” الليلة الأصعب على كيان الإحتلال منذ بدء معركة “طوفان الأقصى”، هكذا وصف اعلام العملية، عملية المقاومة الإسلامية، التي استهدفت معسكراً لجيش الاحتلال في منطقة “بنيامينا” جنوب حيفا، وفتحت الباب على مصراعيه، أمام إعادة النظر في مجمل الخطاب الإعلامي الإسرائيلي، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان.
هجوم المقاومة في منطقة جنوب حيفا، شقت الأفق لإعادة الحسابات والنقاش المتخبط في الأوساط الصهيونية، خاصة بعد حالة النشوة العارمة التي أصابت الكيان في الأسابيع الماضية، بعد مجزرة البايجر واغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله (قده). انطلاقاً من هذه العملية، بدأ الحديث أكثر جدية وواقعية لدى قيادات الكيان الصهيوني وإعلامه وحتى جمهور المستوطنين، عن جدوى العدوان على لبنان، وما قيل إنها استهدفت القوة الصاروخية لدى حزب الله.
ولتسليط الضوء على ما يحدث داخل الكيان الصهيوني إثر تصاعد القصف الصاروخي لحزب الله، وتحذير المقاومة بتحويل حيفا إلى كريات شمونة والمطلة، أجرى موقع المنار في حديث مع الخبير في الشؤون الاسرائيلية غسان محمد، حيث أشار إلى أن التقديرات الصهيونية تقول إن عمليات حزب الله الأخيرة، هي الأولى من ونوعها ولن تكون الأخيرة.
ونوه خبراء صهاينة إلى أن حزب الله بدأ يغير موازين القوى لصالحه خلال المواجهة الحالية منذ أسبوعين وحتى الآن، وهذا ما تشير إليه الأوساط العبرية بأن ما جرى في بنيامينا، هو أكبر فشل للمنظومة الدافاعية لجيش العدو.
هذا وقد أحصى الخبير في الشؤون الاسرائيلية، ما يعزز من هذه الأقوال والتي تصب جميعها في خانة خيبة الأمل الصهيونية الناجمة عن ضربات حزب الله لقلب حيفا بعد كل التصريحات التي تحدثت عن إنجازات تكتيكية للكيان الصهيوني.
بدأت الأسئلة الجدية والموضوعية تطرح لدى المحللين في الكيان الصهيوني، وأبرز ما يتم السؤال عنه حول الإصرار الإسرائيلي على الخوض في معركة لا فرصة لانتصار الكيان فيها، أو تحقيق أي إنجاز عسكري يمكن البناء عليه لتحقيق مكاسب سياسية من أجل خلق شرق أوسط جديد وفق الرؤية الإسرائيلية، ومن الأسئلة العاجلة التي بدأت تطرح على صوت انفجار انقضاضية حزب الله “اليوم حيفا، ماذا بعد حيفا؟؟”.
كما تجدد السؤال هل يمكن رؤية هدد جديد بعد الإصدار الأخير الذي وجه تحذيراً مباشراً باستهداف منشآت استراتيجية في حيفا؟ ويتحدث ضيف الموقع عن حالة جديدة من الإحباط لدى المستوطنين بدأت تظهر وتتزايد نتيجة ضربات حزب الله، بعد كل ما مر في الأسابيع الماضية من مزاعم تحدث عنها جيش العدو والتي وقال إنه قد وجهها لقدرات حزب الله.
“حزب الله لن يرفع الراية البيضاء، وواهم من يعتقد أن أننا بإمكاننا أن نقضي على جزب الله”، هذا ما توصل إليه عدد من المحللين السياسيين الإسرائيليين، وجاء بشكل علني على صحيفة “معاريف”، كما بدأ التشكيك داخلياً بكل مزاعم قادة العدو حول القضاء على 55 % من قدرات حزب الله وكل هذا نتيجة الضربات المركزة والنوعية لحزب الله خاصة على المدن الشمالية لفلسطين المحتلة والتي يتركز فيها الثقل الأساسي للكيان وتحديداً حيفا.
ومن الواضح في تعاطي الخبراء الصهاينة توصلهم لنتيجة أن حزب الله لم يستخدم أكثر من 10% من قدراته العسكرية حتى الآن، كما بدأوا يتحدثون عن المفاجآت التي تنتظرهم كما نقل لنا الخبير في الشؤون العبرية غسان محمد عن رصد ما يجول في أوساط العدو.
وفي سياق عن العدوان الإسرائيلي على لبنان، فإن الواقع الميداني يفرض الحديث عن ما أسماها العدو الإسرائيلي عملية برية محدودة في جنوب لبنان، حيث أنه لم ينجح في تحيق أي تقدم يذكر داخل الأراضي اللبنانية، وأن المواجهات لا تزال تدور عند “الحافة الأمامية”.
هنا يستحضر الخبير السوري في الشؤون الإسرائيلية، ما قاله مراسل القناة الـ 12 الإسرائيلية، حيث هاجم في تقريره المصور من الحدود كل تصريحات المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري، والتي زعم فيها “تحقيق إنجازات عسكرية وملموسة جداً في لبنان”، وقد فضح مراسل القناة العبرية هذه التصريحات، مؤكداً أنها بروباغاندا إعلامية يشرف عليها الإعلام العسكري الإسرائيلي، موضحاً أنها تصريحات مغايرة لكل ما قاله هاغاري وأن الوضع على الأرض ليس كما يحاول الإعلام العسكري إظهاره.
كما يؤكد غسان محمد وقوع إصابات عديدة في صفوف الجيش الإسرائيلي على الجبهة الشمالية خلال المعارك مع حزب الله، وهذا ما يمنع الاحتلال نشره ويحاول التعتيم عليه، إن كان في أعداد القتلى الصهاينة أو الجرحى والمصابين، وهنا ينوه محمد إلى أن بعض وسائل إعلام تخطت الحظر، وأشارت إلى حقيقة الاوضاع.
ويستمر السؤال لديهم عن التكاليف المحتملة لهذه الحرب، إن أصر أصحاب الرؤوس الحامية في القيادة السياسية الإسرائيلية على الاستمرار أكثر فيها؟
ويتحدث محمد عن الخسائر الإقتصادية لدى العدو الإسرائيلية، خصوصاً لجهة اضطراره لاعتماد ميزانية الحرب أو اقتصاد الحرب، مشيراً إلى الخسائر الكبيرة في الاقتصاد الإسرائيلي والمتاوصلة منذ عام، والتي تقدر بمئات المليارات.
وتوقفت قطاعات كثيرة في داخل الكيان الإسرائيلي عن العمل، في حين أن الكثير من المستثمرين أوقفوا وسحبوا استثماراتهم وشركاتهم، كما لم يعد خافياً ارتفاع معدلات الهجرة العكسية للإسرائيليين. في حين تظهر استطلاعات الرأي وضعاً سيئاً داخل الكيان، وعلى رأسها اهتزاز ثقة المستوطنين في حكومة نيتنياهو، والوضع الذي يلخصه ضيف موقع المنار بأنه يزيد تعقيداً كلما استمرت الأمور على ما هي عليه الآن.
المصدر: موقع المنار