مرَّةً جديدةً نكتبُ بالدمِ أحرفَ النصرِ والحقيقة، نواجهُ بعينِ الكاميرا مِخرزَ العدوِ وحقدَه واجرامَه، ونفضحُ كلَّ خيباتِه وادعاءاتِه ..
وننالُ الوسامَ بـ”وسام قاسم” ومعه – الزميلُ المصورُ الشجاع، الوسيمُ الصبورُ المقدامُ على مَرِّ ايامِ المِهنةِ ومحطاتِها الصعبة ..
وسام – ابنُ المنار البارّ – شهيداً جديداً نرفعُه بفخرٍ على طريقِ القدس، مؤمنينَ بأنَ جزيلَ العطاءِ سيُعَجِّلُ الوصولَ الى الهدفِ المنشود ..
التحقَ زميلُنا العزيزُ بركبِ الشهداء، لم يَنتظر عن زميلِه علي الهادي ياسين الا قليلاً من الايام، حتى ارتقى معه في ميدانِ المهنةِ التي من المفترضِ انها محميةٌ بما يُسمى قوانينَ الشرعيةِ الدوليةِ وحقوقِ الصحافةِ والانسان ..
استُشهدَ وسام ومعه رفيقا المُهمةِ والسلاحِ الامضى على الاحتلال – الكاميرا والصورة، التي تصيبُ المحتلَ كما تصيبُه صواريخُ المقاومينَ وبنادقُهم التي لا تنام – استُشهدَ مع زميليهِ المصور في قناة الميادين غسان نجار، ومهندسِ البث محمد رضا ..
ونحنُ الراضونَ بقضاءِ الله، الحامدونَ على كلِّ حال، الشاكرونَ لنعمةِ وسامِ الشهادة – نحنُ اُسرةَ قناةِ المنار – نتقدمُ من عائلةِ الزميلِ وسام بالتعازي والتبريكات، مواسينَ ومتشاركينَ أليمَ الفراقِ وفخرَ التضحيةِ والعهدِ بالثبات، كما نتقدمُ من القناةِ الشريكةِ بعطاءِ الدمِ وقيمِ المهنةِ والتضحية – “الميادين”- بكلِّ التعازي والمواساةِ لاستشهادِ الزميلينِ العزيزينِ غسان ومحمد ..
وكلُّ الشكرِ والتقديرِ لمن واسانا بموقفٍ او بيانٍ او اتصال، ونعاهدُ اهلَنا – اهلَ المقاومةِ وجمهورَها ومحبيها، اننا سنبقى اوفياءَ لكلِّ الدماءِ وطهرِها وغلاوتِها، من قادتِنا العظامِ الى المقاومينَ الشجعانِ ومن اهلِنا الابرياءِ الى زملائِنا الابرار، واَن نبقى قناةَ المقاومةِ مهما اشتدَ التحدي وغلتِ التضحيات ..
لن نسألَ دعاةَ حريةِ الرأيِ وحقوقِ الانسانِ من جمعياتٍ ومنظماتٍ ومؤسساتٍ دوليةٍ وغيرِ دوليةٍ التحركَ لمعاقبةِ هذا المجرمِ المفرِطِ باجرامِه، الكارهِ لكلِّ اشكالِ الحياة، ولن ننتظرَ تحقيقاً، فالقتلُ العمدُ ظاهرٌ على مقرِ اقامةٍ معروفٍ للصحفيينَ في حاصبيا، تستقرُ فيه فرقٌ لمؤسساتٍ لبنانيةٍ وعربيةٍ وعالمية، تحملُ شعارَ الصحافةِ على سياراتِها وكلِّ ادواتِها الاعلامية ..
انما عدساتُنا ومنابرُنا وكلُ اثيرِنا- والآمالُ – على الميدانِ الذي يؤدِّبُ فيه رجالُ اللهِ كلَّ يومٍ هذا الجيشَ المجرم، ويَكسِرونَ من جبروتِه، ويَعُدُّونَ قتلاهُ وجرحاهُ ودباباته المدمرة بالعشرات، وليسَ آخرَهم خمسةَ عشرَ ضابطاً وجندياً قتيلاً وعشراتُ الجرحى، باعترافٍ رسميٍّ خلالَ اقلَّ من يومين .
المصدر: قناة المنار