كشف تقرير بثته قناة “سي بي اس” الامريكية إنه من المتوقع أن يزور الرئيس الأمريكي باراك اوباما المملكة العربية السعودية في 21 أبريل/نيسان الجاري، في وقت يدرس فيه مسؤولو المخابرات الاميركية إمكانية الكشف عن احدى أكبر الوثائق سرية في البلد والمعروف بوثائق الـ”28 صفحة”، الذي يكشف عن أحداث 11 سبتمبر/أيلول واحتمالية وجود شبكة دعم سعودية للمختطفين أثناء تواجدهم في الولايات المتحدة.
يذكر أن التقرير أعدته ونشرته لجنة من الحزبين الديمقراطيي الجمهوري عام 2003 ويبلغ 800 صفحة، وقد تم كشف تلك الصفحات ما عد الجزء الاخير والمكون من 28 صفحة، فقد بقي سريا لأسباب أمنية لم يعرفها الا القليل.
الوثائق التي ظلت مخفية لمدة 13 سنة، تطرق إليها تقرير قناة سي بي اس الأمريكية وعبر برنامج “60 دقيقة” من خلال مقابلة عدد ممن تسنى لهم الإطلاع عليها. ومن الذين تسنى لهم الاطلاع على تلك الصفحات المخفية السيناتور الأمريكي السابق بوب غراهام، كان إحدى هذه الشخصيات.
وقد تولى السيناتور الأمريكي السابق بوب غراهام رئاسة لجنة التحقيق في الإستخبارات الأمريكية، كمان كان الرئيس الشريك في لجنة التحقيق الثنائية المشتركة لمجلس الشيوخ حول الفشل الإستخباراتي أثناء أحداث 11 من سبتمبر/أيلول 2001. ولم يفصح السيناتور بوب غراهام عن المعلومات السرية داخل الـ28 صفحة سوى أنه تحدث عن شبكة أشخاص يعتقد أنهم دعموا المختطفين أثناء إقامتهم في الولايات المتحدة.
وقال بوب غراهام في حديثه مع قناة “سي بي اس”: “لا يصدق بأن 19 شخصاً – أغلبهم لم يتكلموا اللغة الإنكليزية قط ولم يذهبوا إلى الولايات المتحدة من قبل ولم يحصلوا على تعليم ثانوي – إستطاعوا تنفيذ مهمة معقدة كهذه من دون بعض الدعم من داخل الولايات المتحدة”. ورداً على سؤال ستيف كروفت: أتعتقد أن الدعم أتى من المملكة السعودية؟
أجاب بوب غراهام بلا تردد: “أجل بالتأكيد.” مضيفا: “اعني هناك دعم جوهري.” حسبما يورد الفيديو المسجل للبرنامج بموقعه على الانترنت علاوة على تقرير مرفق. وأشار غراهام إلى أن الدعم “لم يأت من جهة محددة، بل شاركت به الحكومة السعودية إلى جانب ممولين وجمعيات تعمل تحت الغطاء الخيري.” وقال غراهام إن الدور السعودي تم التعتيم عليه من أجل حماية العلاقة الحساسة مع تلك المملكة”!
يتحدث التقرير بتفاصيل دقيقة عن الذين ساعدوا المواطنين السعوديين في التعلم والتدرب على قيادة الطائرات، ومن ثم الاستيلاء على الطائرات وتوجيهها إلى مباني مركز التجارة العالمي والبنتاغون.
ويذكر في التقرير أن المواطنين السعوديين عندما وصلوا إلى الولايات المتحدة، لم تكن لديهم خبرة في الطيران، ولكن بفضل مساعدة ممثل السلطات السعودية، عمر البيومي، تم تزوديهم بالمال وتسجيلهم في مدرسة تعليم الطيران.
كريستين جيليبراند، صرحت أنه من الضروري رفع السرية عن هذه الوثائق، قبل زيارة أوباما إلى السعودية المقررة في 21 أبريل/ نيسان، “إن هذا ضروري لكي يستطيع الرئيس أن يناقش مع الجانب السعودي القضايا التي جاءت في التقرير”. أما عضو الكونغرس السابق من ولاية فلوريدا، ومدير وكالة المخابرات المركزية، بورتر غوس، فيقول أن المعلومات عن تورط السعودية بهجمات 11 سبتمبر/ أيلول بقيت سرية لأسباب سياسية”.
المصدر: وكالات