في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان جراء العدوان الصهيوني، تتكاثر المبادرات الإنسانية التي تهدف إلى مد يد العون للعائلات النازحة والوقوف إلى جانبها، باعتبار هذه الجهود جزءًا من المقاومة والصمود في وجه العدوان. من بين هذه المبادرات المضيئة، يبرز المطبخ المركزي في منطقة البسطة التحتا في بيروت، الذي يسهم يوميًا في تخفيف معاناة النازحين.
هذا المطبخ، الذي يجسد روح التضامن، يقدم نحو 7,000 ساندويش يوميًا تُوزَّع على العائلات في مراكز الإيواء المجاورة. المبادرة، على الرغم من كونها فردية، تضم فريقًا يتألف من أكثر من 80 متطوعًا، يعملون بتفانٍ منذ ساعات الصباح الأولى لتحضير الطعام وتوزيعه، إيمانًا بأن خدمة النازحين هي فعل مقاومة لا يقل أهمية عن أي مواجهة أخرى.
في كل رغيف يُطوى، وفي كل وجبة تُقدَّم، يظهر معنى التضامن الحقيقي، حيث يجد النازحون في هذه المبادرة ملاذًا دافئًا، تأكيدًا على أن الصمود ليس فقط في ساحات المعركة، بل أيضًا في خدمة الإنسان، وحماية كرامته.
وفي إطار متابعة أوضاع النازحين في مراكز الإيواء والشقق السكنية التي تضم العائلات النازحة، بادرت لجنة إمداد الإمام الخميني في مختلف المناطق اللبنانية إلى توزيع مساعدات إنسانية شملت الاحتياجات الأساسية لهذه العائلات، تعزيزًا لروح التكافل والرعاية الاجتماعية التي تقوم عليها اللجنة.
تأتي هذه المبادرة امتدادًا لنهج اللجنة في دعم الفئات الأكثر حاجة، حيث تم توفير مواد غذائية، ألبسة، ولوازم معيشية تهدف إلى تخفيف معاناة النازحين وتوفير حياة كريمة لهم. وتشمل الجهود كذلك متابعة الحالات الصحية والاحتياجات الطبية بالتنسيق مع الهيئات المعنية لضمان حصول العائلات على الرعاية اللازمة.
تُجسد هذه الخطوة الأهداف الأساسية التي تأسست عليها اللجنة، والمتمثلة في الوقوف إلى جانب المحتاجين في أوقات الشدة، ودعمهم ماديًا ومعنويًا بما يسهم في تعزيز صمودهم وتخفيف أعبائهم. وتؤكد اللجنة على التزامها بمواصلة تقديم المساعدات بالتوازي مع أي احتياجات إضافية قد تطرأ، لتلبية متطلبات النازحين خلال هذه الأزمة.
المصدر: المنار