من رحم الفقر والمعاناة ولد القرض الحسن مطلع الثمانينات.. كبارقة امل للفقراء خرجت هذه المؤسسة التكافلية الاجتماعية الى الضوء آخذة على عاتقها هم رفع الكثيرمن الاعباء عن عشرات آلاف العائلات الفقيرة بقروض ميسرة من دون فائدة.
نما القرض الحسن عاما بعد آخر وكان على قدر التحدي والرهان حتى امتدت فروعه الستة والثلاثين شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وبات مؤسسة لا تعرف حدودا مناطقية او طائفية.
المؤسسة المرخصة من وزارة الداخلية منذ العام سبعة وثمانين، لم ترفع اي شعار حزبي منذ التأسيس وهو ما ساعدها على استقطاب المواطنين من مختلف الطوائف اللبنانية وبوقوفها الى جانب اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم حظيت مؤسسة القرض الحسن بثقة شريحة واسعة منهم، يلجأون إليها كلما ضاقت بهم السبل لإيمانهم بسعيها الدؤوب لرفع الاعباء عن كاهلهم.
المؤسسة التي لم ترفع اي شعار حزبي منذ التأسيس وضعتها الادارات الاميركية تحت المجهر منذ العام الفين وسبعة، حيث حظرت وزارة الخزانة الاميركية المؤسسة، وفرضت عقوبات جديدة على أفراد قالت انهم مرتبطين بالمؤسسة عم الفين واحد وعشرين، لتُضاف إلى عقوبات أخرى فُرضت سابقاً عليها في نيسان ابريل من العام الفين وستة عشر زاعمة ان المؤسسة تنقل اموالا بشكل غير مشروع الى حزب الله وتقوض استقرار الدولة اللبنانية.
لم تؤثر العقوبات على عمل المؤسسة التي بقيت عصية على كل محاولات التضييق الاميركية، فوسعت من تقديماتها اكثر فأكثر، ليأتي دور التجييش من بعض المؤسسات الاعلامية المعروفة بتوجهاتها السياسية محاولة تشويه صورة المؤسسة على مدى السنوات الماضية وصلت الى التحريض العلني على هذه المؤسسة التكافلية الاجتماعية خلال العدوان الصهيوني على لبنان ما شكل استدعاء صريحا لاستهدافها الى جانب مؤسسات اخرى.
طال الاجرام الصهيوني مباني القرض الحسن على مختلف الاراضي اللبنانية، المؤسسة التي قصفت خلال عدوان تموز الفين وستة لم تنحني امام العدوان وما استهدافها من جديد إلا محاولة بائسة لكسر إرادة القيمين على هذه المؤسسة التي وجدت لخدمة الناس وستعود لخدمتهم في اقرب فرصة.
عَجَزَ العدو الاسرائيلي في العسكرِ والميدانِ، فلجأَ إلى ما فَشِلَ بتحقيقِه سابقًا ليحظَى بانهزامٍ جديد. عدوانٌ صهيونيٌ جويٌ استهدفَ فروعَ جمعيةِ مؤسسةِ القرضِ الحسن، الجمعيةُ المدنيةُ الاقتصاديةُ التي خرَجت من بيئةِ المقاومةِ وعمِلت على خدمتِها والوقوفِ الى جانبِها منذُ العامِ 1982.
من الضاحيةِ الجنوبيةِ لبيروت، إلى النبطية وصور في الجنوب، وصولًا الى بعلبك والهرمل، اَلحقَ العدوانُ الدمارَ بفروعٍ عدةٍ للجمعية، ولكنْ اِن دُمرَ الحجرُ فانَ الدورَ لن يَهزَّه شيء.
وعن الحديثِ معَ مواطنينَ تعاملوا وما زالوا معَ القرضِ الحسن، فانَ الوقوفَ الى جانبِ هذه المؤسسةِ اليومَ لا ينفصلُ عن الوقوفِ الى جانبِ المقاومةِ التي تقاتلُ عندَ الحدودِ ولا عن اصلِ التّمسكِ بخِيارِ الدفاعِ عن لبنانَ وشعبِه ودعمِه في ازماتِه كما حصلَ في الازمةِ الاقتصاديةِ الاخيرة.
اذن، وكما خرجت جمعيةُ القرضِ الحسن قويةً من عدوانِ تموزَ 2006 ، وكَبُرت ونمَت وازدادت فروعاً وقدرات، فانها على هذه الصورةِ ستكونُ مستقبلاً، لانها من اهلِ المقاومةِ ولاهلِ المقاومة.
المصدر: المنار