مركبا – العديسي – خلة وردة، اصدقُ اِنباءً من كلِّ كلام .. اما المواقفُ السياسيةُ المركَّبةُ على اجنحةٍ صهيونيةٍ فسيَتكفلُ بتفكيكِها الميدان . وكما قالَ رئيسُ مجلسِ النواب نبيه بري بعدَ لقائه المبعوثَ الرئاسي الاميركيَ عاموس هوكشتاين : اللقاءُ كانَ جيداً لكنَ العبرةَ في النتائج ..
ولانَ النتائجَ مجهولةٌ – معروفةٌ معَ مَن يدَّعي بحثاً عن وقفٍ لاطلاقِ نارٍ وهو وقودُها واساسُها وكلُّ لهيبِها الممتدِّ لاكثرَ من عامٍ بتَرَسانتِه المفتوحةِ لخدمةِ تل ابيب وملياراتِ الدولارات، فانَ الخبرَ من عمقِ الميدان، وما يراكمُه معَ الايام، وكما قالَ القائدُ العظيمُ والشهيدُ الجليلُ سماحةُ السيد حسن نصر الله : الخبرُ ما تَرَوْنَ لا ما تَسمعون ..
وما يراهُ اللبنانيون ثباتٌ اسطوريٌ لرجالِ اللهِ عندَ القرى الاماميةِ بوجهِ القواتِ الصهيونيةِ التي تحاولُ التقدم، فتُبلى بأعدادٍ يوميةٍ من القتلى والجرحى، فيما مُسيَّراتُ المقاومينَ وصواريخُهم تُمطِرُ على الدوامِ حيفا وصفد وكرمائيل وما لفَّ لفَّها، حيثُ مستوطِنُوها في الملاجئِ او على طريقِ الاِخلاء. اما النيرانُ الصهيونيةُ الحاقدةُ بتَرَسانةٍ اميركيةٍ هائلة، اَعدَمَها المقاومون الاهدافَ العسكرية، فراحَت تنتقمُ من اللبنانيينَ وبُنيتِهم الحياتيةِ وجمعياتِهم التكافليةِ والاجتماعية، فكانَ القرضُ الحسَن، الذي احسنَ الوقوفَ الى جانبِ اهلِه وبادلوهُ الوفاء. فكانَ عنوانَ صمودِهم في الحربِ الاقتصاديةِ عليهم، وهو اليومَ عنوانٌ لصمودِهم وعِزّتِهم بوجهِ الحربِ المدمرةِ التي يَشُنُها الصهاينةُ والاميركيون على لبنان، ويُهلّلُ لها بعضُ التافهين الواقفين على هوامشِ المشهد ..
وما تَطاوُلُ الصهاينةِ على قوتِ الفقراءِ والمتكافلين المُجَمَّعةِ في القرضِ الحسن، الا تأكيدٌ على افلاسِهم العسكريِّ والميداني، وهروبِهم الى الاجرامِ التدميريِّ الذي لن يُغيِّرَ بموقفِ اهلِ المقاومة، ولن ينالَ من رصيدِ الصمودِ الذي يَملِكون .. وغداً سيعودون بكلِّ ما لديهم من امكاناتٍ اجملَ مما كانت قبلَ العدوان..
واجملُ ما لديهم على الدوامِ صبرُهم وايمانُهم بالنصرِ الذي لا بدَّ آت..
والصبرُ بالصبرِ يُذْكَر، وكذلكَ الاستبسال، وساحاتُ جباليا وكلُّ مدنِ غزةَ الفعلُ والعنوان، فبعدَ ان اذاقَ المقاومون جيشَ الاحتلالِ مُرَّ الانتقامِ بقتلِ قائدِ لواءٍ واصابةِ مجموعةٍ من كبارِ ضباطِه بالامس، عادَ الصهيونيُ ليُغطّيَ عجزَه بالميدانِ عبرَ ارتكابِ المجازرِ بحقِّ المدنيين، واحكامِ الحصارِ عليهم فارضاً مجاعةً تحتَ اعينِ واسماعِ العالمِ وقراراتِ اممِه المتحدة.
المصدر: قناة المنار