ترامب تستطيع اتخاذ أي خطوة قبل تسلم صلاحياتها الرئاسية رسمياً، ولفتت لـ»البناء» الى أن «نتنياهو سيستفيد من هذه المرحلة الانتقالية والوقت الضائع لتصعيد إضافي للعمل على تحقيق إنجازات ميدانية تغير المعادلة العسكرية والسياسية على الجبهة اللبنانية».
على صعيد آخر، كتب وزير الأشغال العامة في حكومة تصريف الأعمال علي حمية على منصة «إكس»: «مطار رفيق الحريري الدولي بيروت يعمل بشكل طبيعي». وجاء كلام حمية بعدما تعرّضت منطقة الأوزاعي بمحاذاة المطار ليل أمس لغارة عنيفة، كما سُجّلت بعض الأضرار في حرم المطار جراء قوّة القصف. وأفيد بأن لا أضرار في المطار نتيجة الغارات الإسرائيلية، واقتصر الأمر على تناثر الأحجار على المدرج الغربي وطريق الخدمة إضافة إلى أضرار بسيطة في محيط المدرج 17، وبأن عملية تنظيف المكان بدأت فجراً، كما أن الأمور عادت إلى طبيعتها والمطار يعمل بكل أقسامه وبشكل طبيعي.
المصدر: صحف