في بلدة مشغرة، في قلب البقاع الغربي، وقف الأهالي بصمود وثبات يُجسِّدون معنى الوفاء للشهداء الذين ضحّوا بحياتهم من أجل كرامة الأمة والوطن.
يقف محمد حميد نصار خلال أعمال رفع الركام وسحب جثماني ولديه وقد تداخلت مشاعر الحزن على ولديه ومشاعر الإعتزاز والإفتخار المتجسدة بارتحال قمرين من أبنائه شهداء على طريق القدس، وهم من اختار هذا الطريق رغم صعوبته، لكنه طريق الحق المستمد من كربلاء.
تشييع رمزي لشهداء بلدة مشغرة الذين قضوا إثر استهداف العدو الإسرائيلي لأحد المنازل فيها، ووالدة الشهيدين تقف وقفة اعتزاز بما قدمت وضحت محتسبة ذلك عند السيدة الزهراء عليها السلام فتقول: ” نحن من بداية حياتنا نسير على هذا النهج المقاوم وأولادنا أكملوا هذه المسيرة، وأنا أعتز وأفتخر أنني على هذا الطريق، قدمت الجميع قدم وضحى ولم أكن قد قدمت شيئا، اليوم أشكر الله أنني قدمت ولداي وأسأل الله أن يتقبلهم عنده ويحشرهم مع الزهراء عليها السلام، الشهيدان استشهدا في منزل يقيم عزاء الإمام الحسين عليه السلام ويقيم مضيفاً طيلة أيام عاشوراء وقد كانا يعملان ويخدمان في هذا المضيف”.
في مواقف والدة الشهيدين حميد وحسين محمد نصار خلاصة لما تختزله هذه الأمة، فهذه التضحيات حتما ستزهر انتصارا معبدا بدماء هؤلاء الشهداء تكمل والدة الشهيدين :” هذا هو طريقنا، الجميع يضحي ويقدم وأنا منهم وأشكر الله أنه نظر إلينا واختار منا شهيدين لا شهيد فقط، ونسأل الله أن يكون النصر حليفنا بإذن الله تعالى”.
وطن فيه مثل أم الشهيدين حميد وحسين نصار منتصرة حتما، قدمت ولديها وفي يوم دفنهما تعلن وتؤكد الثبات على نهج المقاومة حتى تحقيق الإنتصار.
المصدر: موقع المنار